رأي

مسألة مستعجلة

نجل الدين ادم

اعتذار الأردن.. وزيارة الوالي لـ”إبراهيم مالك”!

قبل يومين وخلال مؤتمر صحفي لوزيري الدولة بالخارجية ووزير الدولة بالتعليم العام، تناول الاثنان تداعيات أزمة غش امتحانات الشهادة السودانية التي أخذت حيزاً كبيراً في الرأي العام، تحدث وزير الدولة بالخارجية “كمال إسماعيل” بحرقة عن أن الموقف الأردني سالب في التعامل مع القضية ولم يخفِ حجم الخدمات التي ظل يقدمها السودان للتعليم في الأردن ليس من باب الرياء، فقد أشفى غليلنا وهو يتحدث بندية وبشفافية، فليست الدبلوماسية أن تتعامل بلين مع كل المواقف، لأنه لسوء الأسف فقد تعامل الإعلام الرسمي والشعبي في ظل صمت الحكومة الأردنية مع قضية غش الطلاب الأردنيين بشيء من التجني في حق السودان، (فدارى) هؤلاء خيبة أبنائهم الذين وقعوا في جريمة الغش، بتوجيه الإساءة لسمعة الشهادة السودانية.
كتبت قبل يومين في هذه المساحة عن ضرورة أن تعتذر الأردن على هذه المواقف وتتعامل مع القضية بمستحقاتها وعدم تحويل مسار الإخفاق إلى اتهام معاكس لنا نحن في السودان، سرني جداً الحديث الذي أوردته الوكالات يوم (أمس) على لسان نائب رئيس الوزراء، وزير التربية والتعليم الدكتور “محمد الذنيبات”، عن هذه القضية وعن عمق العلاقات الأخوية بين الأردن وجمهورية السودان والمبنية على الاحترام المتبادل والتعاون الوثيق في كافة المجالات، معبراً عن احترامه لنظام التعليم المدرسي في السودان وجهود وزارة التربية والتعليم السودانية، وذكر أن النظام التربوي السوداني هو محل تقدير واحترام.
حديث الوزير فيه اعتذار لطيف وتراجع عن المواقف السالبة، وهذا إن دل إنما يدل على وعي الحكومة الأردنية في تدارك الأزمات، حديث الوزير الأردني ينبغي أن يجد الاحترام والتقدير من الحكومة السودانية، لأنه يحمل اعترافاً غير مباشر بالخطأ الذي وقع، وهو أيضاً تعبير عن الرغبة وحرصهم على الاستفادة من الخبرة السودانية في مجالات التعليم، وبهذا يمكن أن نقول إن أزمة الغش انتهت بسلام ونرجو أن لا تتكرر.
قبل يومين أيضاً زار والي “الخرطوم” سعادة الفريق أول “عبد الرحيم محمد” مستشفى “إبراهيم مالك” استجابة للمطالب الذي ظلت تنادي بضرورة أن يسجل زيارة ميدانية لهذا المستشفى ليجد العجب العجاب، ولكن للأسف برغم أن الوالي استجاب لمقترح الزيارة إلا أنه اصطحب معه سعادة وزير الصحة “مأمون حميدة” المشرف على مقترح تجفيف مستشفى “الخرطوم” ونقله إلى هذا المستشفى، غاية زيارة الوالي القصد منها أن يقف على حجم المشكلات بنفسه وأن يستمع مباشرة إلى المواطنين ليجد الشكاوى المتلتلة، الزيارة يراد منها أن تعالج كل المشاكل وتقوِّم ما هو معوج، ولكن ماذا ستجني زيارة مرتبة مسبقاً ويرافق فيها الوالي الوزير الذي يفترض أن يكون مكان أخذ وتجريج في سياساتها، لذلك نقول لسعادة الوالي كان من الأجدى أن تذهب لوحدك وتقوم بتسجيل كل المشكلات الحقيقية وليست الهامشية ومن بعد ذلك تستدعي وزيرك لتبلغه بأوجه القصور وتطلب منه أن يرافقك في زيارة أخرى لمعالجة أي خلل.. والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية