مسألة مستعجلة
عرفان السعوديين وتوترات الجنينة
نجل الدين ادم
لم يكن خبر تكريم رجل الأعمال السعودي الشهير “جبران بن إبراهيم آل بحاوي” الذي نشرناه، أمس، لأستاذه السوداني “أحمد الطيب الماحي” بعد (37) عاماً بمنزله بمدينة ود مدني بولاية الجزيرة هو الأول من نوعه من الأخوة السعوديين، الذين جاء بعضهم إلى الخرطوم خصيصاً بحثاً عن أساتذة سودانيين كان لهم الفضل والقدح المعلى في أن يكونوا ناجحين في حياتهم ولهم شأن عظيم في بلدهم.
إنها للفتة بارعة من أخوتنا السعوديين، فهم أهل وفاء وعرفان ويحبون الشعب السوداني كما يحبهم، لذلك تجدهم يحفظون له الجميل مهما تطاولت السنين.
حميمية العلاقة بين الشعبيين السوداني والسعودي ليست وليدة صدفة، إنما هي شعور متأصل ومتجذر، لذلك استحقت السعودية المساندة والمؤازرة من السودان وشعب السودان في كل ما يشغلهم من هموم أو ما يتهدد أمنهم وسلامة أراضيهم، فهم بلد الرسول الكريم “صلى الله عليه وسلم” وأهله ويستحقون الخير من كل صاحب ضمير حي.
السعوديون كعادتهم لا يفوتون أي موقف إنساني إلا وردوا الجميل بأحسن منه فمواقف الأمانة والشهامة التي سجلها البعض من السودانيين مع السعوديين أثناء عملهم معهم في السعودية رغم أنها نتاج طبيعي للخصال السودانية ولا يرجون منها جزاء ولا شكوراً، إلا أن السعوديين يصرون أن يكون هناك شكر وعرفان وجزاء على فعل الخير.
شكراً لكم أهلنا وأحبابنا السعوديين وسلمتم دوماً من مكر وكيد الأعداء، وحفظكم الله كما تحفظون الجميل دوماً.
مسألة ثانية.. تأسفت للحادثة التي وقعت أول ـمس بمدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، حيث توفي مواطنين أبرياء على مقربة من حرم حكومة الولاية نتيجة شرارة قبلية صغيرة تعثرت خطوات إطفائها ليومين، فكانت حمماً من نار، لم يكن الأمر يستحق أن يتطور إلى حد أن يفقد الأهالي أنفس بريئة، هذا الحدث غريب على أهل الجنينة، فلم تشهد المدينة من قبل مثل ما وقع أول أمس (الأحد) من توترات خلقت حالة من القلق والتوجس بين المواطنين، لدرجة أن المؤسسات الرسمية وسوق المدينة دخل يوم أمس (الاثنين) في إجازة اضطرارية.
حسناً فعل وزير العدل مولانا “عوض الحسن النور” وهو يصدر قراراً على جناح السرعة بتشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث، وهذا من شأنه أن يزيل شيئاً من التوتر الذي تشهده المدينة، بل الولاية بأكملها.. أتمنى أن تفلح اللجنة في مهمتها وأن تصل إلى الجناة المتورطين في هذه الأحداث التي لا تشبهه أهل الجنينة.
تعازينا لأسر الذين فقدوا أرواحهم وجبر الله الكسر وعاجل الشفاء للجرحى والمصابين.. والله المستعان.