رأي

مجرد سؤال ؟؟

الوفاء لأهل العطاء.. تعظيم سلام
رقية أبو شوك
 
الوفاء لأهل العطاء.. هذه العبارة تستهويني جداً لأننا عندما نكرم أحداً كانت له بصمات واضحة في شتى مناحي الحياة أو ذلك الذي قدم عطاءً متفرداً وبحوثاً ودراسات وعلماً تستفيد منه الأجيال أو اختراع أو عملاً لفت الأنظار وكانت له منفعة للبلاد والعباد أو غير ذلك من الأمثلة، فإننا حتماً نكرم آمة بحالها.
وأمثال هؤلاء يستحقون التكريم وفاءً وعرفاناً لما قدموه في الحياة الدنيا.. فالتكريم قد يكون جماهيرياً أو تسمية شارع باسمه أو مدرسة أو قاعة دراسة بالجامعات.. والأجيال الحالية قد لا تعرف قدر المكرمين لكن عندما نسمي القاعات بالأسماء فإنهم حتماً سيسألون ومن ثم يتعرفون على شخصية المكرم التي ستكون عالقة بالأذهان مدى الحياة.
كثيراً ما كنت أقول إن التكريم يجب أن يكون للشخص وهو ما زال على قيد الحياة حتى يتعرف من خلال التكريم على شخصيته المتواضعة في نظره وبالتالي ترتفع معنوياته خاصة إذا كان قد وصل من الكبر عتيا.. لكن عندما يكون تعديد المحاسن بعد الوفاة في احتفال كبير فإن هذا الأمر سيسعد أسرته والمقربين إليه وأولئك الذين يعرفونه، يذرفون الدموع ويسألون الله له الرحمة والمغفرة، لكنه في حياة ثانية لا يدري ما تم بعد موته ولا يهمه الأمر كثيراً، فقط هو بحاجة إلى الدعاء.. لكن نقول أن يأتي الوفاء لأهل العطاء متأخراً خير من أن لا يأتي.. فالشكر الجزيل لكل الذين يبادرون بالتكريم وفاءً وعرفاناً.
أقول هذا وفي الخاطر أساتذة ومعلمون أجلاء كان لهم الفضل الكبير من بعد الله سبحانه وتعالى في إرساء دعائم العملية التربوية وتخرج الملايين من الطلاب على أيديهم، نهلوا منهم العلم الجميل والتربية الأصيلة.. فالمعلم يربي ويعلم في آن واحد، فهو كالأسرة تماماً لذا سميت وزارة التربية والتعليم.. فالتربية هنا سبقت التعليم.
وقصيدة يوم التعليم للشاعر “محمد سعيد العباسي” تحكي عظمة التعليم والأخلاق التي تسبق العلم:
العلم يا قوم ينبوع السعادة
كم هدى وكم فك أغلالاً وأطواقا
فعلموا النشء علماً يستبين به
سبل الحياة وقبل العلم أخلاقا
أقسمت لو كان لي مال لكنت به
للصالحات وفعل الخير سباقا
ولا رضيت لكم بالغيث منهمراً
مني ولا بالنيل دفاعاً ودفاقا
إن الشعوب بنور العلم مؤتلقاً
سارت وتحت لواء العلم خفاقا
التحية لكل من علمونا حرفاً.. التحية للأساتذة الأجلاء، والمغفرة والرحمة للذين رحلوا عن دنيانا وستظل ذكراهم بالدواخل، سنظل نذكرهم كلما طاف بالخاطر تعليم مبادئ القراءة والكتابة والتوبيخ الجميل الذي يرشدنا من أجل غد أفضل.. كنا (نزعل) في حينها لكننا نتذكر فجأة أن التوبيخ من أجل المصلحة.. نفر كهؤلاء ألا يستحقون التكريم؟؟
ولأن الشيء بالشيء يذكر، فما زلت أتذكر مربي الأجيال بالولاية الشمالية الذي يعرفه كل أهل الشمال الأستاذ “عبدا لحليم القاضي”… رحل وهو راضٍ عن نفسه تماماً لأنه ترك بصمة واضحة في السجل التعليمي (علم وربى ووبخ وأشاد)؟ من أجل ذلك كرمه أهل منطقته (الغريبة) بالشمالية وهم يسمون مدرسة (الغريبة) الأساس باسمه.. الرحمة والمغفرة له.. وتعظيم سلام للذين يعرفون قدر الرجال.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية