تقارير

تفاصيل ليلة الأنس والسمر في "الضعين" مع "أنس عمر" على الرغم من زخات الرصاص

الطلاب يتحدون الدانات ويرقصون في افتتاح مهرجان العمل الصيفي بالإستاد رغم الدماء
نائب الرئيس: هذه فرفرة مذبوح ونحن لهم بالمرصاد وسنفرض هيبة الدولة وسيادة حكم القانون
والي شرق دارفور: نرد على الحماقات والجهالات بأننا نحن المقصرون تجاه أولئك النفر
الضعين – طلال إسماعيل
لحظات من الأنس والسمر في منزل والي شرق دارفور، “أنس عمر” بالضعين مع الصحفيين، عن الأحداث التي مرت بها  الولاية منذ أحداث (تور طعان) في الحدود مع ولاية جنوب دارفور وتداعياتها على المشهد السياسي والتماسك القبلي. طاف بنا “أنس” حول التحديات والمستقبل الذي ينتظرها، وبدأ “أنس” غير مبالٍ بإطلاق الرصاص ليلة (الثلاثاء) بعد إطلاق دانة  من مجموعة مجهولة على منزل “عبد الله مسار” المجاور لمنزل الوالي، مما أدى إلى مقتل امرأة وجرح (3) من الطلاب.
لكن “أنس” لم يخف، وأطلق ابتسامته الساخرة أثناء النقاش وبجواره (3) من المعتمدين، هو معتاد على الرصاص منذ أن كان في العمليات وتعود على الصراحة السياسية وهو متحدث في الجامعات قبل أن يصبح والياً على شرق دارفور.
في الساعة التاسعة صباح يوم أمس (الثلاثاء) نزلت طائرة نائب رئيس الجمهورية “حسبو عبد الرحمن” في مطار الضعين لتبدد كل الاحتمالات بعدم قدومه لافتتاح العمل الصيفي للاتحاد العام للطلاب السودانيين، وقدم طلاب وطالبات الضعين نموذجاً استعراضياً من تراث دارفور ممزوجاً بلحن السلام وتمني الاستقرار.

في كلمته بإستاد “الضعين” قال “حسبو”:(جيناكم باسم اللجنة العليا للعمل الصيفي والتحية المستحقة للاتحاد العام للطلاب السودانيين، والتحية الخاصة لأبنائي الطلاب في كل مناحي السودان الذين يشاركون في العمل الصيفي، والتحية الأخص لأبنائي وبناتي من شرق دارفور  الذين زينوا هذه الساحة بهذا العرض الجميل. العمل الصيفي برنامج قومي له مقاصد وله أهداف منها تعزيز الوجدان السوداني ومنها تعزيز ممسكات الوحدة الوطنية ومنها بناء التربية الوطنية في البناء والإعمار والتكافل. والحمد لله اليوم شاهدنا ما يسرنا من أبنائنا وبناتنا ونقول لكم شكراً جزيلاً لما بذلتوه في هذا المشروع من ولاية شرق دارفور في أعمال ثقافية وفنية ورياضية ومسرح وعيادات طبية متحركة، شكراً جزيلاً، وتحية خاصة لأهلنا في ولاية شرق دارفور).

وأضاف نائب الرئيس:(نشكر الأخ الوالي والحكومة والقيادات السياسية والأهلية والتنفيذية على استضافتهم مهرجان العمل الصيفي، والتحية الأخص لأهلنا في مدينة الضعين الذين فتحوا قلوبهم وبيوتهم لاستضافة أبنائهم، وهذه المحرية في أهل الضعين الكرام، نحن جيناكم لهذا البرنامج الهام وفيه أهداف ومغازي، وبإذن الله تعالى فإن الدولة مستمرة في برنامج الإصلاح وعلى رأسه التعليم، وسيظل التعليم العام الأساس تعليماً إلزامياً بالنسبة لنا ونشر برنامج محو الأمية،  وفي عام 2020 نريد أن يكون كل إنسان سوداني أميته ممحية ولذلك نقول لأهل دارفور استفيدوا من هذا البرنامج في التركيز في محو الأمية وفي التدريب وبناء القدرات، ونحن نشيد بالاتحاد العام وبالأخ “مصعب” وإذا ما عملت أي حاجة كفاية هذه  اللوحة، وهذه الرسالة في ولاية عانت من النزاعات ومن الحروب وفي ولاية عانت كثيراً من التحديات).

نائب الرئيس يؤكد بسط هيبة الدولة ويتوعد
 ولم ينسَ نائب الرئيس أن يوجه رسالته إلى من أطلق الدانة وقال:(التحية المستحقة الأخرى لأهل دارفور الذين ما خيبوا ظن السودان والذين صوتوا للاستفتاء بنسبة (97.7%)، والتحية لشرق دارفور الأولى في التصويت في الولايات بنسبة (98.3%) وهذا كنا نتطلع إليه أن يحسم أهل دارفور قضية الاستفتاء، والإقليم جربناه ما بينفع  الإقليم ما نافع نحن القرار حالياً أن تكون ولايات ونحن نسعى لتطوير الولايات وفي إصلاح الولايات وفي إصلاح الحكم المحلي، والعمل مستمر في التنمية والخدمات في دارفور بعد الاستفتاء وبعد زيارة رئيس الجمهورية للولايات الخمس لأيام متتالية، دارفور دخلت مرحلة جديدة مرحلة الاستقرار ودارفور تعافت ودارفور ما فيها تمرد).

وأضاف: (ونقول للناس البعملوا دانة هنا أو هنالك ما بتخذلنا وما بتخيفنا هذه فرفرة مذبوح بنقول ليهم الزول الداير  الحكومة يلاقيها ضحى عديل، شوف عين، ما ذنب الطلاب الأبرياء وما ذنب هؤلاء الضعفاء والمساكين، العايز يودي رسالة للحكومة يلاقيها برة يمشي مع ناس باريس يمشي أي حتة معارضة ظاهرة بره،  لكن هذا الخفاء جبن ونحن لهم بالمرصاد في فرض هيبة الدولة وسيادة حكم القانون، وإن شاء الله الذين ارتكبوا هذه الجرائم سيطالهم القانون الذين روعوا الأبرياء هنالك لجنة  تحقيق تعمل إذا هذه اللجنة أشارت إلى أي مستوى من المستويات سيحاكم بإذن الله تعالى، لذلك لابد من فرض هيبة الدولة ونحن ملتزمون بتأمين المواطنين وتأمين مناشط التنمية ولذلك عندما سمعت الخبر في الخرطوم قالوا أطلقت دانة في الضعين أمبارح قلت ليهم دانة واحدة ما بتعمل حاجة، وكادقلي يقصفوها بالدانات كل يوم قاعدين صابرين، ولابد يا ناس الضعين أن تنتفضوا ضد المخلين وضد الخرابين وضد الجبناء، إذا الناس ديل عندهم رأي في الحكومة يفوتو بره عديل زيهم وزي الآخرين لكن ما يضربوا الأبرياء، ما ذنب الشهيدة المرأة التي قتلتها الدانة وذنبها شنو المسكينة دي ما عندها علاقة بالحكومة، ولاهي والي ولا وزير ولا نائب رئيس ولا غيرها وما ذنب الطلبة الذين بترت أرجلهم).
وزاد”حسبو”:( كل القيادات في الضعين السياسية والأهلية والتنفيذية والتشريعية لابد تقيفوا صفاً واحداً وتطلعوا الخرابين من وسطكم تطلعوا النوع ده من الناس من وسطكم، إذا في زول محتج على الحكومة في حق في لجان التحقيق شغالة، إذا لجان التحقيق طالت الوالي الوالي نفسه نعرضه للمحاكمة لكن ما دايرين فوضى وتعريض أرواح الأبرياء من الطلاب لأي نوع من التهديد، ولذلك سيستمر برنامج الدولة في الإصلاح وهذه المرحلة تركز على التنمية والخدمات والمصالحات وعلى التعافي وعلى الحوار ورسالتي بمناسبة تدشين العمل الصيفي لهذا القطاع العريض من الطلاب الذي يمثل أكثر من (6) ملايين طالب وطالبة من الطلاب رسالتي منهم أن نركز في التعليم لأنه أساس النهضة والحضارة والتطور وأساس التنمية هو التعليم، وأن نبتعد عن العنف اللفظي والعنف الجسدي الذي أصبح في الجامعات وأصبح في المدارس، وأن نركز على الحوار الفكري والثقافي وقبول الآخر، بالحوار نبني الوطن ونحترم آراء الآخرين وبالحوار يستمر بناء الدولة).
ووجه نائب الرئيس بتأهيل إستاد الضعين معلناً التزام شركة (سوداتل)  بوعد مديرها التنفيذي “طارق حمزة” بذلك.
“أنس عمر”: سنرد على الحماقات ببناء مؤسسات التعليم
من جانبه قال والي شرق دارفور “أنس عمر”: (نحي  كل أبنائنا الطلاب وبناتنا الطالبات بقيادة “مصعب محمد عثمان”  الذين قضوا أياماً ممتعات خدموا مواطني الولاية في التعليم والصحة والبرامج الدعوية والتقنية ومحو الأمية والرياضية وبرامج خدمة الناس، تحية للاتحاد العام للطلاب السودانيين هذه المدرسة العريقة التي ضربت جذورها في تاريخ السودان المجيد، تحية للآباء المؤسسين للاتحاد “خالد حسن إبراهيم” و”أنس الطيب الجيلاني” و”عثمان البشير الكباشي” و”حمدي سليمان” وابن الضعين البار “موسى إبراهيم سعيد” و”محمد عبد الله شيخ إدريس” و”النيل الفاضل”،  تحية لقيادات الحركة الطلابية على مر السودان المجيد من لدن “حران” و”القرشي”، الحركة الطلابية التي لبت نداء الوطن لمقاتلة المتمردين ولحراسة الحدود وللتعمير والبناء، تحية لعبد الله ميرغني و”عبد الإله خوجلي” و”حسن سليمان” و”همت” وللحافظ جمعة سهل ولأحمد عثمان مكي و”محمد عثمان محجوب” و”محمد عبد الله خلف الله” و”خالد عبيد أبوبكر الأمير” و”منير شوراني” ولعلاء الدين حسن زايد، لبوا النداء وصعدت أرواحهم للسماء).

