أخيراً.. "مشار" في جوبا بعد غياب لأكثر من عامين
“مشار”: تحديات كبيرة تنتظر طرفي النزاع بدولة الجنوب لتجاوزها
“سلفاكير”: سعيد بعودة “مشار” وسنسعى لتحقيق السلام والتنمية
الخرطوم – وليد النور
أخيراً وبعد تأجيل لثلاث مرات خلال الأسبوع المنصرم، ولأول مرة منذ اندلاع الصراع قبل أكثر من عامين، وصل إلى عاصمة دولة جنوب السودان “جوبا”، أمس (الثلاثاء)، زعيم المعارضة والنائب الأول لرئيس الجمهورية السابق الدكتور “رياك مشار” على متن طائرة أممية من إقليم “قامبيلا” الإثيوبي التي هبطت في تمام الساعة الرابعة عصراً. وفور وصوله تحرك إلى القصر الرئاسي وأدى القسم نائباً أول لرئيس دولة الجنوب، في أول خطوة لتنفيذ بنود اتفاق السلام الذي وقع في أغسطس من العام المنصرم، ليكتمل بعد ثلاثة أشهر، لكن لأسباب لوجستية تأخر وصول “مشار” إلى جوبا التي عاشت قبل وصول وفد المقدمة لـ”مشار” حالة من الترقب والحذر لا سيما بعد تأخر حكومة دولة الجنوب في منح الأذن للطائرة التي تقل “مشار” وحراسه قبل أن يصدر مدير جهاز الأمن بدولة الجنوب، يوم (الأحد) الماضي، إذن الهبوط، ليصل وفد المقدمة برئاسة رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي المعارض “سايمون قاروج دول” برفقة (121) جندياً محملين بالأسلحة إلى عاصمة جنوب السودان جوبا. وكان في استقبال “دول” والقوات المرافقة له في مطار جوبا كبير مفاوضي المعارضة المسلحة “تعبان دينق قاي”.
إلى ذلك، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من تأخر وصول “مشار”، وعدته عرقلة لاتفاق السلام الموقع مع دولة جنوب السودان.
وأقر “مشار” في تصريحات صحفية، فور وصوله مطار جوبا، بوجود تحديات وصفها بالكبيرة، يتعين على طرفي النزاع تجاوزها. وقال: (هناك تحديات نحتاج لتخطيها.. التحدي الأول هو الأمن، والثاني هو العمل على تحقيق استقرار الاقتصاد، ثالثاً- لدينا الكثير من النازحين داخلياً وخارجياً الذين نحتاج للوصول إليهم). وأضاف: (يجب كذلك أن نضمن وصول المساعدات الإنسانية للمناطق الريفية والحضرية). وامتدح “مشار” الذين دعموا عملية السلام في جنوب السودان وعلى وجه الخصوص دول الترويكا “أميركا وبريطانيا والنرويج”، وقال إن الحكومة قامت بواجبها في استضافة وفد المقدمة الذي وصل منذ خمسة أشهر. وأضاف “مشار”: (بوصولي سندفع باتجاه تجاوز العقبات الأخرى والتخلص منها وتطبيق اتفاق السلام.. يجب أن يعم السلام جميع أرجاء البلاد). وقال “أكول بول خورديت” الذي كان على رأس الوفد الحكومي المستقبل لـ”مشار” في تصريح له: (لقد مثل اليوم نقطة تحول في مسيرة تحقيق السلام في بلادنا.. إن وجوده- رياك مشار- بيننا اليوم في جوبا يدل على نهاية الحرب).
وقال رئيس دولة جنوب السودان “سلفاكير ميارديت” عقب وصول “مشار”: (نحن ظللنا نترقب هذه اللحظة منذ ثمانية أشهر المدة التي وقعت فيها الاتفاقية) وأضاف: (أنا شخصياً سعيد جداً بوجود الأخ دكتور “رياك مشار” النائب الأول لرئيس الجمهورية بيننا)، وتابع: (إنني أقدم اعتذاري لتأخر تطبيق اتفاقية السلام)، وامتدح جهود المجتمع الدولي الذي وقف مع دولة الجنوب، وكرر اعتذاره لشعب دولة الجنوب بسبب الحرب التي دارت خلال السنوات الماضية، وقال: (نحن القادة قد أدخلنا البلاد فيها)، ودعا الشعب إلى ضرورة المشاركة في السلام والمصالحة، مشيراً إلى أنه في المرحلة المقبلة سيعمل على تحسين الوضع الاقتصادي ومعالجة الأوضاع الإنسانية للنازحين واللاجئين.
وأدى دكتور “رياك مشار” في جنوب السودان اليمين ليكون النائب الأول للرئيس، المنصب الذي كان يتولاه قبل اندلاع الصراع في منتصف ديسمبر 2013.
وكانت منظمات المجتمع المدني بجنوب السودان قد طالبت المجتمع الإقليمي والدولي بالضغط على طرفي النزاع في جنوب السودان لتنفيذ اتفاق السلام بعد أن فشلا في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية حتى الآن. وقال “إدموني ياكاني” المدير التنفيذي لمنظمة تمكين المجتمع من أجل التقدم (سيبو) بجنوب السودان، إن على المجتمع الدولي والإقليمي أن يستخدم مجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن الأفريقي الضغط على الحكومة والمعارضة المسلحة لتنفيذ اتفاق السلام.