"مدثر" يخرج من معسكر أبو شوك بشمال دارفور ويسجل اسمه في قائمة التفوق
أحرز المرتبه الأولى من تحت ضوء البطارية وراكوبة صغيرة
الفاشر- معسكر أبو شوك – نهلة مجذوب
رغم ويلات الحرب وظروف الحياة القاسية في معسكر النازحين الذين تضرروا من جحيم الحرب في دارفور، استطاع التلميذ النابغ النجيب “مدثر عبد الحكم علي الطاهر” من إحراز المرتبة الأولى في شهادة مرحلة الأساس، على ولاية شمال دارفور من مدرسة السلام في معسكر أبو شوك للنازحين بالفاشر بنتيجة (279) من المجموع الكلي (280).
وزارت (المجهر) أسرة الطالب بمنزلهم المتواضع بالمعسكر ووجدت الأفراح تتناثر من الأهل والجيران، صغاراً وكباراً وعلى أنغام الدلوكة والغناء الشعبي كان الاحتفاء بالطالب المتفوق.
“مدثر” الطالب الهادئ المبتسم الخجول استقبلنا وأسرته بحفاوة بالغة وفرح كبير.
وقال إنه سمع النتيجة من خلال الراديو (إذاعة الفاشر) بمنزله وطار فرحاً وقتها. ولم يكن يتوقع أن يحرز المرتبة الأولى على الإطلاق لكنه كان يتوقع أن يكون من ضمن الخمسة الأوائل. ويضيف أن الامتحانات كانت سهلة بالنسبة له ولم يواجه أي صعوبات، رغم مذاكرته بالبطارية التي تعمل بالحجارة لعدم وجود الكهرباء بالمعسكر.
ويزيد أنه لا يفضل أن يرهق نفسه ويضغطها بالمذاكرة ويخصص فقط ساعتين في اليوم للمذاكرة تبدأ من الخامسة حتى السابعة مساءً. وكان مكرساً جهوده لإحراز نتيجة طيبة ولا يلعب كرة القدم إلا أيام العطلة (الجمعة) و(السبت).
“مدثر” يتمنى دراسة الطب والتخصص في مجال الجراحة، يعشق الرياضة يشجع محلياً المريخ ولاعبوه المفضلون “اوغستين اوكرا” و”بكري المدينة”، وعالمياً برشلونة الأسباني. لا يميل إلى الاستماع للأغاني ولكنه يستمع لـ”عثمان حسين”.
تقول والدته إن “مدثر” حمل إلى المعسكر بعد نشوب الحرب في دارفور وتركوا منزلهم وأهلهم في منطقة طويلة وعمره ثلاث سنوات، تربى في معسكر النازحين ورغم الظروف الصعبة وفقر الأسرة إلا أنها تلاحظ اجتهاده ونباهته العالية. وأضافت أنه مهذب وابن مطيع بار بوالديه يعمل مع والده الذي يعمل في جلب الماء بالكارو ويساعده في ذلك حتى أثناء اليوم الدراسي.
أسرة المدرسة أكدت أن “مدثر” كان نعم التلميذ المثالي يتمتع بقيم فاضلة لا يشارك كثيراً لهدوئه. وقال أستاذه “بابكر عبد الله” إن لا شكوى وردت بشأن “مدثر” بالمدرسة، وأنه أدمع خلال المؤتمر الصحفي الذي أعلنت فيه النتيجة. وطالب الدولة بالاهتمام بمدثر وكل النوابغ بمدارس معسكرات النازحين، كونهم وأسرهم يمرون بظروف صعبة.