رأي

بعد.. ومسافة

ماذا لو أنه فاز بالرئاسة؟
مصطفى أبوالعزائم
الملياردير ورجل الأعمال الأمريكي “دونالد ترامب” حقق فوزاً كبيراً حتى الآن في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، على منافسه “تيدكروز” بعدد من الولايات آخرها “ميسيسبي” و”ميتشيغان” و”هاواي”، وأصبح “ترامب” الأوفر حظاً لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية.
“دونالد جون ترامب” المولود في العام 1946م يعتبر من مشاهير المجتمع الأمريكي، وهو مقدم برامج تلفزيونية، ومؤلف ويرأس ويدير عدة شركات ومؤسسات ضخمة، ويملك إحدى أكبر ناطحات السحاب قريباً من مقر منظمة الأمم المتحدة في “نيويورك”.
شخصية “ترامب” مثيرة للجدل، فهو متهم بالعنصرية ومعاداة الإسلام والمسلمين، والميل نحو العنف في التعامل مع المشتبه في انتمائهم لأيه جماعات (إرهابية) حتى أنه قال: “ليس هناك ما يمنع من خنقهم خلال التحقيقات”.. وسبق له أن وعد ببناء جدار فاصل في الحدود مع “المكسيك”.
تصريحات “”ترامب” العنصرية دفعت بالبعض إلى التفكير في مغادرة الأراضي الأمريكية حال فوزه بترشيح الحزب الجمهوري له، وحال فوزه بالرئاسة.. وهذا سيظل احتمالاً قائماً، لأن الكثيرين من الأمريكيين يميلون إلى موالاة الشخصيات اللامعة وغريبة الأطوار مثلما حدث عندما فاز الرئيس الأمريكي الأسبق “رونالد ريجان” بالرئاسة، ليس إلا لأنه كان نجماً من نجوم “هوليوود” المعروفين، وكان متزوجاً من نجمة سابقة هي زوجته “نانسي” التي رحلت عن هذه الدنيا قبل ثلاثة أيام.
قطعاً لتقدم “دونالد ترامب” في هذا السياق أسبابه، غير المال ومساندة رجال الأعمال وملوك الصناعة الأمريكية الذين يعبر عنهم “ترامب” ويمثلهم خير تمثيل.. ومن تلك الأسباب ارتفاع “الصوت الأبيض” خشية أن تقع “الولايات المتحدة الأمريكية” في قبضة المليونير، خاصة بعد أن فاز “باراك أوباما” في انتخابات الرئاسة مرتين، إضافة إلى الأثر القوي والكبير لليمين المتطرف داخل الأراضي الأمريكية، مع شعور متنامٍ ومتصاعد بأن الخطر القادم سيكون من المتطرفين والمسلمين بعد أن حدث غسيل للأدمغة الأمريكية بأن “القاعدة” و”داعش” و”تنظيم الدولة الإسلامية” و”أنصار الله” و”حزب الله” وأنظمة الحكم الإسلامية في بعض دول العالم، هم الأخطر على “الولايات المتحدة الأمريكية” وعلى شعبها وعلى مصالحها في كل أنحاء العالم.
أتوقع شخصياً فوز “ترامب” بترشيح حزبه الجمهوري له بعد هذا التقدم الذي أخذ يحرزه بحصاد أصوات الناخبين من ولاية إلى أخرى.. وأتوقع (انقلاباً) في التعامل مع خصوم “واشنطن” ومع حلفائها على السواء.. العالم يدخل مرحلة جديدة، سيعلو فيها نجم بني إسرائيل علواً كبيراً، وسيجد بعض حلفاء “الولايات المتحدة الأمريكية” أنهم مكرهون لمد أياديهم سراً وتحت جنح الظلام إلى حكام “تل أبيب” بعد أن نجحت الأجهزة الأمريكية الذكية في تحويل بوصلة العداء من “إسرائيل” إلى “إيران”، ونجحت في بذر بذور الفتنة الطائفية الكبرى بين المسلمين.. وكنا نقول في أمثالنا: “البعيش ياما يشوف”.
بالأمس وافق طالب مصري يدرس الطيران في “الولايات المتحدة الأمريكية” على مغادرة البلاد (طوعاً) بعد أن تم القبض عليه والتحقيق معه بعد أن نشر على صفحته في “الفيسبوك” تعليقاً تحت صورة “ترامب” جاء فيه أنه على استعداد لتطبيق حكم السجن المؤبد عليه لقتل “ترامب”.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية