تقارير

(المجهر) تتابع ميدانياً سيناريو سقوط الطائرة من الألف إلى الياء

تنفيذ عملية بحث وإنقاذ ناجحة لسقوط طائرة افتراضي بـ”حطاب”
عرض – محمد أزهري
أجرت سلطة الطيران المدني )إدارة البحث والإنقاذ(، يوم (الثلاثاء)، سيناريو افتراضي لسقوط طائرة بمنطقة “حطاب” بمحلية شرق النيل، بمشاركة وحدة البحث والإنقاذ بالطيران المدني، والشرطة بوحداتها المختلفة والجيش وجهاز الأمن والمخابرات الوطني، ومنظمات المجتمع المدني، وعدد من طلاب كليات الطيران، والهلال الأحمر، ويعد التمرين واحداً من المطلوبات السنوية للمنظمة الدولية للطيران المدني.
وشهدت (المجهر) التمرين الذي انطلق في الرابعة عصراً، ونفذ بدقة ومهنية عالية من كافة الوحدات المشاركة، فيما يختص بإجلاء جرحى الطائرة من النساء والرجال والأطفال، الذين أجادوا أدوارهم بالانتشار والسقوط أرضاً، وتحديد حجم الخسائر البشرية وحصرها، ونقل الجرحى بواسطة سيارات الإسعاف من مختلف الوحدات بجانب مروحيات الشرطة.
*نقطة البداية
أفاد مركز المراقبة بالملاحة الجوية عبر الخط الساخن، أن طائرة تتبع لشركة خاصة قد أقلعت من مطار بورتسودان في طريقها إلى مطار الأبيض عبوراً بأجواء مدينة الخرطوم، وكان زمن الإقلاع في تمام الساعة (3:00) ظهراً بالتوقيت المحلي وهي على ارتفاع     (240)   ألف قدم، والزمن المتوقع لعبورها فوق “الخرطوم” الساعة (4:10) بالتوقيت المحلي.
*نداء استغاثة
في تمام الساعة (3:30) أطلق قائد الطائرة نداء الاستغاثة، وأعلن حالة الطوارئ القصوى نتيجة لعطل أصاب أحد المحركات، وأنه سيهبط بمطار “الخرطوم” اضطرارياً،  وسيضطر إلى إفراغ بعض الوقود لتخفيف وزن الطائرة، قام مركز المراقبة بالتنسيق مع بقية الطائرات الأخرى لإعطائه الأولوية بالهبوط، وتم استنفار قوة الدفاع المدني بالمطار.
*فقد الاتصال
في تمام الساعة (3:40) عصراً أفاد مركز المراقبة الجوية بأنه فقد الاتصال بالطائرة المشار إليها، وذلك بمنطقة تقع شمال شرق” الخرطوم”، ويرجح سقوطها وذلك لاختفائها من شاشة الرادار، وحوى البلاغ المعلومات التالية: النداء (…)، نوع الطائرة (…)، عدد الركاب (93)  راكباً وطاقم الطائرة الذي يتكون من (7) أفراد بمن فيهم قائد الطائرة ومساعده.
الموقع المحتمل (30) ميلاً بحرياً شرقاً بمنطقة “حطاب “بشرق النيل، بالقرب من الطريق الدائري، كمية الوقود المتبقي  (….)
*إعلان حالة الطوارئ
تم التعامل فوراً مع البلاغ وإعلان حالة الطوارئ، وبدء الاتصالات بمجموعة عمل البحث والإنقاذ لتوفير الدعم. وفي تمام الساعة (3:44) عصراً تمت تسمية القائد الميداني والاتصال بالشؤون الإدارية لتخصيص عربات لنقل معدات وأعضاء فرقة البحث والإنقاذ، سواء مركز الملاحة أو نقاط التجمع المتفق عليها والتحرك السريع لموقع الحادث، وتم الاتصال بمندوب شرطة النجدة بمجموعة عمل البحث والإنقاذ، وذلك من أجل الوصول السريع إلى منطقة الحادث وتطويقها بواسطة شبكة اتصالات لإخطار الوحدات الشرطية الأخرى.
*فرق البحث
وصول اثنين من منسقي البحث والإنقاذ لمركز تنسيق الإنقاذ للمساعدة في تقديم الدعم الفني، وإجراء الاتصالات اللازمة، كما تم إبلاغ مشرفي فرقة البحث والإنقاذ بالقطاعات الثلاثة، وذلك لاستنفار منسوبيهم) قطاع الخرطوم – مصطفى حسن سليمان- قطاع أم درمان عبودي حسن عبودي- قطاع بحري – فريد يوسف أرباب)، وممثل وزارة الصحة (مدير إدارة الإسعاف المركزي)، وطلب منه تحريك عربات إسعاف كبيرة لموقع الحادث بمنطقة “حطاب”، وذلك لتسريع عملية إخلاء المصابين، وطلب منه تهيئة المستشفيات (البان جديد، بحري، وأي مستشفيات أخرى)، لاستقبال المصابين وممثل جمعية الهلال الأحمر بمجموعة عمل البحث والإنقاذ، وذلك لاستنفار متطوعيهم بمنطقة شرق النيل وبحري وتحريكهم إلى الموقع، بجانب مدير طيران الشرطة العميد شرطة طيار “محمد عظيم النور” لتحريك طائرة هيليوكبتر لموقع الحادث للمساعدة في إخلاء المصابين،  وتم تزويده بإحداثيات الموقع، وممثل إدارة العمليات بالقوى الجوية، المقدم مراقب جوي “وليد أحمد سعد” في مجموعة عمل البحث والإنقاذ لتحريك عدد (2) طائرة هيليوكبتر لموقع الحادث للمساعدة في إخلاء المصابين وتم تزويده بإحداثيات الموقع، كما تم إبلاغ ممثل الطيران الرئاسي في مجموعة عمل البحث والإنقاذ كابتن “حمدتو حسن إبراهيم” لتحريك طائرة هيليوكبتر لموقع الحادث للمساعدة في إخلاء المصابين، وتم تزويده بإحداثيات الموقع أيضاً.
وممثل شرطة الدفاع المدني بولاية “الخرطوم” لبحث إمكانية إرسال عربات إطفاء لموقع الحادث، وتحريك عربات من منطقة بحري وشرق النيل، وممثل شرطة المرور بولاية” الخرطوم” لتسهيل حركة مرور العربات المشتركة في عملية الإنقاذ، ووضع قواتهم في حالة تأهب قصوى بكل الطرق المؤدية من وإلى موقع الحادث.
*متابعة تحريك الطائرات وبدء العمليات الميدانية
في تمام الساعة (3:55) عصراً بالتوقيت المحلي ورد اتصال من قائد مروحية الشرطة يفيد بأنه وصل إلى منطقة الحادث ومعه بعض منسوبي الفرقة  ممن كانوا يعملون بدوامهم الرسمي داخل المطار، وأنه شاهد حطام الطائرة والدخان وطلب الهبوط لبدء عملية الإخلاء، وفي تمام الساعة (4:00)  عصراً تم استنفار بقية ممثلي مجموعة عمل البحث والإنقاذ لمراقبة الموقف من غرفة العمليات بمركز تنسيق عمليات البحث والإنقاذ، وتم إبلاغنا بتحرك قوات من الاحتياطي المركزي لدعم قوات الطوارئ، والعمليات وقوات الشرطة الأمنية في إحكام الطوق الأمني، وفي تمام الساعة (4:2) عصراً ورد اتصال من قائد المروحية الأولى التابعة للقوات الجوية، يفيد بأنه وصل إلى منطقة الحادث وأنه يشاهد طائرة الشرطة تقوم بعملية الإخلاء إضافة إلى عربتي إسعاف، وطلب الهبوط لبدء عملية الإخلاء والتنسيق مع قائد مروحية الشرطة وقائد المروحية الثانية التابعة للقوات الجوية، والذي أفاد بوصوله للتو بالقرب من منطقة الحادث. وفي تمام الساعة (4:45) عصراً قامت الإدارة العليا وبعض أعضاء اللجنة القومية للبحث والإنقاذ، بزيارة لمركز تنسيق عمليات البحث والإنقاذ لمتابعة الموقف والوقوف على آخر المستجدات، وتقديم الدعم المعنوي لأعضاء غرفة العمليات.
*إجلاء (60) مصاباً  والإعلان عن وقوع ضحايا
في تمام الساعة (6:00) مساءً أفاد القائد الميداني أن عمليات الإنقاذ تجري على قدم وساق، وأنه إلى الآن تم إخلاء عدد (60)  مصاباً بواسطة المروحيات الثلاث المشاركة، إضافة لعدد (4) سيارات إسعاف، اثنتان منها بالحجم الكبير مجهزتان كعناية مكثفة، والأخرتان تتمكنان من حمل ستة مصابين دفعة واحدة، كما شاركت سيارات الشرطة في نقل عدد من جثامين الضحايا والذي بلغ (10) ، إلى المشرحة، وتم إبلاغه بأن هناك سيارات إسعاف، ودفاع مدني تتجه إلى الموقع لتقديم الدعم.
*إنهاء العملية بنجاح
في تمام الساعة (7:40) مساءً بالتوقيت المحلي، أعلن السيد مدير عام سلطة الطيران المدني، وبعد توصية من مركز تنسيق عمليات البحث والإنقاذ، أنه تم إنهاء عمليات الإنقاذ،  وذلك بعد أن أكد القائد الميداني أن جميع المصابين، والجثامين تم نقلهم من منطقة الحادث، وتم تسليم الموقع لإدارة التحقيق في حوادث الطائرات.
*كلمة نائب مدير سلطة الطيران
وقال نائب مدير سلطة الطيران المدني الفريق “يوسف إبراهيم” استطعنا أن نؤدي هذا التمرين بحمد الله، وهو غير أنه مطلوب دولي سنوياً، لكننا نعمل على الحفاظ على المواطنين سواء  كانوا سودانيين أو أجانب، وهذا العمل لا يركز على جنسية محددة وإنما يركز على الأرواح.
وتابع أن السلامة هي المبدأ  الأول والثاني والثالث والأخير في مجال الطيران المدني، لذلك هذا الجهد العالي الذي تقوم به السلطة، وهذا العمل الدؤوب الهدف منه لا قدر الله، إذا وقعت حوادث مماثلة ستكون لدينا القدرة على التعامل مع الموقف والتنسيق والتعاون، مع كافة الجهات.
 (10/10) *
من جانبه قال مدير شركة  مطارات السودان القابضة الفريق “إسماعيل الدومة”
إن التمرين رغم أنه من مطلوبات السلامة لمنظمة الطيران المدني الدولية، إلا أنه نفذ بجهد وتنسيق بين كل الجهات، وقد أنجز بصورة ممتازة، وشكر “الدومة” أفراد البحث والإنقاذ، وكل الفرق  المشاركة، وأعلن عن أن التمرين أجيد بنسبة (10/10)، وأوضح أن من الدروس المستفادة من هذا العمل هو أن تتكامل عناصر الجودة والتدريب.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية