وفد الاتحادي الديمقراطي يكمل أسبوعه الأول في "لندن" دون مقابلة رئيس الحزب
“أبو سبيب”: “الميرغني” لن يقابل وفداً لم يقم باستدعائه!
“علي السيد” يتوقع نهاية للمهزلة التي يتعرض لها الحزب!
الخرطوم ـــ محمد جمال قندول
فشل وفد من قيادات الحزب الاتحادي الديمقراطي، بقيادة السيد “طه علي البشير”، حتى الآن، في مقابلة رئيس الحزب، السيد “محمد عثمان الميرغني”. وحسب إفادة السيد “علي نايل”، القيادي الاتحادي، في تصريح لـ(المجهر)، يوم (الاثنين) الماضي، بأن عدم مقابلة “الميرغني” للوفد الذي قضى ما يقارب الأسبوع، في العاصمة البريطانية،”لندن”، في انتظار مقابلة رئيس الحزب، يعود لوعكة أصيب بها “الميرغني”. في وقت ينتظر الكثير من قيادات الحزب التاريخي، هذا اللقاء، والذي تتعلق به الآمال في لم شمل الحزب، من خلال تسوية المشكلات التي عصفت به مؤخراً.
وقد برزت هذه المشكلات، بعد حلول “محمد الحسن الميرغني” محل والده، في إدارة الحزب، وقيامه بإبعاد بعض القيادات، ومن ثم مشاركته في النظام، من موقع مساعد أول رئيس الجمهورية. وهي خطوات أثارت كثيراً من الجدل والخلاف. غير أن مغادرة “الحسن” إلى الخارج، وشكواه من أنه لم يكلف بأي ملف من قبل الرئاسة، ربما عززت موقف معارضيه، الذين وقفوا منذ البداية، ضد مشاركة الحزب في الحكم. وبالتالي أصبح موضوع قيادة الحزب وإدارته، محل نظر، في وقت، يتطاول فيه غياب “الميرغني” في “لندن”، وصمته تجاه المستجدات في الحزب، وسط ظروف صحية بقيت، هي الأخرى، موضوعاً للتكهنات.
وقد غادر الأسبوع الماضي إلى “لندن” “طه علي البشير” و”عبد الرحمن عباس” و”مبارك بركات” فيما تخلف “إبراهيم الميرغني”، في آخر لحظة، مثيراً جملة من التساؤلات والتكهنات. ويستهدف الوفد بحث أزمات الحزب الأخيرة ومعرفة رأي رئيس الحزب فيها، إلى جانب إقامة المؤتمر العام للحزب.
(1)
وفي الوقت الذي تواصل فيه القيادات التي وصلت “لندن” بقيادة “طه علي البشير” مساعيها لمقابلة مولانا “الميرغني”، والتي تعثرت أكثر من مرة آخرها بسبب الظرف الصحي لرئيس الحزب، يقيم نجله ومساعد رئيس الجمهورية ورئيس الحزب بالإنابة “محمد الحسن” بالقاهرة منذ أكثر من (3) أشهر، بداعي تلقيه للعلاج، حيث تنقل ما بين تايلاند والإمارات وأخيراً، استقر به المقام في مصر لمواصله علاجه، غير أن الأنباء الواردة منذ فترة طويلة أشارت إلى عدم رضائه عن المشاركة في الحكومة، بسبب عدم تكليفه بمهام محددة. غير أن قيادات الحزب، ومنها، “أسامة حسون” ظلت تنفي باستمرار ما يتردد عن “غضب” نجل “الميرغني” من الحكومة. وأكدت بأن غيابه هو بسبب تلقيه للعلاج في الخارج. وعلى غير المتوقع استدعى “محمد الحسن” مؤخراً قيادات من الحزب أبرزهم “أسامة حسون” للحضور للقاهرة. وحسب مصدر من داخل الحزب تحدث لــ(المجهر) رفض الإفصاح عن اسمه، أشار إلى أن استدعاء القيادات للقاهرة تم لمراجعة كل ما حدث في فترة غيابه بالخرطوم، وجرد حساب لأداء ومواقف وزرائه بالحكومة الحالية.
موقف ضبابي
واعتبر القيادي بالحزب “علي نايل” سفر وفد لمقابلة السيد مسألة ضرورية وفاصلة، لوضع حد لما يحدث بالحزب. وأشار في حديث لــ(المجهر) بأن (المقابلة ضرورية جداً، لأنه يعد امتداداً لمخرجات اجتماع أمبدة)، الذي حضرته قيادات رفيعة من كل أنحاء السودان، وقد دعا الاجتماع إلى إقامة المؤتمر العام. ولكن إن دستور الحزب لا يسمح بإقامة المؤتمر العام، إلا في حالة موافقة شخصية من رئيس الحزب المتواجد خارج البلاد.
وواصل “نايل” حديثه قائلاً: إن المقابلة أيضاً مهمة على مستوى تحديد مسار الحزب ومعالجة الكثير من الإشكاليات، بالإضافة إلى وضوح الموقف الضبابي، في ظل فصل قيادات تاريخية بتوقيع ممهور باسم “أسامة حسون”. ومعرفة عما إذا كان “السيد” على علم بما حدث ويحدث، إلى جانب موقفه من إقامة المؤتمر العام ورأيه- بكل وضوح- في المشاركة في الحكومة.
ويتفق معه في الرأي القيادي بالحزب الدكتور “علي السيد” والذي قال لــ(المجهر) بأن مقابلة “السيد” تضع حداً لما أسماه (المهزلة التي تجري بالحزب) ومعرفة عما إذا كان “السيد” على علم بما يحدث من تخريب، على حد وصفه، وطريقة إدارة نجله للحزب. وزاد قائلاً: هنالك الكثير من القيادات يفضلون سماع الآراء بكل ما يحدث من “الميرغني” شخصياً. ونحن نهدف من خلال زيارة هذا الوفد له لمعرفة حالته الصحية، وهل هو على دراية كاملة بما يحدث.
في الوقت ذاته سخر “علي السيد” من استدعاء مساعد رئيس الجمهورية ورئيس الحزب بالإنابة “محمد الحسن” المتواجد بالقاهرة، لقيادات بالحزب، على رأسها “أسامة حسون”، وقال بأنه يحاكي والده في تصرفاته في الماضي . غير أن والده كان معارضاً، ولكنه – أي “الحسن” – مشارك بالحكومة، واستبعد “السيد” أن يتنصل “الحسن” من مشاركته في الحكومة واصفاً ما يقوم به بالتقليد الأعمى.
مصير الحزب
أما القيادي بالحزب، “ميرغني مساعد” فقد سخر من زيارة الوفد ومحاولة تغيير الواقع بإقامة المؤتمر العام. وقال لــ(المجهر): (ما معقول نفر نفرين يقرروا مصير حزب كامل، لديه مكتب سياسي ولجان.!). وأضاف: (إن السيد يلتقي من يشاء ويستمع ويتبادل الآراء، ولكن نستبعد بأن يتغير الموقف بمثل هذه الزيارات لوفود القيادات).
بينما توقع القيادي بالحزب “حسن أبو سبيب” فشل زيارة الوفد وعدم تحقيقه لأي تغيير يذكر. وقال “أبو سبيب” لــ(المجهر) إن “الميرغني” لم يطلب لقاء أي قيادات، وهم ذهبوا من تلقاء أنفسهم وهذا أمر لا يقبله السيد “محمد عثمان” على الإطلاق. وزاد: لن يقبل مثل هذا الأمر وأن تتم مناقشته بما حدث، وزيارة هذا الوفد لن تغير هذا الواقع المفروض.
وأشار “أبو سبيب” إلى أن نجل “الميرغني” أدخل نفسه في ورطة جراء مشاركته في الحكومة، مشككاً في الوقت ذاته علم مولانا “محمد عثمان” بما حدث، مستنداً إلى أن نجله “محمد الحسن” لم يشاور أي شخص بخوض الانتخابات والمشاركة وغيرها .
مشاركة غير مدروسة
الخبير في الشؤون السياسية د.”صلاح الدومة” يرى أن زيارة الوفد إلى “لندن” لغرض مقابلة رئيس الحزب، ربما تحدث تغييراً، ولكن ليس بصورة كبيرة ولن يكون تغييراً جوهرياً، إن حدث.
وأشار “الدومة”خلال حديثه لــ(المجهر) أن الحزب الاتحادي حزب طائفي لا يخضع لأيديولوجية وخبرات سياسية، وإنما هو مبني على أسس دينية ويبرز ذلك في وراثة نجل “الميرغني” للحزب وتسيده على كل شيء به تقريباً، مشيراً إلى أن مشاركته بالحكومة غير مدروسة وغير مبنية على أسس ولم تتم فيها ممارسة مبدأ الشورى، وهو قرار صادر من رئيس الحزب “محمد عثمان الميرغني”.