مسألة مستعجلة
ممارسة سياسية جديرة بالاحترام
نجل الدين ادم
رغم أن حزب المؤتمر السوداني المعارض ليس من الأحزاب التاريخية أو تلك ذات الوزن الثقيل والقاعدة الجماهيرية الكبيرة، إلا أنه استطاع أمس الأول (الجمعة) أن يرسم شكلاً مشرفاً في الممارسة السياسية جديرة بالاحترام والتقدير وأعضاء الحزب يختارون بطريقة شورية وديمقراطية رئيساً جديداً لهم هو السيد “عمر الدقير” خلفاً للرئيس السابق “إبراهيم الشيخ” الذي أكمل دورتين بحسب ما يتيح النظام الأساسي للحزب.
رسالة الحزب السوداني هو أنه لم يعمل على تطويع دستور الحزب ولوائحه ليبقى الرئيس السابق لدورات ودورات، الأحزاب التقليدية عندنا في السودان برغم ما تدعيه من ديمقراطية إلا أن الدكتاتورية تحوم حولها ليبقى رئيس الحزب رئيساً مدى الحياة، أنظروا إلى الخارطة السياسية الحزبية ستجدون ذلك واضحاً ورئيس الحزب هو الشخص الأوحد في تدوير عجلة الحزب.
التهنئة الحارة لحزب المؤتمر السوداني على هذا الإهداء من الممارسة الشورية التي نأمل أن تكون هادية لبقية الأحزاب التي يتخندق رئيس الحزب فيها خلف اللوائح ليبقى مدى الحياة!، التحية للرئيس المتقاعد عن كرسي رئاسة الحزب السيد “إبراهيم الشيخ” وهو يأبى إلا أن يكون الدستور هو الفيصل في بقائه، وكذلك التهنئة للقادم الجديد السيد “عمر الدقير” وهو ينال ثقة جماهير حزبه، وأتمنى أن يستمر هذا القطار.
مسألة ثانية.. هل صحيح أن إسرائيل ترفض فكرة التطبيع مع السودان حسبما أوردت صحيفة (الصيحة) في عددها أمس الأول على خلفية حديث وزير الخارجية البروفيسور “إبراهيم غندور” في ورشة ( الخميس)؟.
بالفعل وحسبما نقلت الوكالات، وقرأنا خرجت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلية ببيان للرأي العام رداً على ما نشر من حديث للوزير غندور، بأنهم لا يريدون التطبيع مع دولة شمولية وهم بلد ديمقراطي!
وضح لي من خلال الورشة أن تساؤلات البعض من الحضور للوزير عن العلاقة مع إسرائيل جاءت من واقع ارتباط الموضوع الذي كانوا يتناقشون بشأنه وهو (تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية) بإسرائيل كدولة، قد يكون هناك منطق في السؤال نظراً للعلاقة المعروفة بين الدولتين، برغم أن حديث الوزير فهم في غير سياقه، حيث إنه جاء رداً على سؤال وليس في ثنايا الكلام، وهو يقول (موضوع إسرائيل يمكن النقاش حوله)، وانظروا ردة فعل اليهود، نائبة وزير الخارجية قالت (إسرائيل تغلق أبوابها أمام أي محاولات من السودان للتطبيع)، هذا هو الرد (خموا وصروا)!
وهنا دعوني أعيد السؤال: ماذا نحن فاعلون بعد هذا الفاصل من العرض اليهودي؟!، هل سنستمر في ربط تطبيع علاقتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية بالتطبيع مع إسرائيل؟
المحصلة في كل ستكون سراباً بقيعة، أمريكا لن تطبع مع السودان إلا إذا أحست بحجم المكاسب، فحينها يمكن أن ترضخ حتى لو حملنا لها الكراهية والبغض، والله المستعان.