عابر سبيل
هذا سفير يواجه العاصفة بشجاعة !
ابراهيم دقش
أكثر ما تعجبت له وتعجبت منه أن نائب رئيس وزراء الأردن ووزير التربية والتعليم فيها في نفس الوقت – “محمد الذنيبات” – ينتمي لجماعة إسلامية معروفة وله ارتباطات وعلاقات بمسؤولين سودانيين زاملوه في الدراسة في كاليفورنيا بل وتردد على السودان أكثر من مرة، ومع هذا كله لا يتورع عن مهاجمة السودان وأهل السودان بسبب تورط بعض الطلاب الأردنيين في (فضيحة) تتعلق بامتحانات الشهادة السودانية، كما توعد بعدم اعتراف بلاده بتلك الشهادة .. ولا أريد أن أعلق على مسلكه (اللا أخلاقي) مكتفياً بما ذكره سعادة السفير الأردني بالخرطوم في تحقيق صحفي مع جريدة (السوداني) .. فقد قال السيد “محمد الفائز” – دون مداراة أو لف ودوران – أن معظم الطلاب المتورطين في فضيحة الامتحانات بالسودان من أقارب الرجل ومن منطقته بالتحديد (الكرك) ..
ونفى السفير أن، يكون السيد “الذنيبات” قد استقى معلوماته منه أو من سفارته .. وذهب إلى أبعد من ذلك بأن وزير التربية والتعليم الأردني ونائب رئيس الوزراء لم يتراجع عن سخف القول الذي أدلى به كما لم يعتذر عنه، وتلك لعمري “جليطة” كبرى في حق رجل في مثل منصبه، والواحد سعيد بأن السفير الأردني بالخرطوم يملك من الشجاعة ما يجعله يكشف المستور ويوضح الأمور بشفافية شديدة .. وواضح أن السفير الأردني بالخرطوم حريص على استمرار العلاقة الودية التي تربط بلاده بالسودان بدليل أنه اعتبر ما حدث سحابة صيف وانقشعت .. وليس ذلك وحده، فما قاله – دون تردّد – أهمية إيجاد “ضوابط” لمن يرغبون في الدراسة بالسودان مستقبلاً من “الأرادنة ” وفي تلك إشارة خفية أن المسألة كانت غير منضبطة أو “سايبة”.
ما أريد أن أقوله بصراحة إن مشكلة الطلاب الأجانب مصريون أو أردنيون قد كشفت ” ثغرة” ما في العملية التعليمية والتربوية، كما أثبتت أن هناك ممارسات تتم بطرق ملتوية، يجب الوقوف عندها وتحجيمها والتوكيد على عدم تكرارها في أية صورة أو لبوس..
باختصار ” استعدلوا ” المسألة !