(المجهر) تشهد حولية الطريقة القادرية الكباشية في السودان بمناسبة المولد النبوي الشريف
في حضرة الصوفية
“المسلمي الكباشي” يروي حديثاً عن أدب الصوفية ومقامات الشيوخ
الخرطوم ــ محمد جمال قندول
احتفلت السجادة القادرية الكباشية في السودان بالمولد النبوي الشريف بمسيد الشيخ “أحمد الريح الشيخ أبو قرجة” بحي بانت شرق، في أجواء روحانية جميلة وبحضور كثيف من مريدي الطريقة القادرية الكباشية من مختلف الولايات وأطراف ولاية الخرطوم، وذلك عصر أول أمس (الخميس)، حيث حضر عدد كبير من مشايخ الطرق الصوفية في مسيد الشيخ “أبو قرجة” الاحتفال العامر بحي بانت بصحبة مريديهم وهم يحملون أدوات الذكر من الطار والنوبة.. (المجهر) كانت ضمن الحضور ووثقت للاحتفالية.
كل شيء مختلف بمسيد الشيخ “أبو قرجة”، حيث كان الحضور من كل بقاع السودان للاحتفاء بالمولد النبوي الشريف وهم يجلسون في شكل حلقات ويداومون على الذكر ويضربون النوبة ضرباً فتئن.. هكذا كان الحواريون في حلقة النوبة وهم ينشدون بحب المصطفى “صلى الله عليه وسلم”.
الشيخ “المسلمي عوض الجيد الكباشي” شيخ الطريقة بأم درمان عبر عن سعادته لمشاركة كل قيادات الطرق الصوفية لهم احتفالهم السنوي بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف الذي يصادف أيضاً الذكرى السنوية لرحيل الشيخ “المكاشفي” الكبير، وأشار في حديث لــ(المجهر) إلى أن عظمة المناسبة تتجلى في المشهد الكائن والحضور الكثيف من كل بقاع السودان، وأضاف إن الاحتفالية تأتي بصورة سنوية في آخر “خميس” من شهر ربيع الأول، وهي سانحة طيبة ليلتقي الأحباب والمريدون ببعضهم البعض.
“المكاشفي” أشار إلى أنهم يبدأون في استقبال الضيوف قبل ثلاثة أو أربعة أيام، حيث يقومون بالتجهيز لإقامتهم معهم، حيث يأتي المريدون بعرباتهم من شتى الولايات حباً في الاحتفاء بالذكرى.
{ أدب ومقامات الصوفية
وللصوفية أدب كبير في حفظ المقامات واحترام قيادات السجادة وكبار الشيوخ حسب رتب محددة في الطريقة، ويجد هؤلاء الاحترام والتوقير ممن هم أقل درجة منهم على غرار الحواريين الذين يكونون تلاميذاً لهم في حفظ القرآن الكريم وتدريس العلوم الدينية الأخرى.
وحسب الشيخ “مجدي الأحمدي” الذي تحدث لــ(المجهر) فإن رتبة خليفة السجادة الصوفية هي الأعلى، ومن ثم شيخ الطريقة، فالمقدم وهم كثر، حيث يكون هناك مقدم لشؤون الإدارة ومقدم لشؤون الحواريين.. إلى آخره من التقسيمات.. ليأتي المريدون في الدرجة الأخيرة.. ودائماً ما يعرفون بـ”الحيران”.
ملامح احتفالات الصوفية بإقامة الحوليات تعبر عن أشواق ينتظرها المريدون للالتقاء بشيوخهم، وقد عرف عند السودانيين حبهم الشديد للصوفية من واقع ما يتبعونه من تدين وسطي لا تشدد فيه ولا تهاون، حيث يعبدون الله طائعين ويحبون ويمجدون النبي المصطفى “صلى الله عليه وسلم” في أذكارهم وفي أشعارهم التي يمدحون بها ويذكرون صفاته.