عابر سبيل
قصة منطقتين!
ابراهيم دقش
أكد الأستاذ “سامي شرف” مدير مكتب الرئيس المصري الراحل “جمال عبد الناصر” أن جزيرتي (تيران) و(صنافير) سعوديتان، انطلاقاً من سياق التاريخ القريب، وأعطى تفسيراً منطقياً لتصرف “جمال عبد الناصر” خلال حرب 1967م الذي أعلن فيه “مصرية” الجزيرتين، فدون ذلك لا يستطيع إغلاق مضيق (تيران) في وجه الملاحة لتحجيم إسرائيل.. ويفترض أن “سامي شرف” أن يكون جهيزة، التي تقطع قول كل خطيب خاصة وأن الرجل في مقال له بـ(الأهرام) القاهرية بدا متحاملاً ومهاجماً كل الذين يدعون البطولات بالتحديد من هم خارج مصر ممن هاجموا ما أسموه تفريط الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” في أرض مصرية… ومع ذلك فهناك من يدعون في مصر أن “السيسي” قايض الجزيرتين بالجسر الذي يربط بين “مصر” و”السعودية”، وهناك من انتقدوا التنازل عن الجزيرتين أو ردهما لصاحب الحق دون أن يجيز البرلمان الصفقة، وكان رد الحكومة أن الاتفاق لا يسري إلا بعد إجازته بواسطة الأجهزة والمؤسسات المعنية وقطعاً البرلمان على رأسها.
ولا أدري كيف تم الربط بين (تيران) و(صنافير) من جهة و(حلايب) و(شلاتين) من جهة ثانية.. فمن الواضح أن هناك تشابهاً بين تلك هذه رغم الفارق في الشهرة.. فجزيرتا (تيران) و(صنافير) كان مسكوتاً عنهما إعلامياً وسياسياً، بينما (حلايب) و(شلاتين) ظلتا منذ الخمسينيات على الأجندة السودانية – المصرية، وخفت حدة النزاع حولهما إبان عهد مايو (1969- 1985) الذي اعتمد التكامل بين مصر والسودان، ومن ثم تحولت المنطقتان من خانة النزاع إلى خانة التكامل.. ولازلت أعتقد أن الحكومة السودانية بإمكانها طرح التفاوض حول المنطقتين بجدول أعمال يحمل خيارات.. وحتى إذا تصعد الأمر إلى التحكيم الدولي بالوثائق والخرائط وما شابه، يكون خيار التكامل قائماً تحت “الأكمام”.. أي التلويح به!
لكن “نبرة” وزارة الخارجية السودانية في الآونة الأخيرة فيها تشدّد واضح ينبئ عن أن تحت يدها “إثبات” انتماء المنطقتين للسودان، ومع ذلك فالخيار “التكاملي” يصلح للخلفية في تقديري لتصبح جاذبة!!
عنوان العمود مأخوذ من تشارلس ديكنز (قصة مدينتين)..