رأي

مسألة مستعجلة

استفتاء دارفور.. الخوف من المعلوم!!
نجل الدين ادم
وأنت تهم بأي عمل غير محدد أو مرتب له، دائماً ما يكون الخوف من المجهول هو الشعور المسيطر عليك سيما وأنك لا تستطع إدراك كنه ما ستصل إليه من نتائج، فتخشى تارة من أن تفشل وأخرى من أن لا تحقق النجاح المطلوب، وثالثة أن تنجح، وهذه سمة أساسية تلازمنا رضينا أم أبينا، لكن ما بالكم إذا كان الشيء معلوماً.. هل سيكون الخوف حليفنا؟
تعجبت من حالة الخوف الشديد من قبل البعض من إجراء استفتاء دارفور والذي حدد له الثامن عشر من الشهر المقبل، وهو أمر معلوم وليس مجهولاً، من منا لا يعرف أن اتفاقية الدوحة أقرت استفتاء لأهل الإقليم ليختاروا المضي في نظام الخمس ولايات الحالي أو الإقليم الواحد كما كان في الماضي.
والاستفتاء هنا سادتي ليس استفتاءً على تقرير المصير كما ذلك الذي تم لشعب جنوب السودان واختاروا على إثره الانفصال وتكوين دولة مستقلة بنفسها، لاحظت أنه كلما  تعلن مفوضية استفتاء دارفور عن قرب العملية واكتمال الترتيبات، تزيد الوتيرة التحريضية والتخويفية من الحركات المسلحة، وتارة من بعض أبناء الإقليم الموجودين في المعسكرات والولايات الأخرى بأن لا تقدموا على هذا الاستفتاء، ألم يكن هو مطلباً لضمان حق أصيل وهو اختيار نظام الحكم لأهل دارفور؟
إنه لأمر يدعو للحيرة ومجموعة حركات كانت قد تمسكت خلال مفاوضات الدوحة بهذا الأمر وشددت على أن ينال أبناء الإقليم هذا الخيار وقد كان، وقد فرح الكثيرون وقتها لهذا الأمر باعتباره مكسباً ونجاحاً حقيقياً، ولكن البعض يأتي اليوم ليقول بعكس ذلك ويدعو الأهالي لأن يرفضوا الاستفتاء القادم.
يمكن أن يطالب البعض بالتأجيل وهذا أمر مشروع ولكنه ليس منطقياً وغير مشروع أن نقرر رفض هذا الاستفتاء من أجل الرفض دونما أي مبررات، هذا الإجراء الاستفتائي إذا جاز التعبير، ليس لعباً وإنما هو اتفاق وميثاق وعهد ينبغي احترامه من قبل الجميع في كل الأحوال، لذلك فإن نجاح عملية الاستفتاء المقبل تحتاج لأرضية جيدة وصلبة حتى ينجح ويُقبل الناس إلى صناديق الاقتراع ليقولوا كلمتهم، وحتى لا تهدر الأموال في تدابير لم نؤسس لها الأرضية الصلبة، فإنني أقول إن الأمر يحتاج لوقفة وإعادة ترتيب، فهذه المهمة بجانب أنها مسؤولية الحكومة إلا أن الدور الأكبر هنا يكون لأبناء إقليم دارفور من المثقفين والمتعلمين وإلا فإن حقاً دستورياً كفلته اتفاقية عملت على تهدئة الأوضاع سيسقط بسبب هذه المغالطات التي لا تقدم، بل تأخر.. والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية