رأي

مسألة مستعجلة

حج (البيزنس)!!
نجل الدين ادم
توقفت كثيراً عند كلمة حج (البيزنس) وكنت دائماً ما أحسبها عبارة تطلق والسلام، لسبب واحد أن (بيزنس) تعني أعمالاً أو تجارة، وبالتأكيد إطلاق العبارة على الحج تعني (حج التجارة) رغم أن المقصد هو أداء شعيرة وليس شيئاً آخر.
(أمس) بدد نائب الرئيس الأستاذ “حسبو محمد عبد الرحمن” شكوكي عن صحة ما كان يساورني وهو يتحدث في الورشة التقييمية لأعمال حج 1436هـ،  عن هذا الحج ويشدد على ضرورة وقفه، لأن الذين يحجون بما يسمى (البيزنس) يدفعون (500) ألف جنيه عبر الوكالات!، وأن ذلك يدخل في دائرة التباهي والتفاخر، نائب الرئيس مضى إلى أكثر من ذلك، ووجه بمراجعة الوكالات التي تعمل في هذا المجال وأنه ينبغي لهؤلاء ان يحجوا كما الآخرين)، لأنه يريد تمكين الدين بالحق وليس بالمباهاة.
حسناً فعل السيد النائب وهو يطلق هذا الحديث المنتقد لحج (البيزنس)، لأنه ليس من رابط بين الحج والتجارة البتة، والمقصد في الحج هو الشعيرة وليس ما بعد الشعيرة، ففي واقع الحال يبدو أن من يدفعون الأموال الطائلة لحج البيزنس هذا مقصدهم مصالح ما بعد الشعيرة، وهذا أمر يتنافى معها.
وفي الغالب تجد أيضاً أن من يطلبون هذا النوع من الحج لا يريدون أية مشقة، آخر طيارة تحط بهم في السعودية وسكن مطل على الحرم وخدمات فندقية عالية وترحيل سياحي ونوعي إلى آخر القائمة، لكن سادتي العبرة في الحج هي المشقة والتعب والتي دائماً ما تعطي حلاوة للشعيرة.
رغم أن نائب الرئيس قال إنه سيقف متابعاً لتنفيذ توجيهاته بوقف هذا النوع من الحج، إلا أنه من الضرورة بمكان أن تتبنى وزارة الإرشاد زمام المبادرة لوقف حج البيزنس الذي يكون القصد منه المفخرة وأن تعمل على إنهاء كافة مظاهره.
أيضاً ما عجبني في حديث النائب النبرة الحاسمة في مسألة خلافات الحج الدائرة بين البرلمان وإدارة الحج والعمرة وهو يقول (نحذر من إطلاق الادعاءات الجزافية بشأن الحج في الهواء الطلق دون أن تكون هناك بينات)، وقال: (إذا وجدنا بينات سنحاسب وإلا فإنها ادعاءات)، وهذه رسالة موجهه لأطراف الصراع الذي اضطر رئيس البرلمان لتشكيل لجنة تحقيق بشأنه، ومن واقع الحديث يبدو أنه حمل انتصاراً لإدارة الحج والعمرة لكونها هي من وجدت سهام الاتهامات والنقد الموجهة، الأمر الأخير الذي كان بمثابة مكسب هو ما أعلنه السفير السعودي بـ”الخرطوم” من نتيجة بشأن أداء بعثات الدول المختلفة وإشارته إلى تفوق السودان بالمرتبة الأولى على مستوى الدول الإسلامية، ولعمري إن هذا النجاح الحقيقي لعمل البعثة رغم الهنات التى صاحبت الأداء في بعض الجوانب، وهذا شيء طبيعي لأن الكمال لله وحده، الآن لنا جميعاً أن نفخر بهذا النجاح وآمل أن يكون نقطة تحول لإنهاء الخلافات التي وقعت بين البرلمان ومدير هيئة الحج والعمرة طالما أن الأخير أكد على احترامه للبرلمان كجهة سيادية، وطالما أن عضو المجلس الوطني “عبد الله بابكر” طلب من الطرفين العفو والصفح، وأتمنى أن تجد نصيحة العضو حظها من الاستجابة والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية