رأي

مسألة مستعجلة

توقيعات رفع العقوبات
نجل الدين ادم
منذ أكثر من أسبوعين أوردت عدد من الوسائط ما مفاده بأن ناشطين سودانيين بالداخل والخارج يتبنون حملة لجمع (100) ألف توقيع، يصوت السودانيون فيه عبر الموقع الالكتروني للبيت الأبيض، على رفض العقوبات الأحادية الجائرة المفروضة علينا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لتكون بمثابة (عريضة) قانونية ملزمة للنظر فيها. والقصد منها هو لفت نظر الأمريكان إلى أن هناك مطالبات سودانية واسعة برفع هذه العقوبات المفروضة منذ العام 1997م.
 الكثيرون لم يلتفتوا إلى ما نشر بهذا الخصوص أو قل لم يتفهموا المغزى ولم يعيروا الأمر الاهتمام المطلوب.
فحسب القواعد المتبعة فإن التوقيع على العريضة سوف يستمر حتى (15) فبراير 2016م، حيث أن البيت الأبيض يكون عندها ملزماً بالرد على أية عريضة إذا أكملت النصاب المحدد خلال فترة الشهر المحددة.
المبادرة جيدة وتستحق أن نقف عندها ذلك لأنها نابعة من قبل منظمات مجتمع مدني يمثل فيها أي مواطن، صوتاً وضميراً حياً بان كفوا الأذى عنا. قيمة هذه الأصوات أيضاً أنها تعكس إرادة الشعب والمواطن العادي وليس الحكومة، بأنهم من تضرر وليس النظام القائم كما يعتقد السادة الأمريكان.
قد يقلل البعض من هذا الإجراء وهذه المبادرة وهم يقولون إن كل هذه الخطوات ستكون هباءً منثوراً وأن الجهود ستكون نهايتها الخسران، وهنا أقول ماذا سنخسر أكثر مما خسرانه خلال (19) عاماً هي عمر العقوبات التي أوقفت حال البلد والجنيه يقفز كل يوم مقابل العملة الأجنبية؟.
لابد من قرع كل الأبواب التي يمكن أن تفتح لنا لرفع هذا الحصار، وكما يقول المثل في (كل حركة بركة) وما سنقوم به هو حركة بسيطة، نسأل الله أن يكلل بالتوفيق ولكل مجتهد نصيب.
المطلوب من كل مواطن غيور فقط أن يصوت عبر الموقع الالكتروني للبيت الأبيض، على رفض العقوبات الأمريكية.
 حتى الآن وربما لضغف الإعلام صوت (20) ألف شخص ونيف وهو رقم بسيط، مقارنة مع ما نحتاجه لإكمال العدد المطلوب للعريضة.
الحملة وحتى يكتب لها النجاح تحتاج لانفتاح أوسع وترويج أكبر يخرج من دائرة الوسائط الالكترونية على صفحات الصحف مثلاً، وتتبنى الأحزاب أيضاً دوراً في حس عضويتها على المساهمة في هذه الحملة بالتصويت على الموقع، أو استحداث أية وسيلة أخرى، من  شأنها أن تلفت نظر من لم يسمعوا بهذه المبادرة.
الشباب بالتأكيد هم الفئة الأكبر بين مكونات الشعب وفي ذات الوقت هم الأكثر تضرراً، ذلك لأن مستقبلهم بات تتهدده هذه العقوبات التي تضعها “واشنطن” سيفاً مسلطاً على البلاد، لذلك ينبغي أن يكونوا رأس الرمح في هذه المبادرة، حتى يكتب لها النجاح والله المستعان على ذلك.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية