رأي

مسألة مستعجلة

دلالات في زيارة الرئيس
نجل الدين ادم
بدأ رئيس الجمهورية جولته لولايات دارفور الخمس أمس (الجمعة) بولاية شمال دارفور حيث فاشر السلطان، على أن يحط رحاله اليوم بمدينة الجنينة ضيفاً بحاضرة ولاية غرب دارفور تليها زالنجي الساحرة، ثم نيالا البحير ويختتمها بمدينة الضعين دار رزيقات حاضرة ولاية شرق دارفور.
زيارة الرئيس تحمل دلالات كثيرة وهي تأتي في أعقاب انطفاء نيران التمرد وهروب ما تبقى منهم إلى دولتي ليبيا وجنوب السودان يقاتلون إلى جانب صفوف الدولتين هناك، أهمية زيارة الرئيس وقد وجد استقبالاً كبيرة (أمس) بمدينة الفاشر، فاشر السلطان “علي دينار”، أهميتها تأتي من أنها تجيء قبل أيام من بداية عملية الاقتراع للاستفتاء الإداري لدارفور ليقول شعب الإقليم كلمتهم ويختارون ما بين نظام الولايات الساري الآن أو نظام الإقليم كما كان في الماضي.
زيارة الرئيس إلى مدينة الضعين حاضرة ولاية شرق دارفور ستكون الأولى من نوعها بعد تأسيس الولاية، لذلك بدأت الاستعدادات هناك مبكرة لاستقبال رئيس الجمهورية ووفده الرفيع المكون من عدد من مساعديه وكبار الوزراء، الضعين ستكون مسك الختام في زيارات الرئيس وهي ما تزال تحلم ببنية تحتية تشبه نظيراتها من الولايات، لذلك تجد أهلها في انتظار أحر من الجمر لاستقبال الرئيس ووفده.
حالة الاستعدادات المبكرة لكل ولايات دارفور لزيارة الرئيس وحرصهم على أن يمضي الرئيس يوماً كاملاً، أي مبيت في كل ولاية، يضع حداً لكل ما يثار عن استتباب الأمن في الإقليم، فزيارته ترجمة واقعية تؤكد للجميع أن دارفور باتت آمنة وأهلها ينامون غريري العين.
اليوم يحل الرئيس ضيفاً على دار اندوكا في جنينة دار مساليت، ليلتقي أهلها يسالمهم ويسالمونه ليغادرها من بعد ذلك إلى مدينة زالنجي حاضرة ولاية وسط دارفور الوليدة، وهي الأخرى ربما تكون الزيارة الأولى للرئيس لها، فلذلك تجد أهلها أيضاً في انتظار الزيارة على أحر من الجمر، ليترك أهل الولاية الشارع يحدث الرئيس عن نفسه وأنه لا توجد بنية تحتية ولا تشبه هذه المدينة الجميلة والساحرة بقية عواصم الولايات النظيرة.
بشريات جيدة أطلقها الرئيس في خطابه الجماهيري (أمس) بالفاشر وهو يحفز كل من يحمل سلاحاً بمبلغ مالي نظير تسليمه وإلا فاستخدام القانون وسلطته، وهذه بشرى لأهل دارفور جميعاً بأن هلموا إلى جمع السلاح، وأن الفرصة الآن باتت مواتية أكثر من ذي قبل، حيث إن التمرد قد انكسرت شوكته والأمن عم الإقليم وبشريات الحوار الوطني تلوح في الأفق لتعلن عن مرحلة جديدة من التصالح بين مكونات أهل السودان أحزاباً وجماعات.
أتمنى أن يضع أهل دارفور جميعاً زيارة الرئيس هذه بمثابة عام الأساس للسلام والتنمية، وتحفز الأهالي على الخروج للإدلاء بأصواتهم في عملية الاقتراع التي تفصلنا أيام قليلة منها.. والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية