أخبار

في القولد

بدأت (أمس) بالولاية الشمالية عمليات حصاد القمح التي افتتحها “حسبو محمد عبد الرحمن” نائب رئيس الجمهورية من مشروعات صندوق الضمان الاجتماعي الذي ولج لأول مرة ساحة الإنتاج والزراعة، وكانت في السابق استثمارات الصندوق تنصرف إلى امتلاك العقارات وشراء الأراضي وأسهم البنوك، وهي استثمارات ذات عائد وجدوى تجارية ولكن لا أثر تنموي لها، والآن دخل صندوق الضمان الاجتماعي ساحة الإنتاج الزراعي في أولى تجاربه بالولاية الشمالية، حيث تمت زراعة (250) فداناً من القمح الذي يمثل هاجساً لوزارة المالية التي تنفق أمولاً طائلة في استيراد القمح من إنتاج بلدان أخرى، حيث يقدر حاجة السودان من القمح ما قيمته خمسة مليارات من الدولارات، وقالت د.”مشاعر الدولب” إن دخول صندوق الضمان الاجتماعي توفير تقاوى القمح للسودان.
ومن محلية القولد قال نائب الرئيس إن مشكلة الطاقة لتخفيف تكلفة الإنتاج قد تقرر حلها من خلال مد مشروعات زراعة القمح بالشبكة القومية للكهرباء من أجل خفض تكلفة الإنتاج وحل مشكلة كهربة المشاريع الزراعية نهائياً وسط فرحة عارمة من الأهالي الذين أرقهم كثيراً تحمل تبعات الجازولين والطاقة الشمسية وهي تكلفة تقعد بالإنتاج وتجعل التخطيط لزراعة مليون فدان من القمح مجرد شعارات، وحينما سألت السيد “مصطفى حولي” وكيل أول وزارة المالية الاتحادية هل سيشتري البنك الزراعي إنتاج صندوق الضمان الاجتماعي بدعم يصل إلى (200) جنيه لكل جوال، أم صندوق الضمان الاجتماعي لا يحتاج لدعم تشجيعي من المالية مثل الأفراد، لم يعطِ “حولي” إجابة قاطعة، لكن نائب مدير البنك الزراعي يقول إن كل إنتاج مشروعات زراعة القمح سيتم شراؤها كتقاوى بسعر أعلى من سعر جوال القمح الذي يذهب للمطاحن.
وفي محلية القولد تم افتتاح مركز تنمية المرأة الذي شيدته واحدة من نساء المنطقة المهندسة “وداد يعقوب” صاحبة شركة النحلة للبترول، وهي تنفق من حر مالها أكثر من مليار جنيه من أجل تنمية وتطوير المرأة في محلية “القولد”، أن أقامت مركزاً متطوراً جداً وفاء بمنطقة نشأت فيها ولها هناك أرحام وليت كل أثرياء المدينة ينظرون بعين الرحمة للمناطق البعيدة في الولايات مثل ما قامت به “وداد يعقوب” في “القولد” التي لن ينسى الجيل القديم صديقنا “صديق عبدالرحيم” وهي منطقة ترزح تحت وطأة الحاجة، وأعلن “حسبو محمد عبد الرحمن” نائب رئيس الجمهورية عن دعم مركز تنمية المرأة بمبلغ مليار جنيه مساهمة في تنمية مركز القولد.
إذا كانت منطقة “الباجة” التي كانت تشكل معضلة كبيرة في طريق الوصول لـ”دنقلا” قبل حلول عهد الإنقاذ التي مزقت أحشاء الصحراء ومدت الطرق على ضفتي النيل، فقد تحولت رمال “الباجة” إلى أرض خصبة تنتج القمح وتغذي “الدمازين” و”كبكابية” و”الكاملين” برغيف الخبز الذي أذل شعوباً وأمماً، وتطل على طريق “القولد الدبة” استثمارات مجموعة الراجحي السعودية كأكبر مشروع عربي لتوفير الأمن الغذائي، كل ذلك قبل تطبيع العلاقات مع الخليج وتوجهات المملكة العربية السعودية الأخيرة بالاستثمار في الأراضي السودانية لسد حاجة الدول العربية من الغذاء، ولما أطلت محلية “الدبة” تذكرت البديرية في قرى أم رماد وكركجه وأبوحراز في كردفان ذات البديرية في الشمال دفعتهم الأسباب الاقتصادية إلى الهجرة خارج الحدود وإلى الداخل وآل “سوار الذهب” وأل “إسماعيل الأزهري” الذي على يديه تحقق الاستقلال، جاء للأبيض من دبة الفقراء أو دبة الفقهاء حيث خلاوى السادة الإسماعيلية، لذلك كان للأثر الصوفي والديني العميق دوره في جعل الدبة أكثر محليات الولاية الشمالية دفعاً للزكاة.
 والثناء الذي بذله د.”محمد عبدالرازق” لمحلية الدبة وهو يخاطب حفل توزيع ماكينات خياطة ووسائل إنتاج، حيث انتهج ديوان الزكاة سياسات جديدة تبدو عادلة بإنفاق أكثر للمحليات التي تجمع مالاً أكثر، وليس من العدل أن تدفع محلية ما مليار جنيه زكاة ولا يتعدى نصيبها بضع آلاف من الجنيهات.
 في الدبة تبرع النائب “حسبو محمد عبد الرحمن” بمبلغ (2) مليار ونصف لمستشفى المدينة، وعشرة كيلو مترات طرق داخلية ومسح دمعة فقير في مشهد مؤثر جداً، ونائب رئيس الجمهورية ينهض من مقعده ليصغي لشكوى مواطن خرج من صفوف العامة يرتجي عشماً في قيادة الدولة، لم يخب الرجاء أو ينقطع العشم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية