عز الكلام
من يمنع من؟؟
أم وضاح
“منتصر” ابن الفنان “سيد خليفة” عمم ما يشبه البيان على معظم صحف الخرطوم مهدداً ومتوعداً عدداً من الفنانين , ومحذرا ً إياهم من أن يؤدوا أغاني والده الراحل العظيم “سيد خليفة” دون الرجوع إليه وأخذ الأذن منه.. ولو أن “منتصر” وجه هذا الإنذار لفنانين أدوا هذه الأغاني بشكل مشوه أو نشاز فلربما وجدت للرجل العذر في ذلك وقلت إن الغيرة هي التي تدفعه دفعاً للحفاظ على موروث عظيم من أن يصيبه تلوث سمعي أو إعدام لروح الإبداع والجمال فيه، لكن تعالوا لنرى من أنذر “منتصر” الذي بدأ بـ”نانسي عجاج” و”طه سليمان” وانتهى بـ”حسين الصادق”، وهذا الثلاثي أعدّهم من أجمل وأكثر الأصوات عذوبة ونقاوة وحلاوة وشجناً يصل الدواخل، وثلاثتهم مثقفون موسيقياً للحد الذي يجعلهم حريصين على ألا يشذوا أو ينشزوا في (أصلية) اللحن (ونسب) الكلمة، لذلك جاء أداؤهم لأغاني الراحل الكبير غاية في الجمال والروعة!! لكن دعوني أتوقف عند حديث “منتصر” الذي يفتح الباب من جديد لجدلية هل من حق ابن الفنان أن (يحجر) على أغاني والده ويجعل نفسه وصياً عليها رغم أنف معجبيها وعشاقها الذين هم وحدهم من يكتب لها الخلود والاستمرار.
أنا شخصياً أعتقد أن ابن الفنان الذي يسلك هذا المسلك يتسبب من حيث يدري أو لا يدري في فناء إرث والده وجعله نسياً منسياً مع سبق الإصرار والترصد، خاصة وأن الأجيال الحالية وبحكم أنها لم تكن محظوظة بحضور ومعاصرة تجارب عمالقة الغناء الذين رحلوا قيض الله لها هذه الأصوات الشابة أن تلقي على أسماعها طرباً حقيقياً يهذب المشاعر ويجمل الدواخل فيجيء واحد (طائر) ، ويمارس أنانية مطلقة ويقول ده يغني وده ما يغني، وكل دفوعاته ومبرراته انهم ما أخدوا الإذن منه، وكأن هذه الأغاني “عجلة” تؤجر من صاحبها بالدقيقة والثانية.. لا يا “منتصر” يفترض أن يكون تقييمك لمن يغني أغاني الراحل الكبير بمقياس هل أداها بصورة جيدة أولاً؟؟ هل حوّر وعدّل وتدخل في اللحن الأصلي أم لا؟؟ ما عدا ذلك أنت تمارس أسلوباً تعسفياً لو أن الراحل العظيم كان على قيد الحياة لا أظنه يوافق عليه.. بالمناسبة خلونا نسأل سؤال للمهتمين بالشأن الفني بحثاً عن إجابة ربما تزيل هذه الضبابية ومبررات الوصاية والوراثة، فإذا كان من حق ابن الفنان أو أي من ورثته أن يمنع فناناً آخر من أداء أغاني والده كده ساي مزاج! فهل من حق المستمع أن يمنع ابن الفنان نفسه أن يغني أو يردد أغاني والده إن رأى أو شعر أنه قد خصم منها وقلل من قيمتها بأدائه لها؟ وفي ذلك أمثلة لأبناء فنانين أصابوا أغاني آبائهم بالذبحة الصدرية، و”عبد الوهاب محمد وردي” يفترض أن يكون آخر من يردد أغاني فنان أفريقيا الأول، و”منتصر سيد خليفة” نفسه ارتكب جريمة كبرى في حق أغاني والده عندما شارك في برنامج (أغاني وأغاني) واجتهد في أن يتقمص شخصية الراحل الكبير (تمثيلاً) وفشل في امتحان الصوت والأداء والإحساس، وسكت بعدها طويلاً.. وأرجو أن يكون ذلك كفارة لما قدمه في رمضان.
في كل الأحوال “منتصر سيد خليفة” يبدو أنه يريد أن يكرر تجربة “عز الدين أحمد المصطفى” الذي كمم الأصوات الجميلة من أن تردد أغاني العميد “أحمد المصطفى” ومارس عليها حصاراً كالذي تمارسه أمريكا علينا وهو خطأ كبير لا يدرك أن التاريخ سيحاسبه عليه.. فيا ابن “سيد خليفة” دع أغاني الراحل الكبير تجري على ألسنة هؤلاء الشباب طرباً عفيفاً وغناءً رصيناً ينظف دواخلهم ويطهرها من غث الكلمات وهش الألحان.
{ كلمة عزيزة
في تاريخنا الغنائي الطويل برزت أسماء لشعراء عظام قدموا درر من الكلمات الغوالي صعب أن تتكرر أو تستنسخ بأي شكل من الأشكال، وهذا السمو وهذه المكانة احتلتها لأنها استطاعت أن تلامس وجدان الناس ومشاعرهم، وبالتالي يصبح المقياس والترمومتر لنجاح الشاعر هو كم وكيف استطاع أن يهبش الحتة الحساسة في دواخلنا.. أردت من خلال هذه المقدمة أن أقول إن “أمجد حمزة” يستحق لقب شاعر وبجدارة لأنه في أكثر من مرة (هبش) الحتة الإنسانية دي في دواخل أي منا.. رجاء استمعوا لأغنيته الجديدة بصوت “حرم النور” واسمها (حبيب أمو) التي قدمتها “حرم” بإحساس رائع!! هذه الأغنية ستعيد “حرم” للأضواء وبقوة.
{ كلمة أعز
غداً أحدثكم من مأساة الشاب “فتحي محمد زين” الطالب بجامعة السودان كلية الهندسة ميكانيكا الذي بترت أصابعه وهو (يعافر) بحثاً عن لقمة العيش الشريف، وأصحاب القلوب (الرهيفة) يمتنعون.