مسألة مستعجلة
نجل الدين ادم
حرير قطاع النقل يبدأ من إلغاء نظام المداورة
وزارة النقل والطرق والجسور أعلنت خلال مؤتمر صحفي أمس الأول عن اتجاهها لتحرير قطاع النقل والخروج من سوقه، وهذا أمر جيد وشأنه أن يخلق حالة منافسة حرة يكون الكاسب الأول فيها هو المواطن، لكن على النقيض تماماً تشجع الحكومة نظام (المداورة) لعمل البصات السفرية والذي يتيح لكل البصات الحديثة منها والمتهالكة العمل بنظام الدور أو الصف من داخل الموانئ البرية، في محاولة لتحقيق عدالة يكون المتضرر منها المواطن، ذلك لأن النظام ربما يوقع المسافر في أحد البصات القديمة ذات الخدمة المتواضعة وبنفس تعرفة السفر، من هنا يتضح تناقض المقصد في سياسة التحرير حيث إنه ليس من المنطق أن تتحدث عن تحرير القطاع وترك المنافسة لعوامل الجودة والخدمة المميزة، وفي نفس الوقت تفرض أن تجد البصات القديمة وقد تكون غير مؤهلة بالقدر المطلوب، فرصة أن تدخل المنافسة تحت بند المداورة.
إذا أرادت الحكومة لسياسة التحرير التي تحدثت عنها وأعلنت نيتها تنفيذها فعلياً، أن تمضي إلى الأمام ينبغي لها أن تكون البداية بإلغاء نظام (المداورة) الذي تحاول به الغرفة القومية للبصات السفرية أن تخلق عدالة في توزيع الفرص على حساب الآخرين ولكنها عدالة مشروخة.
إلغاء هذا النظام حتمي دعوا البصات السفرية ذات الكفاءة الأقل أن تعمل داخلياً وعلى الأقل تساهم في حل مشكلة المواصلات الداخلية بدلاً من أن نفتح لها المجال لمنافسة البصات الحديثة دونما أي مقومات، وفي المقابل نفتح الباب للتنافس الحقيقي للبصات الحديثة وعندها يمكن أن تتوفر المأمونية العالية ويترك الخيار للمواطن في أن يختار ما يريده دونما تقييد أو حجر عليه.. والله المستعان.