حوارات

الناشط والقيادي بجنوب السودان "استيفن لوال تقور" في حوار مع (المجهر)

الوطني لم يوفق في اختيار قواعده.. ولا توجد خيانة في عملية الاستفتاء
“باقان” أسد الجنوب مثلما “الطيب مصطفى” أسد الشمال والجنائية ستحاكم قيادات جنوبية اذا …
الحركة الشعبية فشلت.. وهنالك فساد وأموال سحبت لخارج الدولة!!
حوار –نجدة بشارة
تصاعدت وتيرة الأزمة بدولة جنوب السودان مع اقتراب المهلة المحددة لتنفيذ اتفاقية السلام، وما يواجه من تحديات تهدد انهياره، وذلك عقب إعلان رئيس الدولة إعادة تقسيم البلاد الأمر الذي اعتبرته المعارضة المسلحة خرقاً للاتفاق.
وتواجه الحكومة والمعارضة الآن في الجنوب تهديداً جديداً من قبل قيادات نافذة بالكونغرس الأمريكي تطالب فيه بتقديم “سلفاكير” و”رياك مشار” للمحاكمة حال تباطئهما في إنفاذ الاتفاق، الأمر الذي يشير إلى انحراف الأوضاع ودخولها في نفق مظلم، وتوقع “استيفن” أن يثور مواطنو دولة جنوب السودان إذا أحسوا الظلم والإهانة، وأن يزلزلوا الأرض تحت أقدام الحكومة والمعارضة.
وقال إن الأوضاع الآن بالجنوب تبدو معقدة تماماً خاصة عقب إعلان “سلفا” قرار تقسيم الدولة إلى ولايات، من جهة أخرى أكد أن زيارة رئيس مفوضية مراقبة اتفاق جنوب السودان لمجلس الأمن وجدت صدى من قبل أعضاء مجلس الأمن خاصة فيما يتعلق بتقسيم السلطة، وأكد الأخير على الإسراع بتشكيل حكومة انتقالية وعدم تجاوز السقف الزمني المحدد، والذي يوافق الرابع عشر من الشهر الجاري، بالإضافة إلى توقع زيارة وفد “جنوب السودان” لاستئناف الثنائيات واستحداث العلاقات بين البلدين.
{ نتيجة الاستفتاء هل كانت متوقعة بالنسبة لكم مسبقاً.. ولماذا؟
– أعتقد كانت مطالب تاريخية أن يأتي يوم ويرى أبناء الجنوب أنهم يحكمون أنفسهم بأنفسهم لذلك جاءت النتيجة متوقعة، خاصة وأن الوحدة سبق واشترط تنفيذها، تنفيذ مشروع السودان الجديد، والذي كان يتوافق مع مطالبات الجنوبيين ومع بعض أبناء الهامش على مستوى السودان، ولكن ما حدث في ذلك الوقت في بعض الممارسات أعطى الجنوبيين إحساساً بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية وأنهم يعيشون وضعية متدنية.
{ ولكن هل كانت متوقعة تلك النسبة الكبيرة للنتيجة؟
– نعم لأن الأجواء المشحونة التي سبقت الاستفتاء من الهجمات الإعلامية غير المبررة، والمتمثلة في رؤية حزب منبر (السلام العادل) وخاصة شخصية “الطيب مصطفى”، وكذلك بعض المهاترات التي كانت تصدر من بعض الرموز السياسية، وأذكر حديث أحدهم (إذا صوت أبناء الجنوب للانفصال لن يجدوا علاجاً أو حقنة بعدها بالشمال).
{ هناك من أشار بأصابع الاتهام لأيادٍ أجنبية عبثت بالنتائج؟
– التصويت جاء نتيجة لإرادة أبناء الجنوب ولم يتم عبثاً، صحيح كانت هنالك دول صديقة تدعم أبناء الجنوب ليقرروا مصيرهم.. على مستوى المنظومة الدولية، وهنالك جهات سعت من خلال دعمها لنا تمرير أجندة خاصة بها، لكن في النهاية نتحمل كامل المسؤولية.
{ هناك أصوات لقيادات وقواعد المؤتمر الوطني من أبناء الجنوب.. في اعتقادك أين ذهبت؟
– وهنالك من صوت للوحدة.
{ ولكن نسبة ضئيلة صوتت للوحدة إذا ما قورنت بعدد قيادات الوطني من أبناء الجنوب؟
– الاستفتاء تم عبر المفوضية، ومن صوتوا للوحدة سواء من قيادات المؤتمر الوطني أو غيرهم هم أبناء الجنوب بالتأكيد أصواتهم ذهبت مع أصوات الأغلبية المنادية بالانفصال.
{ مقاطعة؟
ولكن تحديداً أين ذهبت تلك الأصوات؟
– أؤكد هم مواطنون جنوبيون وليسوا قواعد مؤتمر وطني، سوى صوتوا للوحدة أو الانفصال هم الآن مواطنون في ظل الدولة المستقلة.
{ هل تلمح إلى أن قواعد المؤتمر الوطني من الجنوبيين صوتوا للانفصال رغم تظاهرهم بالمناداة للوحدة وقتها؟
– أعتقد أن الوطني كحزب لم يوفق في اختيار قواعده ووسائله.
{ وقد تكون خيانة من قبل تلك القيادات؟
– في عملية الاستفتاء ليست هنالك خيانة، وأعتقد أن قيادات الوطني من أبناء الجنوب لهم وضعية خاصة، وأنهم حتى عندما كانوا بالحزب كانوا متابعين لقضايا منطقتهم وأهلهم هم الأولوية.
{ وكان خيارهم الوحدة؟
– نعم حتى اتفاقية نيفاشا وخيارات “د. جون قرنق” نفسها.
{ إذن ما تم خيانة للحزب؟
– أقول عدم توفيق، وعملية التصويت عملية سحرية، أنت تضع تصوراً معيناً بأن أشخاصاً سيصوتون حسب ما تريد فيما يفعلون العكس.
{ السياسة لعبة قذرة؟
– بكل تأكيد وتحكمها المصالح.
{ أبناء الجنوب في تلك الفترة أكثر ميلاً للمجتمع الدولي مما أثر ذلك على خياراتهم؟
– على العكس حتى مع خيار الانفصال كان الجنوبيون يعملون على ترقية العلاقة مع الشمال، وميولهم تجاه المجتمع الدولي كان في إطار توضيح بعض المواقف القانونية والتشريعية خاصة وأن الاستفتاء كان بالنسبة لهم تحدٍ وشيء غير مألوف.
{ وكان أن أثرت تلك الدول على خياراتهم؟
– أرى أنه أي شخص صوت للانفصال صوت عن قناعة وليس لتأثير أية جهة.
{ وإسرائيل؟
– “إسرائيل” ليست لها أية علاقة بنتائج الاستفتاء كما شاع.. وإذا كانت لها علاقة فلا علم لي بذلك.
{ هل ترى أن المؤتمر الوطني وشريكته الحركة الشعبية عملا معاً من أجل ترجيح خيار الوحدة؟
– نعم كان هدف الوطني واضحاً لأجل السلام والوحدة حتى أن هنالك مشروعات (في إطار الوحدة) لم تكتمل وانهزمت بسبب ردة فعل أبناء الجنوب والإعلام السالب لعقلية بعض الإعلاميين.
{ إذن تتهم الإعلام بإجهاضه لخيار الوحدة؟
– نعم.. لأنه وجه رسائل سالبة لأبناء الجنوب ومن ثم أفقدهم الثقة في انتمائهم للسودان، فمثلاً الحملات التي كانت موجهة في ذلك الوقت من مخالفات، كحملات الخمور، والزي الموجهة ضد أبناء الجنوب دون مراعاة أن لنا عاداتنا وتقاليدنا التي قد تعتبر ممنوعة في الشمال.
{ ولكن هذه الحملات لم تخص أبناء الجنوب فقط بقدر ما هي ممنوعة لأي مواطن سوداني لضررها؟
– ولكن كان يمكن للحكومة أن تطبق نظاماً مثل الذي يطبق بـ(الإمارات) لأن ما يمنع بالشمال مسموح به في الجنوب، فمثلاً في “الشارقة” ما يعاقب عليه ذات الفعل يسمح به في “دبي” رغم أنها دولة واحدة.
{ هل تعتقد أن ملابسات وفاة “د. جون قرنق” كانت سبباً في اختيار الجنوبيين لخيار الانفصال؟
– وفاة “د. جون قرنق” كانت رسالة للمضي في تحقيق هدف الوحدة، وهو القائل للانفصاليين (من أراد الانفصال فليقف عنده) وهذه كانت رسالة قوية.
{ ألم يترك وصايا بذلك؟
– ترك خطابات قوية تنادي بالوحدة بين الشمال والجنوب.
{ إذن وجوده كان يمكن أن يقلب المعطيات ويرجح لخيار الوحدة؟
– أعتقد بأنه أيضاً كان سيقام الاستفتاء وسيقرر أبناء الجنوب مصيرهم، ولكن شخصية “د. جون قرنق” القومية ربما استطاع تحقيق خيار الوحدة، ولو كان “د. جون” موجوداً كان الجنوب الآن مختلفاً.
{ عقب الانفصال والأوضاع المأساوية التي عاشها مواطنو الجنوب هل يعاوده الحنين للوحدة؟
– من يطالبون بالوحدة حالمون ولا يمكن أن تكون هنالك وحدة، ولا يمكن أن تعود الدولتان لدولة واحدة أبداً، ومواطن الجنوب أصبح يتمتع بمزايا الدولة الجديدة، ولديه عضوية في الاتحاد الأوروبي والأفريقي والأمم المتحدة ويستطيعون التعبير في المنابر الدولية، لكن أعتقد أن شعبي وحكومة الدولتين يسعون لتقوية العلاقة بينهما.
{ ما ذكرتها من مزايا للصفوة فقط ومواطن الجنوب البسيط يعاني؟
– مع ذلك إذا أجرينا استطلاعاً في الشارع بغض النظر عن المواطنين الموجودين الآن بالجنوب أو بالمعسكرات هنا في الشمال، وإذا سألناهم سيقولون نحن نريد أن نذهب إلى دولتنا.
{ ولكن قد تدفع المعاناة التي يعيشها مواطنو الجنوب والأوضاع الصعبة إلى التفكير في خيار العودة والوحدة مجدداً؟
– رغم معاناتهم يتحدثون بفرح ويرفعون رؤوسهم بدولتهم المستقلة.
{ رغم أن حكومة الجنوب فشلت في توفير الحياة المستقرة لهم؟
– الحركة الشعبية فشلت فشلاً ذريعاً عقب انشطارها لثلاث حركات، هذه ليست الحركة التي كان يتحدث عنها “د. جون قرنق”، وفي فترته رغم أنه كانت هنالك مجاعة إلا أنه كان هنالك ترابط ونجاح، أما الآن فهنالك الفقر والفشل يلازمان الحركة.
{ وأركان الدولة في الجنوب الآن غير متوفرة؟
– لا متوفرة لكن هنالك بطء في عملية الإعمار، وهنالك فساد في أموال تتبع للشعب، وهنالك مليارات الدولارات تم سحبها إلى خارج الدولة.
{ هل هذا يعني اتهامك للحركة الشعبية بتأجيج الصراع وضياع أحلام أبناء الجنوب؟
– هذا ما حدث لأن أبناء الجنوب دفعوا ثمناً غالياً ولا يعلمون أنهم سيسددون تلك الفاتورة هنالك قتل ودمار حدث لأبناء الجنوب.
{ إذا كنت تتوقع هذا المستقبل المظلم.. هل كنت ستصوت كمواطن جنوبي؟
– نعم رغم ما حدث أنا فخور كوني جنوبياً، وأنا صوت للانفصال لاعتبارات كثيرة منها لأن كل أهلي وعشيرتي صوتوا لذلك، وأنا لم أخن أبناء جلدتي وبعدها ليحدث ما يحدث.
{ أحداث (الاثنين) هل كانت النقطة الفارقة التي ساعدت لاحقاً في تغيير نتيجة الاستفتاء؟
– أحداث (الاثنين) الأسود كانت مؤسفة.. وكان حزناً عميقاً لفقد “د. جون قرنق”.. وأيضاً ما حدث من قتل وتخريب كان من قبل ناس لا يريدون خيراً.
{ مقاطعة ولكنهم أبناء الجنوب؟
– لا من قام بذلك ليس أبناء الجنوب.
{ ولكن هنالك شهود عيان وقتها على أن من قام بذلك أبناء الجنوب.. حتى أنهم احتموا منهم بالأمن؟
– وأرى ليس من شيم أبناء الجنوب الاعتداء على الناس، لكن عندما يحدث تفلت أمني يختلط كل شيء وقد يحدث الكثير من الأشياء المؤسفة.
{ إذن من تعتقد أنه وراء ذلك التفلت؟
– ما حدث من تظاهر وتخريب لا أعتقد بأنه كان هنالك شيء مرتب له، ولا بد من أن من قام بتلك الأفعال تمت محاسبتهم.
{ القيادي الجنوبي “نيال دينق” تحدث وقتها عبر الإعلام مهدئاً لأبناء الجنوب بأن ما حدث حدث؟
– طبعاً إذا قلنا إن هنالك شخصاً أثار حديثاً معيناً حتى يخرج على إثرها الجنوبيون بالتأكيد سيكون متهماً أولاً لدى الجنوبيين، وهم لم يخرجوا لوحدهم بل خرج كل أبناء السودان، ومن استطاع أن يبسط الأمن والسيطرة وقتها كان الأمن السوداني.
{ ثم أعطت تلك الأحداث بعداً آخر لتكون نتيجة الاستفتاء (99%)؟
– أحداث (الاثنين) ليست لها علاقة بالاستفتاء لأنه قرار أبناء الجنوب.
{ شخصية “باقان أموم” إحدى الشخصيات الانفصالية؟
– “باقان” أحد الشخصيات القومية بالجنوب، وهو بطل ومن الذين يدعمون الانفصال بطريقة قوية، أسد جنوب السودان “باقان” مثلما في أسد الشمال هو “الطيب مصطفى”.
{ هل كانت لمواقفه التطرفية أثرها على نتيجة الاستفتاء وإزكاء روح الانفصال؟
– عندما يقول سنصوت للانفصال حتى لو نزل المطر ناراً هذا إن دل فإنما يدل على وطنية هذا الرجل.
{ أمريكا دعمت الجنوب لينفصل ثم نفضت يدها؟
– أمريكا مع الشعب الجنوبي، وطلبت أن ينهي الحرب خاصة وأن الجنوب خاض حرباً طويلة، وترى أن الحكومة الحالية بالجنوب والمعارضة عليهما الالتزام بالجدول الزمني لعملية اتفاقية السلام التي وقعت بواسطة الإيقاد، وحسب رأيي على “سلفاكير” و”رياك مشار” أن يذهبا ويتركا الشعب ليقرر مصيره بالانتخابات المبكرة، ولا أعتقد أن أي منهما يستطيع أن يأتي بالسلام للجنوب.
وكلاهما يريد تدمير معنويات شعب الجنوب وحلمهما في أن يكون الجنوب دولة مستقرة باستمرار تملصهما من الاتفاقيات الموقعة بينهما، وأرى أن شعبي الجنوب سيقرر ذهاب “سلفا” و”رياك” إذا أحس بظلم النظام.
{ ألا تعتقد أن ظلم أولى القربى الآن أشد مما اعتقدتم سابقاً بأن الشمال ظلم الجنوب؟
– أعتقد (الجن البتعرفو ولا الما بتعرفو) بعد الانفصال ليس هنالك ظلماً.. صحيح كان هذا الشعور موجوداً والآن أصبح مافي إذا كان ظلماً والآن نحن مظلومون أم نظلم بعض هذا لا يمكن أن يجيب عليه إلا أبناء الجنوب أنفسهم.
{ تقييمكم للأوضاع الآن بالجنوب؟
– أعتقد الوضع معقد لأن المعارضة متخوفة من توجيهات الحكومة وتعتبر قرارها بإعلان زيادة عدد الولايات بمثابة إعلان حرب، فيما ترى الحكومة السعي لتنفيذ عملية السلام وطبقت عدة نقاط بخروج الجيش من داخل “جوبا” إلى الخارج وترحيل عدد كبير من الجيش، لكن قرارها رقم (35) بزيادة عدد الولايات الـ(28) ولاية وإذا تمادت في قرارها ستعلن الحرب، وإذا الحكومة لم تنفذ القرار ستكون فقدت المصداقية أمام الشعب.. إذن أمامها تحدٍ وللشعب كلمته.
{ هل تتوقع أن يثور الشعب وينقلب ضد الحكومة والمعارضة على السواء؟
– شعب الجنوب ينتظر الوقت المناسب، وليس هنالك شعباً يفوق أبناء الجنوب في ثورتهم، ولكن فقط إذا أحسوا الظلم والإهانة عندها سيزلزلون الأرض تحت أقدام “سلفا” و”رياك” وسيندمون عندها لليوم الذي جاء فيه للسلطة.
{ ما هو موقف مجلس الأمن الآن عقب زيارة رئيس مفوضية مراقبة الاتفاقية؟
– رئيس المفوضية قدم تنويراً حول الجدول الزمني لتنفيذ الاتفاقية مع العلم أن الفترة المتبعة هي فترة لتشكيل حكومة انتقالية، والجدول الأخير لإعلان حكومة الوحدة الوطنية ستوافق الرابع عشر من الشعر الجاري، بالإضافة إلى ما يتعلق بتقسيم السلطة، كما أن مشاركة المعارضة في البرلمان بحوالي (50) عضواً من جملة (400) مقعد حسب نص الاتفاقية، بينما ستذهب غالبية المقاعد للحزب الحاكم، مجلس الأمن أكد على عدم تجاوز السقف الزمني، هذا بالإضافة إلى ظهور أصوات داخل الكونغرس الأمريكي تطالب بتقديم “سلفاكير” و”رياك مشار” للمحاكمة في حال عدم إنفاذ الاتفاقية وتهديدهما بالعقوبات، وأيضاً هنالك دول الإيقاد والمفوضية المعنية التي سيكون لها كرت ضغط تتمثل في المحكمة الجنائية مستقبلاً وسيكون لها حق حصري لإبرازه في حال تجاوز الاتفاقية للسقف الزمني.
{ قراءتك للأجواء السياسية الآن بالجنوب.. هل هنالك توقعات باكتمال إنفاذ الاتفاقية؟
– إذا توفرت الإرادة السياسية ستحل القضايا، أما إذا غابت فسيؤدي ذلك إلى تدخل الولايات المتحدة ودول (الترويكة)، ويتوقع تحويل القيادات بالدولة للمحكمة الجنائية وإنشاء حكومة عاجلة انتقالية، ولكي يكون هنالك سلام لابد من التزام كل الأطراف بالحوار والجدية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية