مجرد سؤال ؟؟
الإعلان صدر واتلمت الخلوق
رقية أبو شوك
احتفل العالم، أمس، باليوم العالمي للمرأة وهي ليست بحاجة إلى يوم نخصصه للاحتفال بها، فأيامها كلها أعياد واحتفالات، ويكفي أن الإسلام رفع من قدرها ومكانتها.. فالقرآن خصص لها سورة كاملة (النساء) يأتي ترتيبها رقم (4) بعد (فاتحة الكتاب) و(البقرة) و(آل عمران)… آياتها البالغة (176) تحدثت عن حقوق اليتامى والنكاح والتعدد ثم الاكتفاء بزوجة واحدة في حالة الخوف من العدل (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا)، وكذلك الصداق والمهر وإقامة العدل ثم فصلت الميراث والورثة.. هذه هي سورة (النساء)
“مريم” ابنة “عمران” جاءت سورة كاملة باسمها (كهيعص * ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا)، (يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ..).. وذكر القرآن أيضاً في سورة (التحريم) الآيتين (11و12) “مريم ابنة عمران” وامرأة فرعون.. (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ).. صدق الله العظيم.. فالله سبحانه وتعالى كرمها.
ويكفي المرأة فخراً أن سيد الخلق أجمعين سيدنا “محمد” صلوات الله وسلامه عليه كانت آخر وصاياه قبل أن ينتقل للرفيق الأعلى بالمرأة.. بعد كل هذا، هل المرأة بحاجة إلى يوم نحتفل به.. فأيامها كلها أعياد واحتفالات كما أشرت.
وما دمنا قد خصصنا يوماً عالمياً لها، فلابد أن أذكر هنا وعبر هذه المساحة بضرورة الاهتمام بالمرأة واحترامها وتقديرها والإعلاء من مكانتها وشأنها، فهي الأم والزوجة والأخت والابنة والعمة والخالة، وهي التي تخلق لنا جيلاً نفاخر به الأمم بعد أن تغرس فيه التربية الإسلامية.. فالتربية تبدأ من الأسرة وتحديداً الأم، والجنة تحت أقدامها، وعندما تتوفى الأم فإنها تترك فراغاً شاسعاً لا يستطيع الأب ملأه مهما أوتي من قوة، وربما تتبعثر الأسرة بعد وفاة الأم التي هي الدليل ليس للأبناء فقط وإنما للزوج أيضاً، فهي عظيمة وقد كان وراءها زوجها عظيماً لأنها هي التي قادته للعظمة، وقد تقود الأخت أشقاءها لأن يكونوا أيضاً عظماء.. وهكذا..!!
والمرأة كانت لها صولات وجولات في الصفوف الأمامية للجهاد وهي التي تضمد الجرح وتجهز الوجبات وتشجع الإخوان والأزواج وهم يستعدون خروجاً للجهاد من أجل نشر الدعوة الإسلامية.. وفي السودان هنالك نماذج من النساء لابد أن نقف عندها ونحن نحتفل باليوم العالمي للمرأة.. فـ”مهيرة بت عبود” ابنة الشمال الأصيلة وقفت في وجه العدو وهي تشجع أخوتها من شايق شعراً:
غنيت للعديلة ولعيال شايق
البراشوا الضعيف ويلحقوا الضايق
الليلة استعدوا وركبوا خيل الكر
وقدامهم عقيدهم بالأغر دفر
جنياتنا الأسود الليلة تتنتر
ويا الباشا الغشيم قول لجدادك كر
التحية للمرأة السودانية التي سجل التاريخ بطولاتها بأحرف من نور.. وهنالك “بنونة بت المك نمر” و”صفية بت الملك صبير” و”رابحة الكنانية” و”رقية بت حبوبة” التى قالت في شقيقها “عبد القادر ود حبوبة”:
ود حبوبة قام ورتب الأنصار
في كتفيه ديك كم شبعن صقار
الإعلان صدر واتلمت الخلوق
بي عيني بشوف أب رسوة طامح فوق
كم أنت عظيمة يا امرأة بلادي.
وأخيراً.. وودت أن أنقل لكم أجمل ما قرأت، أمس، عبر (واتساب) ونحن نحتفل باليوم العالمي للمرأة:
جمع رجل (رجال)
وجمع امرأة (لا جمع لها)
للمرأة كبريائها حتى باللغة ترفض أن تكون مع غيرها
كل سنة وكل نساء بلادي بخير
(أمي.. أختي.. حبيبتي) مثلث يجعل لحياتك طعماً لا يقاوم.