شهادتي لله

وهل يتحررون من قيد (أصحاب المصالح) ؟!

{هبط سعر صرف (الدولار) والعملات الأجنبية  مقابل (الجنيه السوداني) قليلاً .. خلال اليومين الماضيين، ولكنه هبوط متباطئ مقابل قفز بالزانة لا يحتمله قلب الاقتصاد السوداني الضعيف، ولابد من تدارك الأمر بكتابة روشتة العلاج، باستصدار سياسات ناجعة تعيد للجنيه عافيته وسلامة قلبه المخضوض .
{لقد تعود البنك المركزي أن يمنح، مثلاً، عدداً من الصرافات مئات الآلاف من الدولارات (يومياً) لخدمة المسافرين إلى الخارج لأغراض متعددة، فتعطي الصرافات المسافر الواحد ما لا يزيد عن (300) دولار، لا تمثل شيئاً يذكر من قيمة النقد الأجنبي الذي يتزود به من السوق الموازية أو السوداء، ليكمل المبلغ إلى (1000) دولار في الحد الأدنى لمن لا يقصد علاجاً.
  {أما إذا كان السفر بنية العلاج فقد يتراوح المبلغ المطلوب من (خمسة آلاف دولار) إلى (عشرين ألف دولار) لتغطية فواتير عمليات جراحية بتكلفة متوسطة، هذا خلاف العمليات المعقدة في القلب والمخ والأعصاب التي تتجاوز هذه المبالغ بكثير، فماذا تعني (ثلاثمائة دولار) لمسافر سائح أو مريض ؟! لا شيء بالطبع .
{لكن جملة المال المحول إلى هذه الصرافات من النقد الأجنبي يساوي شيئاً ذا قيمة، لغالب عمليات الاستيراد الضرورية .
{الأفضل للدولة أن يتوقف سحب (الدولار) لصالح الصرافات، علماً بأن بعضها تتبع لجهات حكومية وشخصيات نافذة، ما دام أن فائدة المواطن منها محدودة، على أن تحول تلك المبالغ  للبنوك، لتغطية التزامات صغار المستوردين الذين يلجأون لشراء (الدولار) و(الدرهم)  من السوق السوداء، فترتفع أسعار الصرف، على أن يتم الإجراء الجديد وفق رقابة لصيقة وضوابط صارمة من البنك المركزي والأمن الاقتصادي .
{الأهم من ذلك أن يحظر استيراد العديد من السلع الكمالية وغير المهمة، توفيراً لموارد الدولة الشحيحة من النقد الأجنبي .
{يقول التجار إن (الدولار) ارتفع خلال الأسابيع القليلة الماضية من (11) جنيهاً إلى (14) ثم هبط إلى (13.5) جنيهاً، بسبب الطلب الكبير عليه من صغار المستوردين لتوفير احتياجات شهر (رمضان) المعظم !!
{بالله عليكم .. ما هي احتياجات شهر رمضان في أي بيت سوداني غير الذرة للعصيدة، وعصائر (الكركدي) و(التبلدي) و(الحلو مر) المنتجة في بلادنا، وفاكهة أخرى  مزروعة في السودان مثل البرتقال، الليمون والمانجو، فضلاً عن البلح والفول والبليلة والطعمية وسكر كنانة وعسلاية، ولحوم كردفان ودارفور؟!
{عن أي سلعة ضرورية، غير ما ذكرت، يتحدثون ليهدروا عليها ما تبقى في سوقنا من عملات صعبة ؟!
{لابد من اتخاذ قرارات وسياسات قوية ومؤثرة لإعادة (الدولار المفترس) إلى عرينه، وديعاً مسالماً في حدود الـ(9) جنيهات، لا أكثر.
{يحدث هذا .. فقط  في حالة تحرر بعض المسؤولين من دوائر نفوذ (المصالح المتقاطعة) .
{آمييين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية