عابر سبيل
“عمران العاقب” و”صمويل كلوريدج”!
ابراهيم دقش
في 1963م أهداني الشاعر “عمران العاقب” عندما كان أمين مكتبة (بخت الرضا) قصيدة الشاعر الإنجليزي “صمويل كلوردج” (الملاح العتيق) بعد أن قام بترجمتها ترجمة رفيعة، وأذكر أنني كنت أول من نشرها في صحيفة سيارة في صفحة (النوافذ المضيئة)..
ونشتكي ظمأ للماء في لهف والماء في كل أفق يأخذ الرائي
ترسو السفينة على ماء ومن عجب أن يشتكي ظمأ من كان في الماء
ألا يشبه ذلك قول الشاعر العربي القديم:
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول؟؟
وقد وصف الترجمة تلك الأستاذ “عباس العقاد” بأنها أفضل من الأصل.. هذه المرة أهداني “عمران العاقب عبد المجيد” نسخة من الملاح العتيق وترجمتها كاملة في سفر أنيق يدفعني أن أدعو الراسخين في الترجمة إلى اقتنائها، وكذلك الضالعين في اللغة الإنجليزية وكل محبي الشعر والقصيد.. كما أتحفني بنسخة من ديوانه (أهازيج الليل) واستوقفتني في الديوان قصيدة (لا تسلكوا سبلاً تفرق بينكم) جاء فيها:
في صبر أيوب وعفة زاهد تطوي المعلم محنة وبلاء
وشقاء أرباب المعاش مجسم وكلاهما في النائبات سواء
أما المرثيات في الديوان فقد استأثر بها الأساتذة والمعلمون.. ففي “عبد الرحمن علي طه”:
لن يطوى ذكراك في أعماقنا الأمر
وليس يسعفنا في فقدا الجلد
يوم يمر ويسلو المرء محتسباً
ويوم منعاك ليل ليس فيه غد
وفي سر الختم الخليفة:
ودعت يا رب البيان مفارقاً صمت البيان فما وعى ما قيلا
المعهد المحزون في بخت الرضا لا يستبين إلى لقاك سبيلا
أما الجنوب فقد تضاعف حزنه فأقام بعدك مأتماً وعويلا
وفي عوض ساتي:
كنت المنارة في زمان أدهم يرتد عنه الطرف وهو كليل
يسراك تحمل مشغل النور الذي يهدي فيطفر بعد جيل جيل
وتضئ في يمناك آيات النهى ولها تشعبك في الحياة دليل
وللشاعر رأي في الأمم المتحدة ومجلس الأمن دبجه شعراً:
ما مجلس الأمن عز الأقوياء به
إلا مكان به الأطماع نختصم
وهيئة الأمم المرجو نائلها
هي المطال الذي غاياته العدم
ذاك شاعر فاقرؤوه!!