بكل الوضوح
مصطــــــــــفى حي بي قضيتو وبس كفى
عامر باشاب
{ يوم (الأحد) الماضي عبر تقرير صحفي نشر على صدر هذه الصفحة (المنوعات)، طرحت الزميلة “سعدية إلياس” علامة استفهام عن تجاهل إحياء ذكرى الفنان الراحل “مصطفى سيد أحمد” في الوقت الذي يواصل فيه (الحواتة) الاحتفاء بذكرى رحيل الفنان “محمود عبد العزيز”.
{ وذهب عدد من الذين تم استطلاعهم عبر هذا التقرير إلى أن السبب الرئيس في تجاهل ذكرى مصطفى سيد أحمد وعدم الاحتفاء بها، هو انشغال معجبيه ورفاق الدرب الإبداعي بهموم الحياة وظروفها الضاغطة، وبالتأكيد هذا تبرير غير مقبول، لأن ظروف الحياة وضغوطها الاقتصادية دوامة قديمة يدور في فلكها السواد الأعظم من الشعب السوداني.
{ وهذه الدوامة صورها بصدقية شاعر الكادحين الراحل “حميد” عبر عدسة الشعر قبل عشرات السنين وعكسها بإحساس صادق عبر شاشة صوت عالي النقاء الراحل المطرب العملاق مصطفى سيد أحمد في الملحمة الغنائية (عم عبد الرحيم) التي عكست (قسوة الظروف والحال الحرن)، وهي ظروف ظل يعانيها معظم الشعب السوداني منذ زمن بعيد وليست بالشيء الجديد.
{ (نلوم ظروفنا واللوم فينا) فالظروف المعيشية مهما قست لا ينبغي أن تنسينا ذكرى من أحببنا ومن قدموا لنا كل ما عندهم من إبداع راقٍ وأحاسيس مرهفة شكلوا بها وجداننا.
{ والحقيقة (المرة) أن خبز الفنادق وعيشة الترف هي التي شغلت المقربين إبداعياً من المبدع الراحل (مصطفى سيد أحمد) وغيرهم ممن كانوا يمسكون بزمام المبادرة لإحياء ذكراه في سنوات رحيله الأولى ولم يعودوا الآن ينتبهوا لما يحدث حولهم بعد أن صاروا من (الناس الحالها زين).
{ وضوح أخير
في وقت توارى فيه الجميع خجلاً عن الإجابة على استفهامات التجاهل والتراخي، بهرتني شجاعة الزميل “الزبير سعيد” مدير تحرير صحيفة الخرطوم وعضو رابطة معجبي (مصطفى سيد أحمد) وهو يعترف بالتقصير ويرمي باللائمة على نفسه لعدم الانتباه إلى الذكرى العشرين لرحيل ذلك العملاق الذي يستحق الاحتفاء كل لحظة.
{ ختاماً أقول ما زال الوقت أمامنا للاحتفاء بذكرى (مصطفى سيد أحمد) وإعطائها من الاهتمام ما يتناسب مع قامته وهامته.
{ومن هنا أطلب من صاحب أروقة ( السموأل خلف الله) الذي عودنا على الوفاء لأهل العطاء عبر ليالي كاملة الدسامة والوسامة، أن يعز صاحب الذكرى المنسية (مصطفى سيد أحمد) باحتفائية تليق بمكانته وعظمته.
{ أخيراً نردد مع الراحل “حميد” وهو يرثي رفيق الفن والإبداع:
)من كان بيسمع مصطفى صن وهج
نورو انطفى
ومن كان بيسمع ما اصطفى حي بي
قضيتوا وبس كفى )
وقضية مصطفى بالتأكيد هي التخفيف عن معاناة الناس وقسوة ظروفهم عبر ما اصطفى من إبداع صادق وفن أصيل ونغم جميل.. فكيف نتجاهل ذكراه بحجة الانشغال بالمعايش وظروف الحياة
{ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺗــــــــــﻒ ﻳﺎ ﺩﻧﻴﺎ ﺗﻒ!!