شيخ "الأمين".. تفاصيل عودة من (القضبان) وإلى (القضبان)..!
عاد نهار (الخميس) بالإماراتية..
مصدر مقرب للشيخ: توقيفه بمطار “الخرطوم” روتيني ويتوقع الإفراج عنه بـ(الأحد)
الخرطوم ــ منى ميرغني ــ محمد جمال قندول
بعد أسابيع من اعتقاله بالإمارات العربية، والذي بقي موضوع أخذ ورد، إلى أن قطعت (المجهر) الشك باليقين، حين حصلت من وزير الخارجية على تأكيد واقعة اعتقاله المتداولة، دون أن يعطي أسباباً لذلك، وكان حيرانه وأقاربه قد تصدوا بالنفي للأخبار المتداولة في وسائط التواصل الاجتماعي حول اعتقاله بالإمارات بأسباب متضاربة.
ظهر أمس (الخميس) حط الشيخ الصوفي الشهير “الأمين عمر الأمين”، رحاله في مطار “الخرطوم”، قادماً من الإمارات بطائرة الخطوط الإماراتية، وقد تلاحظ أن السلطات قد منعت منه أي مظاهر احتفالية بالمطار، ويبدو أن حب مريدي الرجل له لم يمنعهم من التدفق والتجمع العفوي والتلقائي أمام منزله بضاحية بيت المال بأم درمان، حيث أحضرت الذبائح استعداداً لنحرها لحظة وصوله إلى المسيد، وقد بدا المشهد برمته غامضاً، منذ اعتقاله وحتى تاريخ وصوله المطار (أمس).
(1)
وقد انتشرت صور للشيخ المثير للجدل بمواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك وواتساب”، وهو يخرج من إحدى صالات الوصول بمطار “الخرطوم”، بينما كان أحد حيرانه يقبل يديه، غير أن الصورة اتضح فيما بعد أنها التقطت في وقت سابق، حيث لم يعلم أي أحد بأي صالة وصل الرجل إلى البلاد، وحتى وقت متأخر من مساء (الخميس)، لم يتأكد وصول الشيخ إلى منزله أو إلى مسيده، حيث تنتظره الذبائح والمستقبلون.
*تطور مفاجئ
وقبل أن تكتمل سعادة حيران مسيده ومريديه والمستقبلين، بدأت تتداول أخبار على نطاق واسع عن اعتقاله من المطار واقتياده إلى الأمن السياسي، وهي أخبار لم تجد من ينفيها أو يؤكدها، سواء من قبل أسرته أو من قبل المسوؤلين، الذين حاولت الصحيفة الاتصال بهم لهذا الغرض.
(2)
وبدد حوار (المجهر) مع وزير الخارجية البروفيسور “إبراهيم غندور” كل الشكوك حول ما تردد بشأن الشيخ وما أثير من لغط وجدل، إذ أكد الوزير أن شيخ “الأمين” اعتقل بالإمارات لأسباب شخصية، داحضاً كل الشائعات التي أثيرت عن مكانه المجهول، وأكد الوزير أن الرجل بالفعل معتقل، وكان ذلك أول تصريح لمسؤول حكومي رفيع، يبدد الشائعات انفردت به (المجهر).
تصريح الصحيفة جعل وسائل الإعلام تتحرك لتخرج تقارير أثارت جدلاً كبيراً عن اعتقاله، ليأتي في وقت متأخر من ليل أمس الأول (الأربعاء)، وبشكل مفاجئ أيضاً، خبر فك أسره من السلطات الإماراتية، دون إيضاح، بعد منعه من دخول الإمارات نهائياً، وفق ما ورد في وسائط التواصل الاجتماعي، غير أن صيغة إطلاق سراحه بدت غامضة جداً، هي الأخرى، وأثارت الكثير من الجدل. وفي الوقت الذي أشارت فيه صحيفة (السوداني) أمس إلى أنه سيكون حراً طليقاً بمجرد وصوله “الخرطوم”، صدرت أخبار مختلفة، أشارت إلى أنه (مرحل) ، وهي صفة لا تحتمل وصف (الحرية المطلقة)، ولا تنطوي عليها. وبالفعل بمجرد وصوله، بعد منتصف نهار (الخميس)، تم اعتقاله ولم يفرج عنه حتى وقت متأخر من الليل.
(3)
وفي الأثناء تحركت عربة (المجهر) لتصل إلى مسيده الفخيم، بحي بيت المال الأمدرماني العريق، وبدا المشهد مغايراً عما مضى، حيث كان المسيد بالماضي يشهد تدفقاً وزحاماً مكثفاً من الحيران، الذين كانت تبدو عليهم الأناقة المفرطة، اتساقاً مع التصنيف الشائع لمرشدهم الكبير الشيخ “الأمين” بأنه مثير للجدل ومغير للأنماط الصوفية المتعارف عليها.
وفي حوالي السادسة مساءً، بدأ المسيد في استقبال المريدين من كل حدب وصوب، وبدوا أنهم غير مبالين بالاتهامات التي وجهت لشيخهم الذي تم اعتقاله بالإمارات، وأن كل همهم ينصب في اللقاء بالرجل و(التبرك) به.
عجل كبير كان يقف على مدخل المسيد في دلالة واضحة، بأنه سيكون الضحية الأولى احتفالاً بعودة الشيخ إلى “الخرطوم”، بجانب العجل الكبير تقف (3) خراف، بينما كان أفراد أسرته وأقاربه يقومون بدورهم في استقبال الضيوف، ويشاركونهم انتظار وصول الشيخ الوشيك، غير أن الانتظار الذي ربما بدأ منذ منتصف النهار، بدأ يطول، وتمضي الدقائق والساعات ببطء.
في الخارج كانت العربات الفخيمة من شاكلة (البرادو، والتوسان) تصطف، منذ أن بدأت تعود مجدداً إلى عتبات المسيد بعد أن غابت عنه قرابة الشهر، منذ اعتقال الشيخ في (ديسمبر) من العام الماضي.
كان هناك بطبيعة الحال الحضور اللافت لبعض الحيران الشباب من مختلف الجنسين، والذين يغطون الواجهة الأمامية للمسيد.
ويبدو أن طلاسم إطلاق سراحه لم تخرج بعد للحاضرين، ولا حتى أسرته والتي تشددت في عدم التحدث إلى وسائل الإعلام، ورفضت أي تغطية لمظاهر الاحتفالات التي قد تعم حال وصول الشيخ، والذي لم يصل حتى مغادرة الصحيفة للمكان.
(4)
مصادر مقربة من الشيخ تحدثت لـ
(المجهر) وأشارت إلى أن اعتقال الرجل بعد وصوله مطار الخرطوم، يعد روتيناً لتكملة بعض الإجراءات المتعلقة بعودته، وتفاصيل ما حدث بالإمارات، ولكن محدثنا رفض الإفصاح عن التاريخ المتوقع لخروجه، واكتفى بقوله: قد يطول حتى (الأحد)، وأشار إلى تدخل من أسماهم بـ”مسؤولين نافذين بالدولة لإطلاق سراحه”.
ونفى ذات المصدر أن تكون التهمة المنسوبة لشيخ “الأمين” متعلقة بالدجل والشعوذة والاحتيال، واعتبر ذلك محض افتراء وتلفيق لا أكثر، وأن التهم محصورة في بعض الأمور التجارية، ما بين الشيخ وإماراتيين، دون الإفصاح أكثر عن هوية الإماراتيين، وعما إذا كانوا قيادات تنفيذية بالدولة هنالك، أم مجرد مستثمرين.