في تشييع مهيب..الآلاف يودعون "الترابي"
نائب رئيس الجمهورية: الراحل أجتهد لتوطين ركائز الدعوة
الشيوعي: “الترابي” شخصية لا تعوض
الخرطوم ــ محمد جمال قندول
وسط حشود غير مسبوقة تم تشييع الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العالم والمفكر “د. حسن الترابي” إلى مثواه الأخير، صباح أمس، بحضور عدد كبير من قيادات الدولة والأحزاب ورجال الدين وشرائح المجتمع المختلفة، كان في مقدمتهم النائب الأول لرئيس الجمهورية، الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” ونائب الرئيس “حسبو محمد عبد الرحمن” ،ورئيس البرلمان “الدكتور إبراهيم أحمد عمر” ووالي الخرطوم الفريق أول ركن “عبد الرحيم محمد حسين” ،ومساعد رئيس الجمهورية “عبد الرحمن الصادق المهدي”، وبحضور نائب الراحل الشيخ “إبراهيم السنوسي” وقيادات المؤتمر الشعبي وأسرة الراحل، (المجهر) رصدت وقائع الوداع منذ السابعة صباحاً وحتى التاسعة والنصف، ومن ثم انتقلت إلى العزاء الذي أقيم بمنزل الراحل بـ(حي المنشية).
تظاهرة حاشدة
صباح أمس كان يوماً مليئاً بالدموع والحزن، كانت كل الطرق تؤدي إلى مقابر بري، حيث سيوارى الثرى جثمان عالم ومفكر وسياسي نادر، هذا ما عكسته الحشود الكبيرة في تظاهرة لا مثيل لها، حيث اصطفت الجموع لإلقاء النظرة الأخيرة لجثمان الراحل، وتوحدت قيادات الإسلاميين في تلقي العزاء، وذرف الجميع الدمع الثخين. يوم أمس لم يكن هنالك تمييز بين مؤتمر وطني أو شعبي، كلهم جاءوا لتشييع أستاذهم، فقد لفتت القيادية بالمؤتمر الشعبي “لبابة الفضل” أنظار المشيعين، وهي تذرف دموعاً ثخينة وترفع كفيها إلى السماء داعية بثبات الرجل عند السؤال، ومعددة مآثره .كيف لا وهي التي نهلت من علمه وتتلمذت على يديه ، ومضت معه إلى المفاصلة الشهيرة، فيما عرف بمعسكري القصر الذي مثله الرئيس “البشير” و(المنشية) التي مثلها الشيخ “الترابي”، وعلى جانب آخر من المقابر كان “المحبوب عبد السلام”، يبكى بكاءً حاراً.
والي الخرطوم الفريق أول ركن “عبد الرحيم محمد حسين، ” ظل يلتمس من الجموع الهادرة الاصطفاف والتنظيم، ويقف بجانبه حفار القبور الشهير، “عابدين درمة”، والذي حفر قبر الراحل منذ مساء أمس الأول (السبت).
ووسط تلك الحشود التي تقاطرت اصطف الجميع ، خلف الشيخ “إبراهيم السنوسي” ، الذي غلبته دموعه عند الصلاة على الجثمان، وهو يتلو آيات القران ويبكي، وتلا الجميع سورة (يس) كاملة وسورة (القلم)، ووسط الصلاة انهار عدد من قيادات الشعبي والإسلاميين، الذين ظلوا يغالبون دموعهم وحزنهم . .
عقب الصلاة وجد الجثمان صعوبة في الخروج من مكانه، قبل أن يحمل على الأعناق ، ويطوف به المشيعون جنبات (مقابر بري).
وطوقت مقبرة الراحل ، التي جهزت منذ وقت مبكر من مساء أمس الأول (السبت)، بقوات من شرطة مكافحة الشغب، لتسهيل وصول الجثمان وسرعة دفنه، رغم الحشود الكبيرة ، التى شكلت عائقا امام الحركة ، وصعوبة كبيرة أمام كاميرات الفضائيات وأجهزة الاعلام، مما حدا بالكثير من الاعلاميين لصعود أعلى الأشجار المحيطة بالمقبرة ،للتصوير.
“حسبو” وتوقيعات على دفتر الرحيل ..
نائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الرحمن” الذي اكتسى وجهه بالحزن ،قال في حديث لاجهزة الاعلام: نحن اليوم نودع شيخاً من شيوخ الإسلام اجتهد في توطين ركائز الدعوة الإسلامية بالسودان والعالم، وقال : نسال الله أن يتقبل جهده في خدمة الأمة خاصة، دعمه للحوار لتوحيد أهل السودان، ونسال الله الصبر للسودان والعالم الإسلامي ،ولأسرته (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).
عبد الرحمن الصادق: نشهد له جهاده من أجل الدين والوطن
أما مساعد رئيس الجمهورية العميد (م) “عبد الرحمن الصادق المهدي”، فقد دعا الله أن يتقبل الراحل قبولاً حسناً ويدخله جناته، وأضاف، في حديثه : أن هذا الحشد كله يودع الرجل دلالة كبيرة ، وقال، في تصريحات صحفية :نحن نشهد له جهاده من أجل الدين والوطن والمبادئ.
مكاوي : كان الراحل داعماً للحوار الوطني
وعبر وزير الطرق والجسور الاتحادي المهندس “مكاوي محمد العوض” ، عن حزنه الشديد بفقد الرجل، وقال لـــ(المجهر)، بأن الراحل كان – حتى آخر لحظات حياته – داعماً للحوار الوطني.
مصطفى عثمان: فقد للأمة ومفكر عالمي
أما القيادي بالمؤتمر الوطني “د. مصطفي عثمان إسماعيل” فأوجز حديثه لـ(المجهر) بأن الراحل ذو قيمة عالمية، ويعتبر فقداً للأمة الإسلامية، بشكل عام والسودان بصفة خاصة، وزاد: هو رجل مجدد ومفكر عالمي ، وأسهم في تغيير مجريات الحياة السياسية بتجربته.
وزير التجارة: رجل ذو قيمة سياسية وإسلامية كبيرة
وزير التجارة “صلاح محمد الحسن” وصل إلى مطار الخرطوم قادماً من “زامبيا” عند العاشرة صباحاً، ومنه مباشرة إلى سرادق العزاء، وعقب وصوله تحدث لــ(المجهر) قال، بأن الرجل قيمة سياسية وإسلامية كبيرة، وأضاف بأنه في فترة دراسته بجامعة القاهرة الأم سمع في محاضرة من أستاذ يدعى “محمد حسنين” بأن (جامعة السوربون الفرنسية)، تبحث جائزة لأفضل بحث علمي كل 50 عاماً، ونالها “الترابي” وهو ما يزيد إيماننا بأن الرجل رفع علم السودان عالياً كثيراً، وقدم الكثير للساحة السياسية والإسلامية.
كمال حسن: رجل صادق ومخلص لفكرته
من جانبه عبر وزير التعاون الدولي “كمال حسن” لــ(المجهر) عن حزنه الشديد لفقدان الراحل، واعتبره رجلاً صادقاً ومخلصاً لفكرته، وله بصمة على كل من عمل بالحركة الإسلامية.
صديق يوسف: “الترابي” شخصية لا تعوض
القيادي بالحزب الشيوعي “صديق يوسف” أيضاً بدوره تحدث لــ(المجهر) ووصف الشيخ “الترابي” بالشخصية التي لا تعوض، مشيرا الى ان له بصمة واضحة بالحياة السياسية السودانية وغير مجرياتها، وله إسهامات وطنية كبيرة منذ انتفاضة أكتوبر، وأضاف خلال حديثه بأن رحيله سيغير خارطة الساحة بالفترة المقبلة.
ونعاه السفير “عبد الله أزرق” وقال لـ(المجهر) بأنه يشعر باليتم ، خاصة وأن البلاد فقدت ركيزة كبيرة، وزاد: منذ رحيله بدت معالم عدم اطمئنان لحال الأمة.
دوسة: له بصمة واضحة في التشريعات القانونية
وتحدث لــ(المجهر) وزير العدل السابق “محمد بشارة دوسة”، والذي عبر عن حزنه لرحيل الرجل، وقال بأن المصيبة كبيرة، لكن نتذكر مصيبة رحيل الرسول “صلى الله عليه وسلم”، وأضاف بأن “الترابي” عالم ومجدد فقدته الأمة السودانية والإسلامية. وأثنى “دوسة” على “الترابي” القانوني ، وقال بأنه كان وزير عدل أسبق وله بصمة واضحة بكل التشريعات القانونية والدساتير خاصة دستور 98.
د. إبراهيم الأمين: الراحل شخصية لها إسهاماتها
من جانبه قال القيادي بحزب الأمة “د. إبراهيم الأمين” بأن “الترابي” شخصية لديها إسهامات كبيرة بالعمل السياسي والفكري ورحيله، فقد للبلاد والأمة الإسلامية.
أما الخبير الإعلامي “د. الباقر أحمد عبد الله” فقد قال لــ(المجهر): ( اتفق الناس و اختلفوا حوله، منذ أن تبوأ موقع الأمين العام لجبهة الميثاق الإسلامي 1964م، إلا أن ذلك لا يمنعنا من الاعتراف بأنه رقم مميز بالساحة السياسية، وأشار إلى أن أكثر ما ميز الراحل مؤخراً حرصه علي قضية الحوار وموقفه الصادق والشجاع.
وطالب “الباقر” بالدفع بالقيادات الشبابية على غرار ابن الراحل “الصديق”، والذي وصفه بالشخصية المعتدلة، وله تواصل تام مع كل شرائح المجتمع، وتمنى بأن يتوافق عليه بالمؤتمر العام للحزب مستقبلاً.
الدقير: هذا يوم حزن كبير
وزير الثقافة والإعلام بولاية الخرطوم “محمد يوسف الدقير” قال في حديث لـ(المجهر) بأن الراحل فقد جلل للأمة ووصفه بأنه عالم وفقيه له إسهاماته وتاريخ سياسي كبير، وقال :هذا اليوم هو يوم حزن كبير للجميع.