رأي

مسألة مستعجلة

تحديات ما بعد رحيل “الترابي”
نجل الدين ادم
كان تشييع الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، السياسي والمفكر الدكتور “حسن عبد الله الترابي” صباح أمس (الأحد) بمثابة استفتاء حقيقي على شعبية الرجل والملايين تتقاطر نحو مقابر بري لمواراة جثمانه الثرى، حضر رفاقه في الحزب جميعاً في الموعد المضروب، وأصدقاء الأمس والمعارضون كافة بلا استثناء، لوداع رجل ساهم في رسم جزء من مستقبل هذا البلد، ليبقى تحدي ما بعد الرحيل، والرجل معروف أنه شخصية جامعة تتوافق عليها كل قواعد حزب المؤتمر الشعبي رغم التباين بين متشددين ووسطيين يميلون لتجاوز المرارات.
سمى حزب المؤتمر الشعبي ليل أمس الأول القيادي التاريخي الشيخ “إبراهيم السنوسي” أمينا عاماً مكلفاً للحزب إلى حين انعقاد مؤتمره العام ، ولكن ماذا بعد هذه الفترة الانتقالية التي لا تتجاوز الشهر، هل يستمر “السنوسي” بأمر المؤتمر العام أميناً عاماً، أم أن تغييراً سيطرأ، مخاوف كثيرة يبديها البعض من أن ينعكس غياب الأبوية التي ظل يحيط بها شيخ “الترابي” الحزب، في مستقبل المؤتمر الشعبي واستمراريته بذات الحيوية بعد رحيله، وهذا ما يجعل قيادات وقواعد الحزب تدرس وتمحص في الخيارات سيما أن الراحل كانت له شخصيات مقربة ظل يدفع بها في المناصب القيادية في الحزب والحكومة عندما كان المؤتمر واحداً وليس مؤتمرين، وكلنا يذكر ترشيحه للدكتور “علي الحاج محمد” لمنصب النائب الأول بعد استشهاد النائب الأول الأسبق المشير “الزبير محمد صالح” في حادثة الناصر المشؤومة، تصريحات بعض قيادات الحزب المطمئنة بقدرتهم على تجاوز المحنة، تجعل كل القيادات أمام تحدي أن يكونوا عند حسن الظن وليعبروا امتحان هذا الفقد ويختاروا من يملأ المنصب ويمضي بالحزب إلى الأمام.
لم ينتهِ تحدي فقد الرجل بتجاوز الظرف داخل حزب المؤتمر الشعبي فحسب، بل سيكون هناك تحدٍ آخر وأشمل وجموع الإسلاميين في المؤتمرين ظلت تعول عليه في الفترة الأخيرة ليكون له دور في تجاوز حالة الجفوة التي بدأت في التلاشي، وفي الجانب الآخر فإن الفقد سيكون أكبر في تحريك عجلة الحوار الوطني بالقدر المطلوب، سيما وأن ذلك ظل همه الشاغل وربما كان رهقه وتعبه من المهلكات لصحة الرجل إلى أن داهمه المرض.
لذلك تبقى الكرة في ميدان قيادات حزب المؤتمر الشعبي لعبور كل هذه المطبات والمحطات الحرجة.. أعانهم الله.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية