النشوف اخرتا
سلامة كبيرة
سعد الدين ابراهيم
– حاج عبد الودود رجل متفائل.. في أحلك المواقف يبسط الأمور.. فإن حدث حادث حركة.. قبل أن يرى شيئاً يردد: سلامة.. سلامة كبيرة.. وبعد أن يسأل إن شاء الله مافي عوجة.. لا بس السواق مات.. سلامة كبيرة.. كان ممكن يموتوا الراكبين معاهو.. وإن وقعت امرأة مسنة.. يصيح سلامة.. سلامة كبيرة.. فيحملونها إلى المستشفى وبعد صور الأشعة يتضح أنها كسرت حوضها ورجلها اليمنى ويدها اليسرى.. فيواصل بعد ذلك سلامة كبيرة.. كان ممكن يحصل ليها ارتجاج في المخ.. وتنشل.
– في الخريف وقع حائط منزل حاجة “حواء” ومات أبو الوليدات وابنه الأصغر، إذ كانا جالسين تحت الحيطة فيقول: سلامة.. سلامة كبيرة الما كانت قاعدة العايلة كلها.
– مرة جاءت البيت ابنته المتزوجة تسحب أطفالها باكية.. الراجل طلقني.. أخذ يردد: سلامة سلامة كبيرة الما طلقك بالتلاتة.. بين دموعها تقول له: طلقني بالتلاتة يا بوي: يقول سلامة.. سلامة كبيرة.. لانو البطلق بالتلاتة ده معناها منفعل شديد سلامة.. سلامة كبيرة ما مد إيدو عليك.. كان عمل ليك عاهة.
– مرة في بكاء حاج (عبد الدايم) قال لولده الكبير بعد أن شال معه الفاتحة.. المرحوم مات بي شنو؟ فقال له: جاتو ذبحة.. فقال له سلامة.. سلامة كبيرة الما مات بالسرطان كان اتعذب.
– أضجر تفاؤله ناس الحلة فشكوه لأبنائه فاضطروا للاجتماع به وقالوا له: ناس الحلة شكوا منك.. فقال سلامة.. سلامة كبيرة.. فقال ابنه الأكبر بحسم: سلامة كيف يعني.. سلامة كبيرة يا ابني عشان البقت على ناس الحلة ما شكوا معاهم ناس حلة تانية.
– أخيراً قرروا أن يعاملونه بالمثل، فإن شكا من الرطوبة قالوا له: سلامة.. سلامة كبيرة الما عندك معاها سكري ولا ضغط.. فما أرعوي قال لهم: صحي والله سلامة كبيرة.. لما أعيت الناس الحيلة تركوه في حاله واستحملوه ولكنهم أصبحوا يسألونه سلامة كيف يعني؟ عسى أن يخونه التعبير فيوضحون له أن نظريته خاطئة.
– ذات يوم.. حدث حادث جلل في الشارع الرئيسي حافلة انقلبت ثم اصطدمت بها شاحنة.. فجاء إلى الموقع يردد سلامة.. سلامة كبيرة.. فقال أحد الحضور ويبدو أنه غريب: سلامة كيف يا حاج.. فقال: ماتوا كلهم.. فقالوا: كلهم .. الحافلة انتهت ولا بتتصلح.. فقالوا: الحافلة بقت حديد معجون.. قال سلامة.. سلامة كبيرة.. فقالوا هذه لحظة المجابهة.. فقالوا له: الناس كلهم ماتوا.. والحافلة انتهت فكيف تكون سلامة فرد عليهم: سلامة.. سلامة كبيرة إننا ما كنا راكبين معاهم!
آخرة المخيرة قالوا ليهو الشعب حزين لأنو الليلة نهاية الاقتراع للاستفتاء قال سلامة سلامة كبيرة.. الاقتراع انتهى بدون مشاكل .. قالوا ليهو كيف الجنوب ح ينفصل قال سلامة سلامة كبيره الانفصل الجنوب براهو ما انفصلت معاهو دارفور .. قال ليهو بالطريقة دي دارفور ذاتا ح تنفصل .. قال برضو سلامة كبيرة الشرق ما حينفصل .. قالوا ليهو بالشايفينوا ده الشرق ذاتو ماشي للانفصال قال برضو سلامة سلامة كبيرة العاصمة ماح تنفصل قالوا ليهو بالشايفينوا ده الخرطوم ح تنفصل وأم درمان ح تنفصل وبحري ح تنفصل.. قال برضو سلامة سلامة كبيرة قالوا ليهو بس دي سلامة كيـف!!؟ قال سلامة كبيرة إني ما ح أحضر بكون سيد الوداعة شال وداعتـــو ….