عز الكلام
أم وضاح
البلدوزر
ما كسبت وزارة الصحة الولائية خيراً منذ أن غادرها البروف “صلاح عبد الرازق” مديرها العام، الرجل الديناميكي المشهود له بالفعالية والحراك، ورحيل “صلاح” يومها فسر أنه نتاج صراعات وخلافات مع الوزير هي التي عجلت برحيله، وبعدها بدأ نزيف الكفاءات يتواصل. ودكتور “عمر الجيلي” مدير عام مستشفى الشعب الرجل المجتهد أيضاً يترك مقعده لتفضى الساحة لأصحاب المصالح الحالمين بالمناصب، أو أصحاب النظريات كما وصفهم لي أحد الأطباء العالمين ببواطن ما يدور في وزارة الصحة. وأمثال هؤلاء المنظراتية هم الجايبين البلد لوراء لأنهم لا بشتغلوا لا بخلو غيرهم يشتغل، وبالتالي لن نستطيع أن نفصل ما يحدث داخل وزارة من خلافات واختلافات على واقع الصحة نفسه، والذي يعيشه المواطن للأسف (مكره أخاك لا بطر). بالمناسبة خلوني أقول إنني قد رصدت هذا التدهور الذي يحدث في المستشفيات بصورة لافتة بعد تجديد الثقة في الوزير “مأمون حميدة” وتكليفه لدورة جديدة، ولكأن إعادة التكليف هذه (تتخن) جلد المسؤول بدلاً من أن يحدث العكس ويصبح أكثر حساسية واهتماماً وحرصاً على تحقيق مزيد من العطاء ومزيد من الإنتاج. خلوني أكون أكثر دقة وأقول إنه وبعد الإشادة الرئاسية التي وجدها “حميدة” وهي قد تكون منتهى أمنيات المسؤول، حيث وصفه السيد الرئيس بأنه (بلدوزر) ومن يومها (تبلدز) السيد البروف وأصبح بلدوزراً مصفحاً لا يستمع إلا لصوته فقط، وأحد الأطباء المعروفين قال لي إن “حميدة” في بداية عهده كان يستمع للنصح ويعمل بالمشورة، لكنه في الآونة الأخيرة ما عاد يسمع إلا لصوت “مأمون حميدة” فقط والنتيجة هي واقع هذه الاستقالات المتتالية، والتي كان آخرها استقالة دكتور “خالد” المدير العام لمستشفى “إبراهيم مالك”. ولو أن جسور التواصل ممتدة بين إدارات المستشفيات والوزير المسؤول لما وصل حالها إلى هذا الحال، ولو أن لغة الحوار مفتوحة بين هؤلاء التنفيذيين مع بروف “مأمون” لما كانت الاستقالات ونفض اليد عن الأمر برمته هو المخرج والحل.
الدايرة أقوله إن الإشادة في بلدنا دي يفهمها الوزراء خطأ على عكس ما ينبغي أن يفهموا أنها مزيد من المسؤولية ومزيد من الاجتهاد ومزيد من تحقيق الأفضل، بعضهم تزيده غطرسة وانغلاقاً على نفسه للحد الذي يجعله كفرعون لا يظن نفسه عارياً حتى لو كان كذلك!! فيا سادة خلافات وزارة الصحة لم تكن شأناً داخلياً أو إدارياً، بل هي زلزال لم يقدر أحد وقتها مقياسه وها هي توابعه تعصف بالأداء الصحي في كل المستشفيات، والبلدوزر مصر أن يهدم ثوابت السياسات الصحية والخدمية السابقة حتى لو صرخ الجميع في أذنه أنها خطأ!!
{ كلمة عزيزة
هذه الأيام لا حديث للموتسبين والمفسبكين إلا عن الوزارة التي استحدثتها الحكومة الإماراتية بتعيين (وزير للسعادة) وبصراحة ما عارفة السبق شنو في هذا الأمر، وحكومتنا المتعاقبة كان بها أكثر من (وزير للتعاسة) وبالتالي نكون قد سبقنا الإمارات في إنشاء وزارة لها علاقة بأحاسيس المواطنين ودواخلهم حتى لو كانت على الضد تماماً منها.
ودعونا ننظر لهذا القدر الهائل من الحزن والتعاسة وخيبة الأمل التي تظلل وجوه السودانيين الذين حطمت لقمة العيش أجنحة آمالهم وأحلامهم، وأصبحوا يدورون في فلك أن يوفروا الحد الأدنى من الحياة المستورة، وما عدا ذلك فكله مؤجل وليس ذا أهمية!!
في كل الأحوال ما راحت حاجة وعلى حكومتنا أن تحذو حذو الأشقاء الإماراتيين وتعين وزيراً للسعادة ولحظة تعيينه سيكون أول ضحاياها هذه الزاوية التي لا أكتب فيها إلا الهم والنكد اليوماتي، ولك الله يا بلد.
{ كلمة أعز
بصراحة شبكات الاتصال هذه الأيام لاعبة (معانا ضاغط) والاتصال أصبح سيئاً من مدينة لمدينة، وداخل المدينة من حي لحي، وجوة الحي من بيت لبيت، وجوة البيت من أوضة لي أوضة، وجوة الأوضة من سرير لسرير، وحتى السرير الشبكة ممكن تجي على حسب رقدتك! وكملنا الصبر كله!!