جنوب دارفور تتحسب لأية محاولات لعرقلة الاستفتاء
تقرير- عبد المنعم مادبو
الخروقات الأمنية المتفرقة التي شهدتها مدينة نيالا حاضرة جنوب دارفور في الأسبوع المنصرم، تنذر بعودة التفلتات الأمنية للمدينة مرة أخرى، بعد أن ارتفعت وتيرتها بصورة أزعجت سلطات الولاية، خاصة بعد دخول الاستفتاء الإداري لدارفور، مرحلة مهمة من مراحل تنفيذه ،وهي عملية التسجيل، وأرسل والي الولاية المهندس “آدم الفكي” رسالة للمتفلتين الذين، قال (إنهم بدأت تقوم لهم رؤوس مرة أخرى، بعد أن تم حسمهم في الفترة الماضية)، توعدهم فيها بالحسم. وذكر “الفكي” أن الذين يعتقدون أنه يمكنهم أن يخربوا الاستفتاء، نقول لهم إن قوات الشرطة مسؤوليتها حماية الاستفتاء ،وهي جاهزة لتأمينه حتى نهاياته، في المراكز والقرى والمدن والفرقان. وقال الوالي خلال مخاطبته قوات الشرطة ،التي رفعت التمام بجاهزيتها لحماية الاستفتاء (الخميس) الماضي، قال: (مهمتكم أنتم حماية الاستفتاء ، لأن الجماعة ديل- في إشارة لرافضي الاستفتاء- بعد شوية ح يعملوا لينا اختراقات، عشان يرسلوا رسائل بأن الأمن ما مستقر ، والاستفتاء ما ممكن يقوم)، وأضاف: (نحن نقول ليهم من داخل إدارة شرطة الولاية، إن الأمن مستتب والشرطة جاهزة لحماية الاستقرار الأمني، وإن المتفلتين الشوية ديل ما ح يعملوا لينا حاجة، وسننظفهم). وأوضح “الفكي” أنه تحدث مع وزير الداخلية الفريق أول ركن “عصمت عبد الرحمن”، واتفق معه على القبض على أي متفلت وإرساله إلى سجن بورتسودان، وتابع: (البلد دي نحن ما دايرين فيها أي متفلتين)، وأضاف: (الناس الدايرين يخلوا بالأمن ،سنعمل معاهم بشعار الاحتياطي المركزي “جيبو حي وأكلو ني”). وأعطى “الفكي” قوات الشرطة صلاحيات القبض على أي متفلت ،وقال: (من اليوم نحن ما دايرين زول متفلت، وما دايرين زول يسرق عربية أو موبايل أو يطلق أعيرة نارية ليلاً.. ومن هذا المكان مصرح ليكم أي زول يعمل أي خلل أمني، أقبضوه طوالي).
ويتخوف البعض من انتقال بعض عناصر الحركات المتمردة إلى داخل مدن دارفور ،والعمل على عرقلة الاستفتاء بعد المعارك التي دارت في جبل مرة ،في الأيام الماضية، التي منيت فيها الحركات بخسائر كبيرة، حيث رصدت حكومة ولاية وسط دارفور- حسب واليها “جعفر عبد الحكم”- تحركات لعناصر الحركات، بالتنسيق مع خلايا نائمة داخل مدينة زالنجي، بجانب عدد من الجرائم التي شهدتها مدينة نيالا، أبرزها سرقة سيارة مراسم الوالي، قبل يومين من انطلاقة عملية التسجيل للاستفتاء، بجانب الاعتداء على اثنين من المواطنين والسطو على منزلي مديرة مدرسة (عطاش) بحي الكنغو والمواطن “عادل المهندس” ، بحي الامتداد، فضلاً عن ضبط طوف ليلي ثلاثة مسلحين ،مشتبه فيهم في ساعات متأخرة من الليل، بأحد طرقات المدينة.
في الأثناء، أكدت قوات الشرطة جاهزيتها لحماية الاستفتاء، ونشرت (1200) من عناصرها بمراكز التسجيل البالغة (402) مركزاً، وقال مدير شرطة الولاية العميد “عبد الرءوف الضو”، إن قوات شرطة الولاية في أتم الاستعداد لتأمين الاستفتاء، وأشار إلى أن الهدف من جمع القوات ورفع التمام ، هو تأكيد أن قوات الشرطة لن تفرط في حماية حقوق ومكتسبات المواطنين، ولفت إلى أن أفراد الشرطة جميعهم سجلوا بالمراكز ، في انتظار التصويت في الاستفتاء. بينما أكد رئيس اللجنة العليا للاستفتاء بجنوب دارفور، “صديق الزين النور” ، لـ(المجهر) أن عملية التسجيل بجميع مراكز الولاية، تسير وفق ما خطط لها، مشيراً إلى أنه لم تسجل أية حالة خرق أمني بمراكز الولاية كافة.