رأي

مسألة مستعجلة

زيارة فوق العادة!!
نجل الدين ادم
نهار أول أمس (الثلاثاء) سعدنا بزيارة فوق العادة لمساعد رئيس الجمهورية العميد “عبد الرحمن الصادق” عضو وفد الحوار ووزير الصحة “بحر إدريس أبو قردة” وهو أيضاً عضو الحوار والقيادي بحزب العدالة “بشارة جمعة أرور” وممثل الأمين العام لآلية الحوار “محمد موسى” وآخرين، كانت زيارة فريدة من نوعها وهم يقصدون صحيفة (المجهر) لتكون أول محطة للترويج بمخرجات عمل لجان الحوار وهو في خواتيمه.
 الفكرة في حد ذاتها جيدة، والأمانة العامة تنفتح على الإعلام لاطلاعه على تفاصيل التفاصيل في موقعه في صورة مغايرة لما هو معتاد.
من ميزات المبادرة كان شكل التمثيل للوفد الرفيع بقيادة مساعد الرئيس وهو من الشخصيات القومية في لجنة الحوار والسيد “أبو قردة” يمثل حزبه وقوى مسلحة سابقة وضعت السلاح بإرادة السلام، والسيد “بشارة” أيضاً يمثل حزبه والسيد “عبد الإله أبو سن” وهو يرتدي عدة عباءات واحدة منها حزب المؤتمر الوطني والأخرى عباءة الإعلامي والصحافي.
 قدم الوفد شرحاً وافياً لما جرى داخل الغرف المغلقة وكيف أن البداية كانت عسيرة كما أشار مساعد الرئيس، ومشادات كلامية وعراكا بالحجة قد حدث إلى أن استقام الحال وتوصل الجميع إلى منهج أعانهم على التوصل لمخرجات وتوصيات للمشكلات والقضايا كافة مثار الخلاف بين تكوينات أهل السودان المختلفة.
من ميزات اللقاء أيضاً أنه لم يكن فرصة لأصحاب الحوار ليقولوا ما عندهم وما يريدونه فقط، بل إن الوفد استمع لتساؤلات ساخنة من الزملاء الصحافيين دونما أي قيود، وجهت تارة لمساعد الرئيس، وتارة أخرى لأعضاء الوفد الآخرين فخرجنا بمعلومات غزيرة عن كواليس الحوار.
أيضاً ما زاد هذا اللقاء حيوية هو الروح التي أبداها هذا الوفد في التعاطي مع ما طرح عليهم، وكانت هذه الفرصة أيضاً مساراً آخراً للحوار، وكيف تتهيأ الأمانة العامة لمرحلة ما بعد فراغ لجان الحوار من أعمالها.
مساعد الرئيس والسيد “أبو قردة” أعطيا اللقاء نكهة خاصة وهما يخرجان عن النص بقليل من التعليقات الجانبية والقفشات، وقد قصدا أن تتحلل الزيارة من القيود البروتوكولية، لذلك كان طابع النقاش خفيفاً.. استفدنا نحن مما طرح واستفاد الوفد بعكس تفاصيل ما دار من نقاش حر للقضايا كافة. 
الإعلام جزء أصيل من قوة الدفع التي يحتاجها الحوار، لذلك فالتحية للجنة الإعلامية التي بادرت بهذا البرنامج وعلى رأسها وزير الدولة بالإعلام الأستاذ “ياسر يوسف” الذي كان مخططاً أن يكون من عضوية الوفد، وكذلك السيد “عبد الإله أبو سن” والأستاذ “محجوب أبو القاسم” وآخرون على هذه اللفتة البارعة والمبادرة المتقدمة.
وكما أشار السيد “بشارة” في حديثه باللقاء فإن عملية الحوار لم تنته بعد وأن ما تم فقط هو فراغ اللجان الست من أعمالها، وهذا يعني أن هناك مراحل لاحقاً تحتاج إلى قدر من تسليط الأضواء والإسناد حتى تكتمل كل حلقات الحوار.. والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية