حوارات

نائب رئيس حركة (العدل والمساواة) السودانية ، الفريق "أحمد آدم بخيت" ، في حوار صريح

(1) هناك مسعى لترتيب لقاء غير رسمى بين النظام وحركتي العدل والتحرير
(2) قادة قطاع الشمال قالوا لا يريدون تسوية مع النظام والأيام ستجيب (والله يكضب الشينة)
(3) نحن على استعداد للمشاركة في حوار حقيقي متكافئ ذي مصداقية
 (4)، قطاع الشمال أدار ظهره للمواثيق والعهود في الموقف من  انتقال رئاسة (الجبهة الثورية) لرئيس آخر
منذ انطلاقة الحوار في شهر يناير 2014 بخطاب الوثبة الشهير، كان هناك إصرار شديد من جانب الحكومة والأحزاب والحركات المشاركة فيه على إقناع الحركات المسلحة بالانضمام لطاولة الحوار والوصول معها إلى تسوية تنهي حروب الهامش التي أنهكت الدولة، وكان هناك تعويل شديد على حزب (المؤتمر الشعبي) على خلفية العلاقة المميزة التي تربطه ببعض الحركات المسلحة خاصة حركة (العدل والمساواة) برئاسة دكتور “جبريل إبراهيم”، وبالفعل تبنى الشعبي هذا المقترح وشرع في لقاءات معلنة وغير معلنة مع قادة بعض هذه الحركات خاصة حركة (العدل والمساواة) وحركة (تحرير السودان) بقيادة “أركو مناوي”، ورغم قناعة هذه الحركات بالحوار كوسيلة لحل مشاكل السودان، إلا أن هذه اللقاءات حتى الآن لم تقنع حركتي (مناوي) و(جبريل)، وفي نفس الوقت لم تتوقف هذه الاتصالات، وهناك إرهاصات كبيرة بأن هاتين الحركتين ستشاركان في الحوار، ولقاء تم يوم (الاثنين) الماضي بـ”باريس” بين الوساطة القطرية ممثلة في “أحمد بن عبد الله آل محمود” وحركتي (العدل والمساواة وحركة تحرير السودان جناح مناوي)، أوصى بأعداد  ورقة تفصيلية تتضمن رؤية الحركتين لإمكانية إيجاد قواسم مشتركة لعملية السلام في دارفور، في أقرب وقت ممكن، كما أن هناك حديثاً حول لقاء غير رسمي سيجمع الحكومة بالحركتين ،يعقد في “أديس” وموافقة مبدئية منهما، وهذه التطورات ربما تأتي بهما إلى طاولة الحوار. ولمعرفة مزيد من التفاصيل أجرت (المجهر) لقاء مع الفريق “أحمد آدم بخيت” نائب رئيس حركة (العدل والمساواة)  السودانية ،  وأمين إقليم دارفور ، تناول هذا المحور، إضافة إلى طبيعة العلاقة بينهم ، والحركة الشعبية شمال على ضوء خلافهم حول الرئاسة، فماذا قال:
حوار – فاطمة مبارك

{ نود التعرف على آخر المستجدات فيما يخص موقفكم من المشاركة في  الحوار على خلفية ما يدور من وساطات إقليمية ومحلية؟
–    نحن ظللنا نؤكد منذ فترة طويلة وحتى الآن أننا مع الحوار كقيمة ووسيلة لردم الفجوة بين بني البشر والوصول لمشتركات تجعل التعايش ممكناً ومثمراً، ويكفي لطي صفحات الحروب والصراعات وإفرازاتها ومخاطبة أسباب اندﻻعها، وجذور الأزمة السودانية بكل أبعادها.
{ طالما أنكم بهذه القناعة لماذا لم تشاركوا حتى الآن؟
–    بهذه القناعة ظللنا نرتاد منابر التفاوض وهو شكل من أشكال الحوار من 2003 وحتى الآن، وحينما قذف النظام بأطروحة حوار الوثبة للساحة السياسية لم نكتف بالتعليق عليها فحسب، بل صممنا في (الجبهة الثورية) خارطة طريق للحوار متكاملة ومرنة وموضوعية تبدأ بتهيئة الأجواء للحوار وتنتهي بانتخابات حرة ونزيهة ومراقبة دولياً… مروراً بالملتقي التحضيري والتفاوض حول خصوصيات المناطق المتأثرة بالحرب ومؤتمر الحوار القومي الدستوري ، والذي – ﻻ يقصي أحداً وﻻ يسيطر عليه أحد – كما يقول الإمام “الصادق المهدي”، ثم الفترة اﻻنتقالية بآلياتها وبرنامجها.
{ خارطة الطريق التي صممتموها قد تكون فيها اشتراطات؟
–    خارطة الطريق هذه كانت محل تقدير وإشادة من كل القوى المعارضة – ما عدا النزر اليسير – وكذلك المجتمعين الإقليمي والدولي، وعدد ليس بالقليل من إتباع النظام أيضاً، وكانت اختبارات عملية لمصداقية حوار الوثبة، فلو صدقت النوايا وكان هناك بين صقور النظام رجل رشيد، لكان كل السودانيين ،حكومة ومعارضة ،على ظهر سفينة الحوار تبحر بهم نحو شاطئ العدل والمساواة والسلام والحرية والنماء والتعايش السلمي على أساس المواطنة المتساوية، ولكن أبى النظام إﻻ أن يخطو خطوة إلى الأمام وخطوتين إلى الخلف.
{ ماذا حدث؟
–    سقط في اختبار تهيئة الأجواء ، وسقط في اختبار الملتقي التحضيري حتى الآن على الأقل بين القبول المشروط، وسقط أيضاً في اختبار التفاوض حول خصوصيات المناطق المتأثرة بالحرب،  بإفشاله للجوﻻت السابقة الخاصة بوقف العدائيات. وقفز فوق كل ذلك لبدء الحوار على طريقته الخاصة ، والذي أسميناه حوار الذات بين (المؤتمر الوطني) و(الشعبي) ومن تحالف معهما ظاهراً ومستتراً.
{إذن أنتم لا تنوون المشاركة في هذا الحوار؟
–    نحن على استعداد للمشاركة في حوار حقيقي متكافئ ذي مصداقية، يشارك في رسم صورته الجميع ، بلا عزل لأحد من خلال الملتقي التحضيري المزمع عقده في مقبل الأيام، ووقف الحرب بمفاوضات جادة ،تفتح الطريق للمساعدات الإنسانية، لتصل للمحتاجين في مناطق النزاع.
{
{ أين وصلت مساعي (المؤتمر الشعبي) لإقناعكم بالحوار.. وهل مازال في نظركم هو الوسيط المناسب؟
–    (المؤتمر الشعبي) عارض النظام أربعة عشر عاماً،  وﻻقى ما ﻻقى، بعد ذلك توفرت له قناعات بالدخول في الحوار والدعوة له وهذا شأن يخصه، أما نحن كسائر القوى السياسية المعارضة ، شملتنا دعوتهم  للمشاركة في الحوار، إﻻ أننا تمنعنا،  وبقية شركائنا في (الجبهة الثورية) و(نداء السودان) لعدم توافر استحقاقات الحوار المتكافئ ذي المصداقية.
{ يعني رفضتم وساطة الشعبي؟
–    أمر (المؤتمر الشعبي) ليس أمر وساطة ، بقدر ما هو قناعة توصل إليها ويدعو الآخرين للسير على ذات الطريق ،وبذات الكيفية التي تجري في (قاعة الصداقة) اليوم ، وهذه تقديراتهم.
{ قيل الآن هنالك موفد من حزب (المؤتمر الشعبي) بطرفكم.. إلى ماذا توصلتم معه؟
–    ليس هناك موفد من (الشعبي) بطرفنا.
 { هنالك حديث عن خلاف بينكم و(المؤتمر الشعبي( حول رغبة الأخير في دخولكم الحوار؟
–    (المؤتمر الشعبي) حزب سياسي له مواقفه ورؤاه وعلاقاته بالقوى السياسية الأخرى، وحركة (العدل والمساواة) حركة سياسية مسلحة لها مواقفها ورؤاها وتحالفاتها، وأيضاً مع الحركات والأحزاب الأخرى، (المؤتمر الشعبي) نشط في دعوة الآخرين للمشاركة في الحوار بشكله الراهن، ولكل حزب أو حركة رأي منشور عن الحوار ،  فلا أدري ما المقصود بالخلاف، ولماذا حركة العدل والمساواة تحديداً؟ إﻻ إذا أراد صاحب الحديث أن يجتر الإشاعة القديمة ، التي روج لها النظام وكذبها الواقع، بأن (العدل والمساواة) الذراع العسكري للمؤتمر الشعبي.
{ هنالك توقعات كبيرة من قبل المراقبين بانضمام حركتكم إلى الحوار .هل هذه قراءة منطقية أم أشواق؟
–    من حق المراقبين أن يتوقعوا ما شاءوا ، ومن حقنا أيضاً أن نقدر لرجلنا قبل الخطو موضعها، وغالباً يبني المراقبون توقعاتهم على تقديرات غير دقيقة.
{ نفي رئيس الحركة موافقتكم على لقاء غير رسمي مع الحكومة.. ما هي تحفظاتكم على هذا اللقاء.. وهل هذا يعني أنكم ترفضون دعوة الآلية الأفريقية،  التي تتبنى هذا الموقف أم لم تصلكم دعوة؟
–    هنالك مسعى ومقترح من الوساطة الأفريقية لترتيب لقاء غير رسمي بين حركتي (العدل والمساواة) و(تحرير السودان) بقيادة “مناوي” ، مع النظام، ولكن لم يتحدد الزمان أو المكان بعد، وموضوع اللقاء مواصلة النقاش حول وقف العدائيات.
{ من حيث المبدأ هل ستشاركون في المؤتمر التحضيري والذي سيعقد بـ”أديس”؟
–    المؤتمر التحضيري أو الملتقي التحضيري، هو من بنات أفكار (الجبهة الثورية) و(قوى نداء السودان)، لكن الحكومة كعادتها تأخذ الأفكار وتفرغها من محتواها ،باﻻلتفاف والمراوغة، فهي تشترط حضوراً انتقائياً لهذا الملتقى، يقصي قوى أساسية مقاطعة لحوار الوثبة.
 { ما هو موقفكم أنتم؟
موقفنا نحن أن توجه الدعوة لـ(الجبهة الثورية)، وحزب (الأمة) و(قوى اﻻجماع الوطني) و(القوى الوطنية) للتغيير(قوت) ومبادرة المجتمع المدني، معززة بالمجتمع المدني الدارفوري.. والنازحين واللاجئين وآية قوى سياسية أو عسكرية غير مشاركة في حوار الوثبة، من الجانب الآخر تشارك الحكومة وآلية (7+7)، بهذا الشكل سنكون أول الحضور.
{ هل مازالت هناك فرصة ﻻستمرار (الجبهة الثورية) أم إن الخلافات قسمت هذا الكيان؟
–    (الجبهة الثورية) الآن مستمرة واتسع حجمها، وينتظر أن تؤدي دوراً عسكرياً وسياسياً أكبر مما مضى.
{ من يدير دفة رئاسة (الجبهة الثورية) الآن أم إن أنشطتها مجمدة؟
–    الدكتور “جبريل إبراهيم محمد” هو رئيس (الجبهة الثورية) حالياً ، ويقود أنشطتها في انسجام وتوافق مع نوابه قادة التنظيمات المكونة للجبهة.
{ هل فعلياً الآن دكتور “جبريل” يمارس المهام الرئاسية؟
–    نعم.
{ ما هي القوى داخل الثورية التي تساند رئاسة “جبريل” والأخرى التي تساند “عقار”؟
–    القوى المكونة للجبهة بأغلبيتها المطلقة تساند رئاسة دكتور “جبريل إبراهيم”،  وهي:- حركة جيش تحرير السودان بقيادة الأستاذ “عبد الواحد محمد أحمد النور”، حركة جيش تحرير السودان، بقيادة القائد “مني أركو مناوي”، الحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادة الأستاذ “التوم هجو”، (الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة) بقيادة الأستاذ “سيد علي أبو آمنة”، حركة (تحرير كوش)  بقيادة الأستاذ “محمد داود محمد”، أما السيد “مالك عقار” فيسانده فقط السيد “نصر الدين الهادي” ومجموعته،  والسيدة “زينب كباشي” ،الرئيسة السابقة لـ(الجبهة الشعبية المتحدة) ومن معها.

{ ما طبيعة العلاقة بينكم وقادة (قطاع الشمال) من حيث تنسيق المواقف؟
–    ليست هناك علاقة بالشكل السابق، ولكن هناك صيغ مطروحة لتنسيق المواقف حول موضوعات السلام والعلاقات الخارجية والتحالفات، هي الآن قيد النقاش والدراسة.
{ هل لموقف (الحركة الشعبية شمال) علاقة برغبتهم في إجراء تسوية مع النظام؟
–    هذا السؤال يوجه لقيادة (الحركة الشعبية) نفسها، لأنهم يتحدثون حتى هذه اللحظة، أنهم مع الحل الشامل ومع الحوار المتكافئ، عموماً الأيام ستجيب عن هذا السؤال (الله يكضب الشينة).
{ ما تفسيراتكم لموقف (الحركة الشعبية -قطاع الشمال) من رئاسة حركات دارفور الثورية؟

–    أود أن أصحح من هذا المقام التسمية الخاطئة لحركات المقاومة في (التحرير) و(العدل والمساواة) بأنها حركات دارفورية، الصحيح أنها حركات سودانية ،قومية التكوين  والتوجه، وذلك واضح في عضويتها وقواتها وطرحها، وتصر أجهزة النظام على تسميتها دارفورية عن قصد.
{ ألم يكن عملها ووجودها بدارفور؟
– صحيح عملها الميداني بدأ من “دارفور”، لكنه تمدد في “كردفان” و”شرق السودان” وحتى “الخرطوم” نفسها، ولكن المدافعة أفرزت وضعاً إنسانياً، جعل العالم الحر يتدخل استجابة لذلك، وجرت محاوﻻت عديدة لحصرنا في دارفور، في “أبوجا والدوحة وإنجمينا وأديس” وغيرها، ولكنها ستظل حركات قومية مفتوحة لكل السودانيين، وستقاوم كافة أشكال الظلم أينما وجدت.
{ لم ترد على سؤالنا؟
–    أما عن تفسيراتنا لموقف قادة (الحركة الشعبية) حيال انتقال رئاسة (الجبهة الثورية) لرئيس آخر، فهو موقف أدار فيه هؤﻻء القادة ظهرهم لمواثيق وعهود (الجبهة الثورية)،  بطريقة أثارت استغراب القاصي والداني.

{ هل أثر اختلافكم مع قادة (قطاع الشمال) على علاقتكم مع الجنوب؟
–    علاقتنا مع الجنوب هي ذات العلاقة التي تربطنا مع كافة دول الجوار السوداني ،والتي نتطلع أن تنبني على مبادئ حسن الجوار واﻻحترام المتبادل ورعاية مصالح الشعوب.
{ لكن دولة (جنوب السودان) مختلفة عن دول الجوار بالنسبة لكم؟
–    ما يميز (جنوب السودان) أننا كنا شعباً واحداً ودولة واحدة أرادوها وحدة على أسس جديدة، وأرادها (المؤتمر الوطني) ومن معه في السلطة من دهاقنة الأنانية وعبدة الكرسي، إﻻ أن يدفعوا أهل الجنوب دفعاً للاستقلال بدولتهم ،في مسلك عجز منظرو المؤتمر الوطني عن تبريره، وستلاحقهم لعنات تمزيق وحدة السودان على مر التاريخ.

{ القوى الدولية تساند الحركة الشعبية – قطاع الشمال على حساب حركات دارفور.. ما السبب وتأثير هذا على اﻻوضاع داخل (الجبهة الثورية)؟
–    ليس صحيحاً أن القوى الدولية تساند (الحركة الشعبية) على حساب الحركات الأخرى، بل القوى الدولية تساند الشعوب المظلومة والمضطهدة ، وتساند حقها في حياة حرة كريمة بغض النظر عمن يمثلها أو يعبر عنها.. والحركة الشعبية والحركات الأخرى تعبر عن قضايا شعب واحد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية