رأي

بعد.. ومسافة

مراكز جنوب كردفان
مصطفى أبو العزائم
ولاية جنوب كردفان تشهد حراكاً فعلياً على مستوى أجهزة الحكم ومؤسساته، وعلى المستوى الشعبي والاجتماعي في مناطقها وقراها وفي كل مكان يضم أبناء الولاية التي عانت كثيراً من ويلات الحرب، التي أحالتها من جنة وارفة الظلال إلى جحيم لا تنطفئ نيرانه إلا لتشتعل من جديد على أيدي نفر من أبنائنا الذين انشغلوا بأنفسهم عن أهلهم، وبمكاسبهم الخاصة عن مكاسب مناطقهم.
ولاية جنوب كردفان، وفي عهد واليها الحالي السيد اللواء “عيسى آدم أبكر”، أخذت تستعيد عافيتها الأمنية، وتمددت هيبة الدولة وسلطانها إلى كل الولاية إلا من تفلتات تحدث هنا وهناك على أضيق الحدود، بينما انحسر وجود التمرد لينحصر في مناطق معروفة ومحددة بعينها لا تغفل عنها عين السلطات، فتحد من تحرك الذين يعملون على وأد المشروع التنموي الشامل الذي بدأ تنفيذه في جوانب التعليم والصحة والزراعة، بعد أن استتب الأمن، أو كاد.
ذكاء القيادة الحالية في ولاية جنوب كردفان، هو الذي يفعّل ترسيخ قيم السلام المفضي للأمن، والذي يقود بدوره إلى التنمية، وهذا قطعاً لن يتم بيد الحكومة وحدها فكما تقول أمثالنا: (الإيد الواحدة ما بتصفق)، لذلك كانت الالتفاتة الذكية لطلب يد عون الفعاليات الأهلية والشعبية والقبلية، القيادات والقواعد، الفئات والشرائح، وقد سعى والي الولاية بصبر ودأب شديدين لجذب اليد الأخرى لا لتصفق فحسب، بل لتعاون في البناء، عندما دعا إلى لقاء جامع قبل أيام قليلة لأبناء ولاية جنوب كردفان بالخرطوم، وتمكن بعقلية السياسي المنفتحة، وعقلية رجل الأمن المنضبط، وعقلية الحاكم الذي يستوي أمام سلطانه الجميع، تمكن والي ولاية جنوب كردفان اللواء أمن الدكتور “عيسى آدم أبكر”، الحاصل على درجته الأكاديمية العليا في التخطيط الإستراتيجي، تمكن من توظيف قدراته وقدرات معاونيه ومستشاريه من ذوي القدرات والكفاءات تعاوناً مع أبناء جنوب كردفان في الهيئة التشريعية القومية، ونجح في حشد أكبر عدد من أبناء الولاية في جنوب كردفان، وحشد للفعاليات السياسية والمجتمعية والبرلمانية والنخب والقيادات في الخدمة المدنية والعسكرية، وهو حشد غير مسبوق، إذ تضمن وضم كل الإثنيات والقبائل والقوى السياسية الفاعلة، وحمل الجميع رسائل متبادلة بعلم الوصول لكل طرف من أطراف ذلك المكون البديع تحمل مضموناً مشتركاً هو الحرص على السلام، والعمل من أجله.
السيد الوالي أكد من خلال نجاح ذلك الملتقى قدرة الحاكم الذكي على تفعيل الحراك المجتمعي بخواصه وعمومه ونخبه لخدمة المشروع الأهم، وهو السلام، لصالح تعزيز فرص التنمية في مساراتها المختلفة.. وقد التقط الحادبون من أبناء الولاية في اللقاء الجامع الذي تم قبل ثلاثة أيام، التقطوا المقترح الذي دفع به الوالي يومذاك بضرورة تبني النفرات الجماعية من أجل الولاية وإنسانها الذي عانى من ويلات الحرب والاقتتال.
اللقاء جاء فرصة للسلطة في أعلى مستوياتها بعد مشاركة السيد مساعد رئيس الجمهورية المهندس “إبراهيم محمود حامد” فيه للتعرف على توجهات أهل جنوب كردفان من خلال هذا الحراك الكبير، خاصة وأن مساعد رئيس الجمهورية هو رئيس وفد التفاوض، وهو ما يمكنه من تقديم مرافعة حقيقية من أرض الواقع، تلك الأرض التي أخذ التمرد ينحسر من عليها ليصبح جزءاً من الماضي الأليم.
التحية لكل أهل جنوب كردفان الذين صمدوا في وجه عاديات الزمان وواجهوا الموت والحرب، التحية للذين استجابوا لنداء الوطن ليلتحقوا بالسلام مع الدعوات بأن يستجيب الذين ما زالوا بين مرحلتي التردد أو الانقياد لأصحاب الأجندة الخاصة من أصحاب الارتباطات الخارجية.. والتحية للوالي “عيسى آدم أبكر”، الذي وضع قدميه وأقدام جيش التنمية القادم على الطريق الصحيح.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية