بكل الوضوح
من للدراما السودانية في محنتها!!
عامر باشاب
{ “عثمان حميدة” تور الجر، خالد أبو الروس، الفاضل سعيد، محمود سراج أبو قبورة، عوض صديق، محمد خيري” وغيرهم من رواد الدراما وقادة المسرح، في أيامهم كانت الدراما في عز نشاطها وحيويتها وانتعاشها لأنهم أضافوا لها جزءاً كبيراً من شخصياتهم وأعطوها من ثقلهم الثقافي والإبداعي، وظلت المنافسة بينهم شرسة جداً وهم يحاولون بذل أقصى ما في وسعهم لتقديم ما عندهم من إبداع لإسعاد وإمتاع الناس.
{ قدموا كل أنواع وأصناف الدراما اجتماعية وتاريخية وكوميديا، مسرح وإذاعة وتلفزيون وحتى السينما.
{ بغيابهم غابت الدراما، وحتى الدراما السودانية التي كانت تميز شهر رمضان المعظم في السبعينات والثمانينات وحتى بداية التسعينات. لا ندري لماذا اختفت إلى غير رجعة.. والعجيب في الأمر أنه لا يوجد دافع لدى دراميي اليوم يؤكد بأن هناك أملاً في عودة الدراما السودانية من جديد.
{ نعلم تماماً أن قطاع الإنتاج تعطل في الإذاعة والتلفزيون بسبب الأزمات الاقتصادية والسياسية وأزمات الهيكلة والإحلال والإبدال.
{ أخيراً ندعو كل من لديهم غيرة من دراميين أن يعملوا على استكمال الصورة الجميلة للدراما السودانية التي بدأ في رسم ملامحها العمالقة السابقين، بتقديمهم أعمال ذات قيمة تصلح للمشاهدة أكثر من مرة لما فيها من رسائل ومضمون جيد وطرح لقضايا ومعالجة مشكلات، وليس كما يقدم الآن من دراما فطيرة لا طعم لها ولا لون وبدون نكهة دراما تشبه (حلاوة قطن) هشة وسريعة الذوبان.
{ وضوح أخير
{ نرجو من الأجيال الجديدة من الدراميين خاصة المخرجين أن يستعينوا بنجوم الدراما القدامى أمثال “أبو دليبة”، “منير عبد الوهاب”، “محمد شريف علي”، “الهادي صديق”، “بلقيس عوض” و”سمية عبد اللطيف”، لكي يدعموا جيل الشباب بخبراتهم ولنرى أعمال مثل “بامسيكا”، “النصف الحلو”، “أكل عيش” و”بائع السموم” وغيرها من الأعمال المتقنة بالجودة والتميز في الأداء والمضمون.
{ لابد للدولة متمثلة في وزارة الثقافة والجهات الأخرى المعنية أن تهتم بالدراما وتعمل بكل جدية إلى إعادتها إلى المشهد، كما كانت وأكثر تشويقاً حتى تعيد الجمهور إلى المسارح وإلى التلفزيون والإذاعة.
لابد أن نعطي الدراما ثقلها وندعمها حتى نلحق بقطار المنافسة الحامية.
والحقيقة أن الدراما السودانية بدأت متطورة ومتقدمة، وسبقنا العديد من الدول التي هي الآن تتسيد المشهد وتجذب الجمهور مثل “سوريا” و”تركيا” وغيرهما من الدول التي بدأت تسحب البساط حتى من تحت أقدام الدراما المصرية.