أخيره

الموت يغيب شاعر (المرسال) "محمد علي أبو قطاطي" بعد مشوار عطاء طويل

شُيّع إلى مقابر “العجيجة” في موكب تقدمه الشعراء والأدباء وأهل الفن
الخرطوم ـــــ محمد جمال قندول
غيّب الموت، أمس (الخميس)، شاعر السودان الكبير “محمد علي أبو قطاطي” بعد صراع طويل مع المرض بمستشفى السلاح الطبي، وتم تشييعه إلى مقابر “جار النبي” بـ”كرري العجيجة” في الثانية من ظهر أمس، بحضور عدد كبير من الشعراء والأدباء وأهل الفن.
 وقدم الراحل مسيرة حافلة بالعطاء كانت خلاصتها العشرات من الأغنيات الروائع لكبار الفنانين السودانيين، في مقدمتهم فنان أفريقيا الأول الموسيقار الراحل “محمد وردي”، وفنان الفنانين الراحل “خليل إسماعيل”.
وقد أثرى الراحل وجدان الشعب السوداني بأغنية (المرسال) الشهيرة للفنان “وردي”، و(إنت يا قلبي المتيم) للفنان الراحل “أحمد الجابري”، بجانب أغانٍ وطنية كثيرة أثرى بها المكتبة السودانية أشهرها (الفينا مشهودة).
ولد الراحل بقرية “العجيجة” الجموعية شمال بأم درمان، أمه السيدة “زينب محمد”، وأبوه “دفع الله بن محمد علي”، الذي أطلق عليه اسم “محمد علي” تيمناً بجده. أدخله والده خلوة الشيخ الفاضل الفكي بـ”العجيجة” في سن مبكرة من عمره، تعلم فيها مبادئ القراءة والكتابة وحفظ آيات القرآن الكريم، وعندما انتقلت أسرته إلى الجزيرة سلانج شمال الخرطوم للإقامة فيها، التحق “محمد علي أبو قطاطي” بخلوة الشيخ “حسن البصري” وأمضى فيها ست سنوات.
وعرف عن “أبي قطاطي” عصاميته في التعليم، إذ لم يزد تعليمه المنتظم أكثر من مستوى الخلاوي، فقام بتعليم نفسه بنفسه وتثقيف ذاته، وكتب وهو في صغره كتاباً عن أصول وقواعد وبلاغة اللغة العربية، وقرأ الكثير من أعمال سلفه من الشعراء والأدباء العرب ومن بينهم سودانيون. يقول في مقدمة ديوانه (درب المحبة): (لقد استفدت كثيراً من مقامات الحريري، كما أعجبت بأشعار عنترة وابن الفارض والمتنبي وأحمد شوقي، ومن السودانيين التيجاني يوسف بشير والحردلو وخليل فرح، وكذلك محمد المهدي المجذوب).
بدأ كتابة الشعر منذ عام 1950م، وكانت أعماله آنذاك مقتصرة على قصائد وطنية كان يقدمها في الندوات السياسية ولأهله وأصدقائه، على شكل قصائد الدوبيت، وكان يرسل بعض أشعاره تلك إلى الإذاعة السودانية في أم درمان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية