"إبراهيم الشيخ" القيادى بالمؤتمر السودانى لـ(المجهر السياسي) 2- 2
لا دراما ولا مسرح وببساطة “إبراهيم الشيخ” لم يعد رئيساً للحزب
تجنبنا أزمة البقاء لأكثر من (52) عاماً كما فعل رحيل “الترابي” بالشعبي
بصراحة لو استمررت رئيساً لن أكون بذات الزخم والعطاء
أنا جاهز كجندي لتنفيذ أي تعليمات من الأخ “الدقير” رئيس الحزب
أي منظومة سياسية تبقى رهينة لشخص وفرد واحد (دي مؤسسة ما عندها أي قيمة)
مقدمة المخرجات أكدها “عمر السجاد” بتزوير في مضابط الحوار
الشخصيات المسماة (قومية) أستطاع المؤتمر الوطني أن يعيد إنتاجها كما يهوى ويرغب
حوار – صديق دلاى
– { قمتم بعملية درامية فيها كثير من المسرح كرسائل لمن أطالوا المدة في الرئاسات والحكم وقلتم ترجل “إبراهيم الشيخ” عن رئاسة الحزب كمنتهى العمل الديمقراطي؟
– الصحيح أن “إبراهيم الشيخ” ترك رئاسة الحزب من خلال قرارات المؤتمر العام للحزب، والأصح أن “إبراهيم الشيخ” لم يعد رئيساً للحزب وهو شيء ملموس ومحسوس ولا دراما ولا مسرح فيه كما تفضلت في سؤالك.
{ هناك صورة ذهنية في الحزب تشير لعدم ترجلك عن رئاسة الحزب وأنت تدعمه ليلاً ونهاراً؟
-الادعاء وكون ما حصل تمثيلية لن يتوقف أبداً ولكل أجنداته، ولكن الحقيقة تؤكد أننا قدمنا أنموذجاً مختلفاً ومدهشاً في التداول السلمي للرئاسة، ونقدر من يقول مسرح ودراما لأنها ثقافة جديدة على الساحة السياسية.
{ “الدقير” رئيساً لحزب المؤتمر السوداني وليس “إبراهيم الشيخ”؟
– ويمارس جميع صلاحياته والحزب يمضي من نجاح لنجاح.
{ أبعدوك إذاً؟
-هو ليس إبعاداً، بل التزام بدستور الحزب ولوائحه أن يمكث أي رئيس من دورة لأقصى حد دورتين، وتحرم عليه الدورة الثالثة وإن أراد ذلك، ولذلك كان لا بد أن أترجل عن رئاسة الحزب الذي مكثت فيه لدورتين وتم التمديد لي لعامين آخرين.
{ كان فقط انتصار لائحة، ولكن الكل يريدك أن تستمر؟
– إن كان البقاء على رئاسة الحزب يبقي الرجال، فكان على بعض الرجال أن يبقوا طوال حياتهم رؤساء.
{ ما الحكمة في تحديد الفترة لدورتين إن كانت هناك طريقة لمزيد من العطاء والقبول؟
– دائماً العطاء محدود بأجل معين، ولا يستوي الرجل في بداية عمل عما هو في وسط الطريق أو قريب من النهاية.
{ هل كنت غير قادر على العطاء بعد نهاية أجل الدورتين حسب الدستور؟
– بصراحة لو استمررت فلن أكون بذات الزخم والعطاء والاندفاع، ولذلك فالتجديد مهم جداً.
{ لمن كانت رسالة الحزب وهو يتخلى عن إبراهيم الشيخ ويلتزم بالدستور؟
– لكل الأحزاب التي لم تقم بتلك الخطوة المبدئية المهمة، ونحن رفعنا شعار الحرية والديمقراطية ولن نخون ذلك الشعار نقول به ولا نفعله حتى يقال عنا(فاقد الشيء لا يعطيه).
{ هناك رفض نفسي ومزاجي لأنك ابتعدت عن الرئاسة؟
– هناك دائماً مشاكل ولكنها مقدور عليها ومحدودة وهي تؤكد الرأي الآخر وتشيع روح التنوع والتفاعل داخل الحزب وحتى الحالة الذهنية جراء أن يكنكش رئيس حزب لمدى حياته في رئاسة الحزب، يقتل الحراك ويجعله كل يوم متكرراً ولا ترى إلا الصور القديمة لذات الأشياء.
{ أهم من رئاسة الأخ “الدقير” هو قيمة الرسالة المرسلة لهؤلاء المتكلسين؟
– نعم هي رسالة ذكية قصدنا بها خلخلة البنية السياسية منذ (50) عاماً، وأعطيك أقرب مثل حي هو ما تركه رحيل الشيخ “الترابي” والفراغ بسبب أزمة البقاء أطول في سدة الحكم والحزب، لأنه ظل على الرئاسة حزباً وحركة وجماعة لأكثر من (52) عاماً، وهو ترك المؤتمر الشعبي في محنة حقيقية.
{ كأنك تقول إن الشعبي لن يصمد بعد “الترابي”؟
– ننتظر ولكن يبدو أنه مشوار صعب ونحن تجاوزنا هذه العقبة وقدمنا قيادة جديدة.
{ ولكن أنظر للإمام “الصادق” ومولانا وحتى الراحل “الترابي”، هل فات عليهم ما فعلته أنت وحزبكم؟
– الغريب أن المسألة كلها مختصة بالنظرة الفطرية للقائد السياسي، وهو الذي يستمرأ إرادة الجماهير ويستجيب لها ويجعلها موقفاً سياسياً متقدماً.
{ هل أنت مستعد للعمل مع “الدقير” وكأنك عضو عادي في الحزب؟
-(مش مستعد وبس)، بل أنا جاهز لتنفيذ أي تعليمات من الأخ “الدقير” كرئيس للحزب الذي أنتمي له وأعمل فيه.
– أنا جندي وهو القائد، وأعتقد أن التحدي الأعظم ليس كوني تنحيت وتركت رئاسة الحزب، بل التحدي كامن في قبول العمل تحت إمرته كجندي مخلص سأتلقى منه التعليمات والتوجيهات.
{ هناك من رفض تنحيك وهو معكم في الحزب؟
– دعنا نتكلم بصراحة، غالب جسم الحزب معافى ويبقى في بعض الأفراد (الخوف من المجهول).
{ ولكن الآن بعد (50) يوماً من بروز القيادة الجديدة بدأت التروس تعمل من داخل الحزب بقيادته الجديدة؟
– بالضبط التروس بدأت تعمل ونحن سعداء جداً.
{ وأنت تقف بعد دقائق من فوز “الدقير”.. ماذا تقول لبقية الأحزاب الزميلة؟
– أي منظومة سياسية تبقى رهينة لشخص وفرد واحد، (دي مؤسسة ما عندها أي قيمة).
{ سمعنا بعدم دعوتكم للحوار الوطني كتقليل لقيمتكم في الساحة السياسية؟
– بالعكس نحن وصلتنا دعوة من الرئيس نفسه وأخرى من “علي عثمان” وثالثة من “إبراهيم محمود” ورابعة من “مصطفى عثمان إسماعيل” وخامسة من “كمال عمر”.
{ وسادسة من دكتور “نافع”؟
– لا لا لا (ما حصل).
{ يتفق البعض أن الحوار الوطني بعد انطلاقته كسب نوعاً من المصداقية وتحدث في الممنوع مثل علاقتنا مع إسرائيل؟
– القضية يا سيدي ليست الجن الأحمر أو إسرائيل، بل القضية أن هناك حزباً قابضاً على مفاصل السلطة والثروة بالكامل، وهو ليس مؤهلاً لا بقدرات تاريخية ولا باختيار الشعب.
{ (دا جوهر الأزمة)؟
– (دا جوهر الأزمة) والمقصود من الحوار هو أن يعيد بناء الدولة السودانية على أسس وطنية راسخة وتلك هي القيمة الحقيقية للحوار الوطني ولا مكان للمخرجات التي تعاد صياغتها بأقلام ورؤى المؤتمر الوطني.
{ ما تقول به اللجان الـ(6) في توصياتها يكفي للتحول الديمقراطي؟
– إن كان يطابق ما يجب أن تكون نتيجته تفكيك الوطن من قبضة الحزب الحاكم، فسيكون عملاً مرحباً به من الجميع.
{ نحن في انتظار الأيام الأخيرة بإعلان المخرجات والتصديق عليها؟
– المقدمات أكدت بتزوير في مضابط الحوار وهذا ما أفشاه “عمر السجاد”.
{ هذه فضيحة فيها كثير من الآلام؟
– نعم فضيحة.
{ نجيء للحوار المجتمعي؟
– (دا مجرد محاولة للالتفاف على مخرجات الحوار الوطني)، ومن قديم الزمان أتوا بالدكتور “الجزولي دفع الله” وتم تكليفه وقدم مخرجات وتوصيات جيدة ولكن تم القفز فوقها واختفت المبادرة من الوجود.
{ لديّ ملاحظة وهي نجاح الإنقاذ في استدراج شخصيات قومية تلعب بهم مباراة واحدة وتفكهم في الهوا؟
– (ماف شخص قوي يمكن اصطياده) ودي شخصيات أستطاع المؤتمر الوطني أن يعيد إنتاجها كما يهوى ويرغب.
{ هل تم خداعهم؟
– (ما أظن) لأنو المشروع الوطني بات واضح المعالم حتى للإنسان العادي وغير السياسي.
{ من الذي دلكم في المؤتمر السوداني على فكرة مخاطبة الناس في المواقف العامة؟
– بدأت كنتاج طبيعي لعدم منحنا تصاديق لإقامة الندوات السياسية داخل دورنا أو خارجها، فأبدعنا فكرة مخاطبة الناس في المواقف العامة، وفعلاً حققت وعياً كبيراً وحراكاً وتجاوباً له ما بعده.
{ كان هناك رهان على عدم تخليك عن رئاسة الحزب؟
– راهنوا وخسروا الرهان، والآن “الدقير” هو رئيس الحزب وتلقيت التهاني لأنني تخليت عن رئاسة الحزب واحترمت الخيار الديمقراطي، وأقول لكل من تخوف على خطوة تخلينا عن رئاسة الحزب، إنه فقط خوف من المجهول، والآن شهران أثبتا الخطوة وجدارتها.
{ كان حدث مهم؟
– استطعنا أن نكتب بها تاريخاً جديداً ونقدم نموذجاً حياً للديمقراطية والالتزام بها.
{ (طبعاً منتظرون أن يتكرر الحدث في الأحزاب الأخرى)؟
– نتمنى ذلك ونطلب من كل القيادات الحزبية الباقية على رئاسة أحزابها أطول من فترتين أن يترجلوا ويحترموا جماهيرهم ويحترموا الديمقراطية التي يتنادوا بها صباح مساء.
– { نخاف أن تكون رئيس الحزب الذي يحرك الأمور من خلف الستارة؟
– يجب احترام الناس وقدراتهم ونحن لسنا بحاجة لرسم تمثيلية هزيلة ربما تحدث في مكان آخر، ولكن أعضاء وجماهير المؤتمر السوداني واعية بما فيه الكفاية ولا أحد يجرؤ على اتخاذ مثل هذه التدابير الفقيرة والتي لا تحترم إرادة الجماهير والخيار الديمقراطي.
{ كنت جزءاً من الحزب منذ (30) سنة، بينما “عمر الدقير” كان مغترباً بالإمارات؟
– كل ذلك صحيح ولكن ظل “الدقير” متابعاً بحصافة السياسي ويرصد كل شيء بدقة.
{ ربما كنتما مدرستين مختلفتين؟
– تجمعنا الثوابت الكبرى والمشتركات التي حددها مسار الحزب.
{ مثلاً طرق ومناهج تغيير النظام؟
– الموقف من تغيير النظام واحد ومتماسك بين جميع أعضاء وقيادات حزب المؤتمر السوداني.
{ انتهى ذلك النشاط الذي بدأ قوياً بابتدار الندوات السياسية؟
– بالعكس نشاطنا مستمر، فلدينا آراء وندوات بخصوص استفتاء دارفور والسدود، وقبل نهاية هذا الشهر لدينا ندوة سياسية مهمة في “بورتسودان” وندوات أخرى في “الفاشر” و”الخرطوم” و”مدني”.
{ هل أنت مطمئن على مسار الحزب؟
– مطمئن جداً جداً وأنه مؤتمن في أيدٍ أمينة.
{ بصراحة أنتم أقرب لليسار السوداني؟
– نحن لسنا أقرب لأي جهة وأفكارنا هي نسيجنا من داخل المجتمع السوداني، نحن له وإليه ولسنا غرباء عنه.
{ ولكن اللامع فيكم هذه الليبرالية والحس بالعلمانية؟
– اللامع فينا هو الطاقات المتفجرة والقدرات الخلاقة ونحن لا نشبه أحداً سوى المؤتمر السوداني بملامحنا وبمشروعنا الوطني والإنساني.
{ الوقوف في صف الوطن كلام سهل وممكن طرحه في أي وقت وبدون ثمن؟
– نحن الأكثر صدقاً من أي جهة تتبنى مثل هذه الأطروحات والقضايا.
– { نأخذ مثلاً موقفكم من الحرية؟
– الحرية واضحة، فقد خلق الإنسان حراً ثم كبل بهذه القيود والقوانين ليكون عبداً لسادته الوهميين وحكامه الباطشين، فجاءت حقوق الإنسان لتزيل هذه القيود.
{ ما أسهل القول وما أصعب التنفيذ؟
– نحن أكثر مجموعة سياسية تجتهد في إلحاق القول بالفعل.
{ ذكرت ذات مرة للصحف أن تجارتك توقفت تماماً؟
– تكاد تكون توقفت.
{ هل نستطيع أن نقول عنك (عاطل) عن العمل؟
– ليس بالمعنى المجرد، ولكني ما عدت أعمل كما كنت أعمل في السابق.
{ في أي محطة يقف حزب المؤتمر السوداني؟
– نحن ذاهبون للتغيير بقوة وهذا النظام لزوال.
{ كييييييف؟
– وصل لطريق مسدود وما عادت له القدرة على ما يقدمه للشعب السوداني، وذهابه مسألة وقت آجلاً أو عاجلاً.
{ يمكن الحكومة الانتقالية ترسم ذلك المشهد؟
– الحكومة الانتقالية طبعاً مختلفة عن الحكومة القومية، وهي أي الحكومة الانتقالية، تأتي لتنفيذ أشياء محددة كتسوية تاريخية تبرم بين حزب المؤتمر الوطني والمعارضة، وتمثيل الحزب الحاكم يتساوى مع تمثيل أي حزب آخر.
{ والحكومة القومية؟
– الحكومة القومية تبقى كل خيوط اللعبة بيد الحزب الحاكم، شأنها شأن كل الحكومات التي تعاقبت فينا منذ (26)عاماً.
– { الفرق كبير؟
– كبير جداً.
{ الشعب ساكت وكل الأزمات تمر من بين يديه؟
– أصابته خيبة أمل، ولكن الفعل الثوري نفسه من شروط تراكم خيبات الأمل، ليأتي الانفجار والثورة.