رأي

عابر سبيل

دارفور: غداً لناظره قريب المقدم!
ابراهيم دقش
لم أرافق الرئيس المشير “عمر البشير” في زيادته التاريخية لولايات دارفور الخمس الأسبوع الماضي، ولكني تابعت ورصدت، وهالني ذلك الاستقبال الجماهيري “الحاشد” الذي بالتأكيد لم يتم إعداده سلفاً أو الإعداد له مسبقاً بقدر ما كان (عفوياً)، بدليل تلك الكتل البشرية التي تراصت وتصافت، ولم تخطئها أعين كاميرات الإعلام الأجنبي، ومطلبها الوحيد وأملها الأوحد السلام والأمن والاستقرار بعد اثني عشرة عاماً من النزاع المسلح والحرب والاقتتال الذي لم يفرز سوى الفرقة والشتات، ولم ينتج عنه إلا الموت والدمار.. فقد يئس الأهالي هناك من “وعود” التمرد، وأدرك أغلبهم “أجندات” الحركات المسلحة التي تصب في المصالح الضيقة والشخصية، وتعبوا من “تبعات” الحرب والقتال المتمثلة في التشريد والتهجير واللجوء والاعتماد على الإعانة والمساعدات دولية وإقليمية ومحلية.. فانتفضوا من أجل (الخلاص) ليس من حكومة الخرطوم إنما من حملة السلاح ورسل الدمار ودعاة التمرد.
تلك هي الحقيقة التي كشفتها زيارة الرئيس “البشير” لولايات دارفور.. فالغطاء انكشف و”العورة” لم تعد قادرة على إخفاء عيوبها ومثالبها، وعاد معظم أهل دارفور إلى صوابهم بعد ملوا وسئموا من وعود كاذبة وأمانٍ واهية ودعاوى باهتة.
لا أعتقد أن زيارة الرئيس “البشير” تم الإعداد لها من (فراغ) لأن ثمة رسائل كان مهماً توصيلها إلى ذوي الشأن في مواقعهم.. وكون أن أهل دارفور خرجوا على بكرة أبيهم لاستقبال الرئيس “البشير” والاستماع إليه، فإن أول “الاختراقات” النفسية قد تحقق، وأن أول الرسائل الإعلامية قد وصلت، وأن أول بشائر الغد المأمول قد لاحت في الأفق “الدارفوري”.
فبعد الذي رأيت بعيني رأسي، أكذب لو قلت لكم إن (تمرد) دارفور سيستمر أو يجد تعاطفاً من أهل دارفور.. فقد ابتلعت (عصا) البشير كل أفاعي الحركات المتمردة أو حاملة السلاح….
وغداً لناظره قريب المقدم!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية