برامج ميتة ومذيعات مغنطيس!!
ام وضاح
برامج ميتة ومذيعات مغنطيس!!
رغم بثه مساءً متأخراً ونثر النهاية يلامس خيوط الفجر الأولى إلا أنني أكاد لا أفوت حلقة من برنامج العاشرة مساءً على قناة دريم الذي يقدمه الصحفي والإعلامي “وائل الابراش”، وحرصي على المتابعة وشقفي ترتفع معدلاته ما بين كل فقرة وأخرى وموضوع وآخر و”وائل الابراش” وفريق إعداده يلامس كل القضايا الساخنة بكثير من المهنية والاحترافية، وأكثر منها جرأة وقدرة على اقتحام أسوار الممنوع والمسكوت عنه، في إطار البحث عن حل للقضايا والمشاكل التي يستعرضها البرنامج. وكلما شاهدت حلقة منه أو من برنامج (90 دقيقة) في فضائية المحور، تزداد حسرتي وحزني على فضائياتنا التي للأسف أدمنت برامج اللا موضوع واللا قضية (إلا من رحم ربي)، حيث أن غالبية البرامج تميل لجانب المنوعات وكأن المشاهد لا يشاهد ولا يتابع إلا برامج الغناء والصفقة والرقيص. وأنا بالتأكيد لست ضد هذه البرامج لكن ضد أن تكون هي الثوابت وغيرها متغيرات طفيفة لا تكاد ترى بالعين المجردة. ولعل المجتمع السوداني والمشاهد السوداني محتاج لشاكلة البرامج التي تعكس ما يعانيه في إطار المعالجات والبحث عن الحلول ومحاصرة المسؤولين بالحقائق، وانتزاع الوعود منهم بالحل الناجع والسريع. ودعوني أقول إن تكلفة إنتاج برنامج مثل العاشرة مساءً هي بالتأكيد تكلفة كبيرة وضخمة وربما تخرج عن استطاعة ميزانيات هذه الإدارات المثقلة بتكلفة إنتاج ضخمة، طيب أين دور المؤسسات الكبيرة والبنوك التي ترعى بالملايين برامج (تافهة) وليست ذات قيمة، وبإمكانها أن تدق صدرها وترعى واحداً من برامج (التوك شو) في إطار مسؤولية مجتمعية يتشارك فيها الإعلام مع هذه المؤسسات الضخمة، لكنني بصراحة أتفاجأ لازدواجية المعايير والفهم لهذه المؤسسات. وقبل أيام شاهدت برنامجاً على اليوتيوب يبدو أنه قدم في فضائية (لا تغيب عنها الشمس) في أحد الأعياد، وكان ضيفها فناناً شعبياً قدم ما يكفي من وصلات (الغناء والترترة) على الهواء مباشرة، وعندما تطلعت إلى أسفل الشاشة وجدت الراعي أحد البنوك الإسلامية الكبيرة في مفارقة لم يستطع عقلي أن يستوعبها أو يفهمها، وهذه البنوك ترفع شعارات تتنافى مع شاكلة هذه البرامج.
الدائرة أقوله إننا لا نملك من الإعلاميين من هم أكثر جراءة وقدرة وإيماناً بالجهاد والجهد الإعلامي أكثر من “وائل الابراش”، ليقدموا برنامجاً يصبح ملء السمع والبصر يطرح قضايا المواطن السوداني بكامل الشفافية، ويفتح الخطوط المباشرة بين القيادة والقاعدة لأن مثل هذه البرامج جزء من حراك الحوار المجتمعي وليس كما يصورها (الرجافة والخوافين)، بأنها تقوض الحكومة أو تدعو للانفلات، لذلك يعاملونها بطريقة (أبعد من الشر وغنيله)، وبالتالي من حق المشاهد السوداني أن يتابع برامج تحترم فكره وترتفع لمستوى همومه ولمستوى المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد. وللإخوة في البنوك والمؤسسات العملاقة رجاءً ثم رجاءً قوموا بدوركم الصاح في رعاية برامج قادرة على خلق الدهشة وصناعة مناخ إعلامي محترم، وخلونا من برامج (عرسوا وطلقوا) التي أصبحت (لبانة) لدى المعدين ومداراً لفلك يدورون حوله دون أن يصيبهم الملل، أو الشبع والكفاية من اللت والعجن فيه!! نعم غصباً عننا نتابع قضايا ومشاكل المجتمع المصري يجذبنا في ذلك الإعداد المهول والتقديم الشجاع والإخراج اللماح، ومشاكلنا وقضايانا تنوم نوم العوافي ولك الله يا بلد.
{ كلمة عزيزة
رغماً عن الغياب الواضح لشاكلة برامج (التوك شو) إلا أنني أعتبر أن هناك بعض المحاولات الجريئة في اقتحام القضايا التي تهم المواطن، كما يفعل الأستاذ “أحمد البلال الطيب” في برنامج الواجهة، وكما يفعل الأستاذ “حسين خوجلي” في برنامج مع حسين” والأخ “الطاهر حسن التوم” في برنامجه حتى تكتمل الصورة. لكنها تظل محاولات ينقصها التنوع في تناول القضايا والبرامج دون منحها الوقت الذي يسعها لتناول أكثر من موضوع، هذه البرامج تعتمد فقط على الحقيقة الصحفية لمقدميها، لكنها تحتاج لإعداد تلفزيوني محترف بالصوت والصورة ملاحقة للأحداث أينما كانت.
{ كلمة أعز
نعم تبليغ رئيس البرلمان بقرار زيادة أسعار الغاز عبر الهاتف يمثل قمة عدم الاحترام للهيئة البرلمانية التي تمثل من انتخبوها للجلوس تحت قبة البرلمان، لكن لن استغرب ذلك ووزير المالية يستهين بالمواطن ويتراجع عن وعده بعدم أية زيادة للسلع في ميزانية 2016م. بالمناسبة ماذا حدث في تعدين الذهب مع الشركة الروسية والتي وعدنا وزير المعادن بأنها ستكون فاتحة خير على الشعب السوداني، وواضح جداً يا سيادة الوزير أنَّ البشائر هلت.