مسألة مستعجلة
استدعاء ضروري!
نجل الدين ادم
في تطور مفاجئ، استدعت وزارة الخارجية القائم بالأعمال الأمريكي بالإنابة، بشأن موقف بلاده من الاستفتاء الإداري الذي تجري عملية الاقتراع فيه هذه الأيام، وأنه جاء في توقيت خاطئ. الخارجية استنكرت للمسؤول الأمريكي الموقف ونبهته بأن البيان الصادر منهم يتنافى وجهود السلام المبذولة ويكذب الواقع.
حسناً فعلت الخارجية بأن قامت بهذه الخطوة للفت نظر واشنطن إلى مواقفها المتخبطة وغير المنطقية، فهي لا تريد لواحد من أهم بنود اتفاق “الدوحة” التي بتوقيعها حُقنت الكثير من الدماء وتوقف الموت المجاني، لا تريد له أن يتنزل على أرض الواقع ليقول المواطنون في عملية الاستفتاء كلمتهم ما إذا كانوا يرغبون في الإقليم الواحد أو نظام الخمس ولايات الساري الآن، فكأنما واشنطن لا تريد لسلام دارفور أن يتحقق أو أن يحدث استقرار ويعود اللاجئون والنازحون إلى مناطقهم وقراهم، ولكن خاب فألها، فها هي القوات المسلحة تعلن انتهاء التمرد في دارفور وكسر شوكته بعد العمليات المستمرة.
على الولايات المتحدة الأمريكية أن تعيد القراءة في دفاتر أجندتها، ويوم الاثنين بدأت عملية الاقتراع للاستفتاء بالولايات الخمس وانتهت بسلام ووسط إقبال كبير من المواطنين، وامس اغلقت صناديق الاقتراع لهذه العملية التي مضت في يومها الثالث والاخير بانسياب دونما أي تشويش يذكر.. هنيئاً لأهل دارفور على هذا التمرين السياسي وعلى الإرادة القومية التي حملتهم إلى صناديق الاقتراع رغم كيد الكائدين وتربص المتربصين.
أتمنى أن يصل أهل دارفور إلى مراميهم في تحقيق الأمن والاستقرار بعد أن هدأت الأوضاع، وعلى أبناء الإقليم أن يمهدوا لمرحلة جديدة من التعاون من أجل معالجة آثار الحرب والدمار الذي خلفته الحرب، وأن يلتفتوا إلى تحقيق التنمية وتنزيل الخدمات وإكمال مشوار عملية السلام مع بقية الرافضين.. أتوقع أن تكون معركة الاستفتاء هذه هي الفاصلة لكي يعود الرافضون إلى رشدهم سيما وأنهم قد هزموا ولم يعد هناك أي وجود واضح للحركات المسلحة.
أتوقع أن يعي “مناوي” و”عبد الواحد” وغيرهما من المتمردين الدرس وينحازوا إلى عملية السلام، ويجلسوا مع الحكومة في مائدة التفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق مرضٍ للجميع.. والله المستعان.