وأضاف “أنس”: ( إن برنامج العمل الصيفي إضافة نوعية وقيمة مضافة يقدمون العرق والجهد من أجل المواطن،  يقدمون النموذج في التضحية والفداء وفي الصبر والعمل المضني من أجل المواطنين، في ولاية شرق دارفور، نرد على الحماقات والجهالات بأننا نحن مقصرون تجاه أولئك النفر وأن مزيداً من التبصير وعمل مؤسسات التعمير والتنمية والتعليم هي الرد الحقيقي للحماقات والجاهالات، وأن مؤسسات التبصير والتنوير كجامعة الخرطوم والسودان هي التي تخلق المجتمع المعافى والنقي، وهي التي ترد على الحماقات والجهالات وأن نائب رئيس الجمهورية يدشن البداية الفعلية لبناء قاعات جامعة الضعين والمعامل والمكتبات ورئاسة الجامعة  في هذه المؤسسات، نبني مجتمع الغد وبهذه المؤسسات نحصن المجتمع ضد الجهل وضد التخلف والتأخر، وإننا ندشن مثل هذه المشاريع الكبيرة والضخمة هدية لإنسان ولاية شرق دارفور الذي يستاهل ويستحق أكثر من هذه المؤسسات بكثير).
وختم قوله:( إننا عازمون قدماً على السلام والتعايش السلمي وعازمون أن نخطو بالولاية خطوات إلى الأمام من أجل مستقبل الأجيال ومستقبل البنين والبنات، ومن أجل مستقبل شرق دارفور، لن ننظر إلى الخلف ولن تؤخرنا حماقات وجهالات هنا أو هنالك وسنمضي في إنفاذ المشاريع). 
من جانبه أشاد رئيس الاتحاد العام للطلاب السودانيين “مصعب محمد عثمان” بكرم أهل شرق دارفور ومدينة الضعين الذين فتحوا قلوبهم ودورهم ومدوا أياديهم ترحاباً وسلاماً واستقبالاً لهذا الوفد الميمون، فكنا معهم كالساكنين دوماً وكنا بينهم كالمقيمين بينهم أبداً،  حسن الضيافة وكرم الأخلاق  وطيب المعشر والرفقة المأمونة).

وقال:(إننا في هذا العام اخترنا ولاية شرق دارفور لا سهل نمتطيه، والتغيير لا يكون إلا باختيار الصعب، ولاية بعداً في المسافة عن المركز، ولكن حضوراً بين قلوب أمهاتنا وآبائنا، فلو خرجنا بذلك لكفانا، لو خرجنا بهذه الابتسامة على وجوه الصغار وهذه الفرحة على وجوه الكبار لكان كفاية لنا هذا في العمل الصيفي).

وزاد:( مسيرة الطلاب ماضية نقدم فيها العقل حتى ينير والقلب حتى يؤمن ويطمئن ويتعايش، فلتمض الدولة في إصلاحها ومشروعها فالطلاب هم الأمان وهم الحافظ، سواعد بيضاء ممتدة وسواعد خضراء تشتل وتزرع، وسواعد تحمل السلاح في وجه كل من أراد بهذا الوطن سوءاً).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية