رأي

مسألة مستعجلة

 تحدي الاقتراع لاستفتاء دارفور
نجل الدين ادم
بدأ العدد التنازلي للعملية الأهم في الاستفتاء الإداري لدارفور، وهي الاقتراع، لكي يدلي مواطن دارفور برأيه ويختار ما بين الاستمرار في نظام الخمس ولايات الساري الآن أو العودة إلى نظام الإقليم الواحد. مخاوف عدة أطلت مع بدء عملية الاستفتاء والشروع في مرحلة التسجيل، لكن واقع الحال بدد تلك المخاوف وعلى رأسها فشل هذه المرحلة المفصلية التي بموجبها يمكن أن نقرأ ما إذا كانت عملية الاستفتاء ستنجح أم لا.
تجاوزت أرقام التسجيل في الولايات الخمس ما كان متوقعاً بنسبة كبيرة، حيث بلغ عدد المسجلين أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون.
مخاوف تعثر هذه المرحلة كانت تكمن في أن المواطنين لن يقبلوا على التسجيل في ظل تهديدات بعض الحركات المسلحة بتعطيل الإجراء، بجانب تحريضها للمواطنين بأن لا يكونوا جزءاً من هذه العملية المهمة التي جاءت استجابة لمطالب أهالي دارفور أنفسهم في مفاوضات “الدوحة” بأن يعاد النظر في نظام الحكم في الإقليم وفق ما يختار المواطن.
أمس، أتيحت لي فرصة السفر إلى حاضرة ولاية جنوب دارفور “نيالا” مع وفد الإسناد الاتحادي برئاسة وزير الإعلام د. “أحمد بلال” وأركان حربه، للوقوف على آخر الاستعدادات للترويج والتبشير بالمرحلة الأخيرة للاستفتاء وهي الاقتراع. الزيارة كانت بمثابة إسناد اتحادي حقيقي لولايات دارفور في هذه المهمة بتهيئة المحطات الإذاعية والتلفزيون ودعمها بالكوادر، بجانب رسم خارطة عمل وبرامج لحث المواطن على الاقتراع.. الزيارة حققت اختراقاً كبيراً في هذه التجهيزات سيما وأن وزارة الإعلام جمعت الولاة الخمسة للمرة الثالثة لبحث الاستعدادات وسد الثغرات، وحظي الاجتماع بشفافية كبيرة وضعت فيها الولايات النقاط على الحروف وحددت مكامن القصور والخلل لتداركه.
وزير الإعلام حرص على هذا التنسيق مع الولاة ليكون الإعلام الحاسم لمعركة التحدي القادمة لاعتبارات أنه رأس الرمح في نجاح عملية الاستفتاء منذ مراحلها الأولى وحتى نهايتها، وقد بدا لي ذلك بالفعل واضحاً وجميع الولايات تقدم تقارير لعبور هذه المرحلة.
إرهاصات وصوت الشارع حسبما شاهدنا، أمس، تشير إلى حالة ترقب كبير للمواطنين لهذه المرحلة ليقولوا كلمتهم، وكان الظهور الشعبي في الشارع للتعبير عن ذلك دلالة واضحة على هذا الترقب.
الآن تبقت أيام قليلة لبدء الاقتراع، والفرصة ما تزال مواتية لتغطية بعض العجز في مسألة الترويج والدعاية ومعالجة بعض الملاحظات.
زيارة رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” المرتقبة لولايات دارفور الخمس اعتباراً من الأسبوع المقبل ستضع اللمسات النهائية، وهو يقف مع مواطن دارفور مخاطباً له في هذه المرحلة.
كل الإرهاصات تؤكد أن النجاح سيكون حليف هذه المرحلة النهائية، كما نجحت المرحلة السابقة على الرغم من خوف البعض من تحدي أن يصوت الناس في دارفور خلال ثلاثة أيام فقط!
مبروك لمواطني دارفور على هذا التدافع الكبير وهم يختارون أن يكونوا جزءاً أصيلاً من هذه العملية التي ترسم لهم مستقبلهم القادم.. والله المستعان.    

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية