رأي

فوق رأي

نبقى لي دا؟!
هناء إبراهيم
 
طلاب العالم العربي أثناء مسيرتهم التعليمية سمعوا كثيراً عبارات على شاكلة (إنت لو نجحت دي دقني.. ابقى قابلني لو فلحت.. لو جبت ليك عمار أضحك علي.. أنت لو اتخرجت تف لي في وشي ووو) سواء سمعوها من الأساتذة الكرام أو الأهل الأجلاء، المهم أنهم سمعوها في موجز الحياة.
ورغم الإرهاصات والتبعات النفسية العظيمة لمثل هذه العبارات الضالة إلا أن ثمة أعداد كبيرة من بني الطلاب تجاوزوا هذه المطبات اللغوية، كل حسب طريقته في تخطي إشارات الإحباط، حتى أن بعضهم نجح كتحدي لعبارة أهانته.
يعتقد بعض المساكين أن هذه العبارات مدرجة ضمن المنهج الدراسي ودليل المعلم لذا لم نشاهد ردود أفعال مباشرة تجعل من ينجح يذهب إلى أستاذه ويطلب منه (حلق شنبه) لأنه خالف توقعاته ونجح.
ربما لارتباط العملية التعليمية بالعملية التربوية، أو كما هو مفروض..
لم نشاهد ذلك، إلى أن تداولت مواقع التواصل الاجتماعي العربية قبل فترة (مقطع فيديو) يظهر طالب من أحد الجامعات الأردنية الخاصة وهو (يبصق) على وجه أحد الأساتذة أثناء ذهابه لاستلام شهادته في حفل التخرج الذي أقامته الجامعة.. حيث فاجأه الجميع بهذا السلوك الشين وقال عدد من زملائه إن ذلك الأستاذ كان يقول له دائماً (لو اتخرجت اتفل بوجهي) فنفذ ما قاله أستاذه بحذافيره.
اتفرجتوا؟!
ولأن العبارات أعلاه لا تمثل التعليم بشكل تعليمي، اختلفت التعليقات وردود الأفعال حول (فعلة) الطالب.
هذا التهور الجريء رغم انسلاخه عن التربية والأخلاق إلا أنه نال إعجاب عدد من أنداده من مختلف الدول العربية، وذلك حسب التعليقات التي اطلعت عليها، حتى أن هناك من سمى أساتذة بجامعاتهم تمنوا لو أنهم يفعلون معهم هذا التصرف وذات السلوك لأنهم يكررون عليهم هذه العبارة دائماً.
اتفرجتوا؟!
أما الموقف الأبرز فقد كان لإدارة الجامعة التي خاطبت وزارة التعليم العالي لاتخاذ الإجراء اللازم وإمكانية سحب شهادة البكالوريوس من الطالب.
عزيزي الأستاذ لما تقول لطلابك لو في واحد في القاعة دي نجح في مادتي، تعالوا تفوا لي في وشي) قد تجد طالباً لا يستطيع أن يلزم أدبه فتستفذه العبارة فـ يفعها والمجتمع يخم ويصر..
أقول قولي هذا من باب محاربة رد الفعل بإزالة الفعل.
ثمة من يحول هذه العبارات إلى دوافع تفوق.
وثمة من يسد هذه بي طينة وهذه بي عجينة.
وثمة من يرمي طوبة العلم ويبحث عن شغلة أخرى.
و……
غايتو الناس تحتسب
و……
يا العالي تعليمك أنا من مظاليمك.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية