عز الكلام
وخليك سوداني
أم وضاح
العالم سبقنا ونحن نحاول اللحاق به في سباق الإعلانات، هذا المجال الذي أصبح له عالمه الخاص من مخرجين وكُتاب سيناريو، بل نجوم يقبضون الملايين المتلتلة لقاء الترويج لسلعة أو منتج أو جهة ما، ولعله حتى وقت قريب ما كنا نهتم بهذه الوسيلة لجذب المستهلك، وكانت الشركات تكتفي بإشارات متواضعة يتلقاها المشاهد وقد يلحظها أو لا يلاحظها، لكن الآن أصبح الإعلان في حد ذاته مادة فيلمية جاذبة بغض النظر عن إن كانت السلعة تعني المشاهد أو لا تعنيه، والإثارة والصرف الفخيم والجميلات من الموديلات فيها ما يكفي من لفت الأنظار لذلك، وإن كنا في السودان لا زلنا نتلمس خطوات هذا الدرب الجديد علينا، وكثيرون أجادوا وبرعوا كمخرجين لكثير من الإعلانات مما يجعلهم الأقرب إلى رصفائهم العرب مع فارق الإمكانات، وظل الإعلان عندنا فيلماً أو فيديو كليب ترفيهي، ربما لا تتجاوز مدته الدقيقة، لكنه يحمل رسالة تنحصر في ما يمكن أن نلحقه بين البائع والشاري يفتح الله، كان ذلك كل ما أحمله من انطباع نحو الإعلانات التي تملأ الشاشة حتى اليوم.
(الخميس) الماضي وإعلان شركة الهاتف السيار سوداني يجعلني أقف على قدمي انبهاراً وإعجاباً وفخراً في فاصلة لقناة الجزيرة الإخبارية، كان بالنسبة لي يشبه المفاجأة التي هي أقرب للصدمة، ورغم أن الإعلان الذي يروج للسودان قبل السودانيين والذي يقول شعاره (أنا أصل الحضارة الشمس الما بتدارى تملأ كل الدنيا بأنوارها أنا سوداني مية المية)، رغم أنني شاهدته من قبل على الفضائيات السودانية، إلا أن بثه على قناة الجزيرة كان له طعم ومعنى وإحساس آخر، وأنا أشعر أن الملايين الذين يتابعون القناة واسعة الانتشار، سيشاهدون هذه الروعة السودانية المخبوزة بيد طاعمة والمعطونة روعة وجمال سوداني جسدته تفاصيل الإعلان بإبهار حقيقي يؤكد أننا شعب جميل وأنيق ومتنوع الثقافات، صدقوني ما أن شاهدت الإعلان على شاشة الجزيرة إلا وشعرت برغبة عارمة في البكاء، لكن إحساسي بالبكاء هذه المرة كان بطعم مختلف، مزيجاً من الأحاسيس لا يشبه أي بكاء آخر، وعلى فكرة أنا بكاية ودمعتي قريبة، لكن الإحساس هذه المرة كان مختلفاً، فغريب أن تشعر أن البكاء ليس بطعم الحرقة والألم، لكنه إحساس ملئ بالعذوبة ومشاعر محنة تدغدغ الدواخل، ليس له تفسير وهو ذات إحساس البكاء الذي شعرت به قبل سنوات، وأذكر أنني كنت في “القاهرة” في إجازة سنوية وصادف يومها أن الهلال جاء إلى مصر ليقابل الإسماعيلي في الإسماعيلية، وارتحلنا وأسرتي إلى الإسماعيلية لنشجع الهلال، وحتى لحظة دخولي الإستاد كنت أظن أنني قادمة لمجاملة أبنائي الهلالاب ووالدهم، لكن ما أن أحرز الهلال هدفاً إلا وبقيت (ست الشيء) كما نقول، وتملكتني نوبة بكاء والسودانيون يرفعون أعلام السودان ومعها الأعلام الزرقاء، ولحظتها أدركت أن البكاء ليس دائماً مؤشراً للألم والجرح، لكنه قد يكون مؤشراً لإحساس جميل هو مزيج من حب الوطن والفخر به.
فالتحية لسوداني التي تروج الآن للسودان في الجزيرة القطرية ليشاهدها العرب، كل العرب (أننا شمس ما بتدارى) رغم المحن ورغم التحديات ورغم المصاب، ولتجعل كل المؤسسات السودانية الضخمة التي تستطيع أن تصرف على إعلاناتها، أن تجعلها فرصة لتعلن لبلادنا في أكثر من فضائية عربية وتفتح الفضاءات للتعريف بهذا البلد العظيم.
شكراً سوداني على هذا الفهم المتقدم من كل سوداني جوه الشبكة أو حتى بره الشبكة.
{ كلمة عزيزة
زيارة السيد الرئيس (أمس) لدارفور أوضحت وللعالم بالصوت والصورة أن دارفور ليست كما يروج لها تجار الحرب وسماسرة السلاح، بأنها بلد يتقاتل بنوها أو تقتلهم الحكومة، هذا الحشد الجماهيري الكبير لا يمكن أن يحدث إلا في بلد يعمه السلام وتملأه الطمأنينة، وهذا الالتفاف والالتحام المباشر بالسيد الرئيس وهو يعتلي المنصة مكشوفاً لا يذكر إلا حقيقة واحدة أن أهل دارفور أهل سلام وأهل كرم وصدور تحمل القرآن، مستحيل أن تحمل الحقد والكراهية، لذلك أتوقع أن تثمر هذه الزيارة عن خير كبير يعم دارفور الحبيبة لينعم السودان جميعه بالسلام ويكفيه الله شر العملاء والمتربصين والعائشين على حسابه في فنادق أوروبا ومنتجاتها.
{ كلمة أعز
عادت “إسراء سليمان” بـ(الأمس) لتقديم برنامج “مساء الجمعة” بكامل ألقها وحضورها وبريقها، و”إسراء” تعجبني لأنها ليست زهرة بلاستيك بلا روح ولا رائحة.. “إسراء” وجه جميل وأداء متميز وثبات على الشاشة ورأسها مليان!!