رأي

مسألة مستعجلة

ماذ يريد “حميدة”؟
نجل الدين ادم
لم يقصر وزير الصحة بولاية الخرطوم الدكتور “”مأمون حميدة”” في ندوة أول أمس (الثلاثاء) وهو يرسل سيلاً من الهجوم القاسي على الصحافيين، ويكيل لهم اتهامات الكذب والجهل إلى آخره، وحرص أن يلبس كل أفراد قبيلة الصحافيين هذه الثياب بدءاً من رؤساء التحرير ومديري التحرير وكُتّاب الأعمدة انتهاء بالمحررين، وأشار إلى أن قيادات الصحف لا يعرفون ما بصحفهم وأن هناك عمليات تحريف.. وخيراً فعل رئيس اتحاد الصحافيين بأن غادر الندوة في صمت ينبغي أن يفهمه “حميدة”، وحسناً أن تصدى البعض من الزملاء الصحافيين لاتهامات الرجل بهجوم مضاد.
سعادة الوزير يناقض نفسه بنفسه وهو يدعو الصحافيين لحضور مؤتمر صحافي أو فعالية بغية أن يكون وجهاً لامعاً أمام قيادة الدولة أو الوالي أو غيرهم، ويتناسى كيف جرفه حب الإعلام والصحافة الكاذبة في نظره لتأسيس صحيفة ناطقة باسمه أظنه أراد أن يغير بها وجه الصحافة المنتقدة للسلبيات.. سؤال: لماذا أقدم السيد الوزير على هذه الخطوة وهو يدرك أن الصحافة كاذبة وصحافييها جهلاء كما يقول؟ هل يريد أن تكون استثماراً؟ الإجابة بالتأكيد لا، لأن صناعة الصحافة في حد ذاتها محفوفة بالمخاطر ناهيك من أن تكون ذات مردود يزيد له في ثروته.
لم يدرك الرجل كنه ما قال به وإلا لما تطاول على الصحافة التي حملته إلى هذا المنصب.. يمضي الوزير في المفارقات وهو يقول إن ما تنشره الصحافة من أخبار عن الحقل الصحي أكثر من أخبار رئاسة الجمهورية.. هل هذه منقصة للصحة بأن تكون أخبارها أكثر من أخبار رئاسة الجمهورية؟ بالتأكيد لا، لكن يبدو أن الرجل يقصد في حديثه الأخبار السالبة، التي تتحدث عن الإخفاقات وأوجه القصور، فهو لا يريدها هكذا، يريدها أخبار علاقات عامة تجمل وتملس، فلو كان سعادة الوزير يحلم بأن هذا هو ما ينبغي أن تقوم به الصحافة من دور فإننا نقول له: صحي النوم.. وصحة وعافية.
ما قال به سعادة الوزير من اتهامات أمر خطير يدخل في طائلة السبّ الذي يعاقب عليه القانون، فلو كان للرجل مرارات تجاه “زيد” أو “عبيد” من الصحافيين فإن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال أن تطلق الاتهامات جزافاً هكذا أيها البروف، وعليك أن تعلم أن ما قلت به يرتقي إلى أن يتوجه الصحافيون على الفور إلى أقسام الشرطة لتدوين بلاغات في مواجهتك، ليست بلاغات كيدية لكنها بلاغات حقيقية يمكن أن تمضي إلى طلب رفع الحصانة.. السيد وزير الصحة أنت بحاجة لأن تعتذر، وعليك أن لا تكابر أكثر من هذا.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية