تقارير

رئيس البرلمان: الحكومة جادة في تحقيق السلام ولابد من التمييز الايجابي

(حنين السلام) و(أشواق التنمية )…في لقاء الصراحة والمكاشفة للهيئة البرلمانية بجنوب كردفان في قاعة الصداقة
مساعد الرئيس “إبراهيم محمود”: أولاد قيادات المعارضة يدرسون في الجامعات خارج السودان
“خيري القديل” يقدم ورقة شاملة للوصول إلى الاستقرار ويقترح تشكيل آلية جامعة من دون إقصاء
قاعة الصداقة – طلال إسماعيل
لم يجد رئيس الهيئة البرلمانية لنواب جنوب كردفان “خيري القديل” كثير عنت في توصيف المعاناة التي يمر بها مواطن الولاية، وتوصيف المشكلة في عدم الوصول إلى السلام الدائم والاستقرار وتحقيق مشروعات التنمية، على الرغم من المجهودات الكبيرة التي تبذلها حكومة الولاية والحكومة الاتحادية. هكذا قال أمام رئيس الهيئة التشريعية القومية البروف “إبراهيم أحمد عمر” ومساعد رئيس الجمهورية  نائب رئيس المؤتمر الوطني “إبراهيم محمود” ووالي جنوب كردفان “عيسى آدم أبكر”. وشهد اللقاء الجامع في قاعة الصداقة مع أبناء ولاية جنوب كردفان مساء (الجمعة) الماضية شفافية وصراحة ومواجهة ساخنة من قيادات الدولة في ظل رغبة كبيرة لتحقيق السلام، مما دفع بإبراهيم محمود إلى أن يقدم كشف حساب لجولات التفاوض مع قطاع الشمال، ويرمي الكرة في ملعبهم للتوقيع على خارطة الطريق.
قدم “خيري القديل” ورقة للحضور تحتوي على تحليل آراء المواطنين في محليات ولاية جنوب كردفان بعد جولة قامت بها الهيئة البرلمانية إلى هنالك، بالإضافة إلى لقاءات نوعية مع المختصين. وقال “القديل”:(إن تطاول أمد الحرب في جنوب كردفان قد أثر تأثيراً بالغاً على مجمل الأوضاع بالولاية، ومن أهم تجليات التأثير في مجمل الأوضاع الاجتماعية خاصة النزوح وما يتبعه من إشكاليات وضمور في الخدمات خاصة التعليم والصحة، على الرغم من الجهد الكبير الذي تبذله حكومة الولاية ولكنه يظل أقل من تطلعات المواطنين للتنمية الاقتصادية وخصوصاً في البنية التحتية. هذه الحرب المتطاولة سببت ضياعاً وهدراً لموارد الولاية وهذه الحرب سببت خلخلة أمنية وآثارها واضحة، وهنالك استعداد كبير لدى المواطنين بالانخراط إيجاباً للعمل من أجل السلام، من خلال قيادة عمل تفاوضي لحمل أطراف النزاع للوصول إلى سلام وتحقيق التعايش السلمي). وقدم مقترحه بتشكيل آلية جامعة ينتظم فيها الجميع من دون عزل لأي إنسان، تتكامل  فيها كل الجهود للقيام بالأعمال بالتضامن مع مؤسسات وهياكل الدولة، وقيام ملتقى بالخرطوم لوضع خطة التحرك والجداول الزمنية.
البروف “إبراهيم أحمد عمر” يشيد بالهيئة البرلمانية لجنوب كردفان

قال رئيس البرلمان البروف “إبراهيم أحمد عمر” في كلمته:(باسم الهيئة التشريعية القومية أهنئ إخوتنا في الهيئة البرلمانية لنواب جنوب كردفان على هذا العمل الكبير، إنهم بهذا يقدمون الأنموذج والقدوة للهيئات البرلمانية الأخرى، يقولون لنا في الهيئة التشريعية القومية إن الهيئات البرلمانية الولائية تستطيع أن تقوم بموازنات هامة وكبيرة لمصلحة الوطن فشكراً لهم على هذا الدرس البليغ).
 وأضاف:(كل أهل السودان الآن يريدون أن يستمعوا لما نقول في هذا الاجتماع فقد قدمت الهيئة البرلمانية خطة للوصول لأعز ما نسعى إليه، خطة للوصول للسلام، حددت القضايا والمشروعات وما هو مطلوب، قالت إن الخطوة الأولى هي تحقيق السلام ثم تأتي من بعد ذلك المشروعات ثم تأتي البرامج ثم يأتي من بعد ذلك التنفيذ، ولم تكتفِ بهذا بل أوضحت أن بعد هذا التخطيط وهذه المشروعات وهذه البرامج لابد من شيئين. وهنا أنا أريد أن أضع خطاً بين هذه الشيئين، الشيء الأول التمييز الايجابي لجنوب كردفان، عندما يأتي السلام وتقدم المشروعات وتقدم البرامج نحتاج أن نقول نحن جميعاً وخاصة في الحكومة الاتحادية التمييز الايجابي لهذه المشاريع هذه واحدة).
 وزاد: (هذا اللقاء قد جمع نفراً عزيزاً من أبناء جنوب كردفان من شتى الاتجاهات والاثنيات، من شتى الجغرافيات في جنوب كردفان ومعهم الهيئة البرلمانية التي هي أيضاً تمثل كل جنوب كردفان،هذه فرصة ذهبية لأن نمضي إلى الأمام في هذا البرنامج الواضح (سلام مشروعات برامج تمييز ايجابي ثقة متبادلة)، برنامج واضح جداً وسهل الاستيعاب، ونحن نقول إن هذا البرنامج يمضي ويفتح طريقه إذا كانت المفاوضات وصلت إلى خارطة الطريق، وجاء الآخرون في هذا الطريق فأهلاً وسهلاً لكن إن لم نصل إلى نهاية المفاوضات وتعثرت وتوقفت فيجب ألا تتعثروا ولا تقفوا أنتم).
 وأكد رئيس البرلمان جدية الحكومة في الوصول إلى اتفاق سلام في جنوب كردفان. وقال:  (أنا معكم مئة في المئة ويدي في يدكم رجلي في رجلكم صدري في صدركم، نمضي في طريق السلام نحقق السلام في جنوب كردفان والتنمية، وهذه يدي نريد سلاماً حقيقة لا رياء ولا كذباً).
“إبراهيم محمود” …جرد حساب للمفاوضات
قال مساعد الرئيس “إبراهيم محمود” رئيس وفد الحكومة في التفاوض مع قطاع الشمال:(نشيد بهذه المبادرة التي يقودها نواب الشعب والإشادة بالجهد الذي يبذل من أجل الولاية، أنا شاهد على هذا البرنامج التنموي الكبير في جنوب كردفان سواء أكان من الحكومة الاتحادية أو حكومة الولاية، ونحن تابعنا معكم برامج الخدمات الأساسية في هذه الولاية من التعليم والصحة والمياه كبرنامج، وفي هذه الجلسة نتساءل من كان السبب أن تطول هذه الحرب بهذه الصورة. بدأت هذه الحرب في عهد “نميري” واستمرت في عهد المشير “سوار الذهب”، واستمرت بعد انتخابات (86) حكومة “الصادق المهدي” واستمرت الآن في الإنقاذ، من هو الذي يريد أن تستمر الحرب في جنوب كردفان لأكثر من ثلاثين عاماً؟  ومن المستفيد؟ أنا أقول ذلك ونحن مع هذا البرنامج الذي طرح من نواب الشعب الآن وجعل الباب الأول الدفع بقوة لتحقيق السلام).
 وزاد “إبراهيم”: (هذا الاتفاق اسمه خارطة الطريق ودرسونا في  الابتدائي بأن  يعطونا الخرطة ونحن نبحث عن السلام وهذا ليس رأي الحكومة وحدها ولكنه رأي الاتحاد الأفريقي والأوروبي، وكل الناس في المفاوضات قالوا مفاوضاتنا الأخيرة كان شرطها لا يوجد كلام ولا تفاصيل نريد سلاماً فقط، طيب هذه الخارطة قالت أولاً الالتزام بالطرق السلمية لوضع نهاية لمعاناة المواطنين في المنطقتين هذا البند الأول،  البند الثاني قال قضايا المنطقتين الأمنية والسياسية تحل عبر المفاوضات على أساس الاتفاق الإطاري الذي تفاوضنا عليه خمس سنوات، ولدينا مسودة اتفاق عملها الاتحاد الأفريقي ما يتفق عليه كان يكتب بالأحمر والآن (90%) أصبح بالأحمر، وعندما قلنا طالما أننا وفقنا على (90%) نبدأ التوقيع و”ياسر عرمان” قال لا نوقع وقال لم نقل المنطقتين لكن السودان. وقال قضيته السودان كله يريد أن يحكم السودان كله عبركم، قضيته قضية حزبه الذي يقف وراءه، قضيته الثانية قال نحن متفقون معكم على وحدة السودان وجيش سوداني واحد ولكن نريد جيشنا أن يبقى، كيف تتفق معنا على جيش واحد وتقول جيشي يبقى وهذا ما أوقف التوقيع. البند الثالث قال الأربعة (الحركة الشعبية شمال وحركتان من دارفور و”الصادق المهدي”)، قالوا هؤلاء يمشوا يجلسوا مع (7+7) ويتفقوا كيف يخلوا الحوار جامعاً للناس أجمع  لينتهي من القضية التي قالوا إن السودان كله لا يحلها، طيب بعد ذلك نحن نجلس لقضية المنطقتين مع الحركة الشعبية قطاع  الشمال في “أديس أبابا” على أساس الاتفاق الذي تكلمنا فيه خمس سنوات. وقالوا الجيش لا يحل وتعمل لجنة للترتيبات الأمنية والسياسية والإنسانية ويتركوا لجنتي الترتيبات الأمنية والسياسية تمضي مع بعض، ويعملوا لجنة تراقب سير هاتين اللجنتين حتى يطمئنوا على أن الترتيبات السياسية تبعهم نفذت).
وأشار “إبراهيم محمود” إلى أن الآلية الأفريقية وضعت تصوراً بعد التوقيع على خارطة الطريق بالجلوس بعدها للتوقيع على  اتفاق وقف العدائيات ووقف إطلاق النار، وتقديم المساعدات الإنسانية. وقال: (الحكومة جادة، الحركة الشعبية رفضت التوقيع لذلك أنا أريد أن أقول الكرة في ملعب الحركة الشعبية قطاع الشمال، تريد التوقيع أم لا تريد هم الذين يوقفون الحرب). وأنا على يقين أن الشعب في جنوب كردفان قادر على وضع حد لمعاناة الناس ووقف الحرب، ولا يوجد طريق غير السلام لذلك أنا أبادر بالخطوة الأولى، وأقول لهم نحن ملتزمون بهذه القضية وسنوقع وقف العدائيات ووقف إطلاق النار وهم يوقعوا وأنا التزم لو وقعوا خارطة الطريق بكرة نوقع على اتفاق وقف إطلاق النار).
“إبراهيم محمود” يكشف عن مخطط زعزعة الاستقرار في الجامعات
وقال مساعد الرئيس: (عندما يموت طالب يحاولون استغلال المسألة لأنهم ما قادرين يحركوا الشارع لذلك يريدون الناس ويقتلوا أبناء الناس في الجامعات لأن أولادهم في الجامعات الخارجية يريدون استهداف أبناء الغبش هنا حتى يزعزعوا الاستقرار).
والي جنوب كردفان يتحدث
من جانبه قال والي جنوب كردفان “عيسى آدم أبكر”: (هذه لوحة اجتمع فيها كل أبناء ولاية جنوب كردفان الموجودين في ولاية الخرطوم بكل سحناتهم واثنياتهم وأحزابهم حتى الإدارات الأهلية، إخوانا في مايو جبل أولياء الخرطوم، ومتأكد هذا الاجتماع وهذا الحضور هدفه الأساسي السلام، الناس كلها تريد السلام، وباسم حكومة ولاية جنوب كردفان وأهلي في  جنوب كردفان أقول لكم نحن عملنا الكثير من أجل السلام، عملنا مؤتمراً جامعاً من أجل تحقيق السلام في جنوب كردفان، وكنا نريد دوراً واضحاً لأبناء جنوب كردفان للسلام، صحيح هنالك منابر وتحركات لكننا أردنا أن يكون لأبنائنا في جنوب كردفان دور).
وأشاد الوالي بجهود الإدارة الأهلية بولاية جنوب كردفان من أجل السلام.  وقال:(صحيح هنالك تمرد لكن أصدقكم القول نحن لدينا (17) محلية والآن (14) محلية تعيش أمناً وسلاماً..وحتى الثلاث محليات ليس كلها فيها تمرد كانت الحركة دءوبة من كل مواطني جنوب كردفان).
فرص الصراحة والجدال
امتزجت الحيوية في اللقاء بعد أن منحت المنصة فرصاً للحضور لإبداء آرائهم، واتسع صدر قيادات الدولة للنقد الذي وجه إليهم بعدم جديتهم في الوصول إلى السلام. وقال رئيس مبادرة أهل الشأن والكاتب الصحفي “عوض الله نواي”، إن  قضية الحرب والسلام معادلة محتاجة إلى فصل مسار التفاوض من المسار الحزبي إلى المسار الحكومي. وأضاف:  (سوف تحل القضية بالفصل ونحن  أطلقنا مبادرة أهل الشأن اعتمدتها الحركة الشعبية كمسهل، وجئنا لمكتب “إبراهيم محمود” (30) مرة لم نلتقِ به ونحن بالقرب منه، وذهبنا إلى “أديس أبابا” والتقينا بقيادات الحركة الشعبية، أنتم السلام عايزين  تجيبوهو كيف؟ خارطة الطريق تحتاج إلى المسهل).
وكان الصوت المتفق حوله في هذا اللقاء بأنه لابد للحكومة وقطاع الشمال من تحقيق السلام في جنوب كردفان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية