رأي

فوق رأي

عمى ألوان
هناء ابراهيم
 أسمر لونو لادن جسمو.. أسمر جميل عاجبني لونو كحل سواد الليل عيونو.. آه يا أسمراني اللون.. حبيبي يا أسمراني.. الأسمراني مر يا يمة وقالي هاي.. أسمر جميل فتان.. عاشقة أسمراني.. يا حليلك يا أسمر أبيت لعيوني تظهر.. أسمر يا سمارة دوبت دوب.
كل هذا التغني والقومة والتقدير وما زالت عمليات فسخ طبقات الجلد في ازدياد لا توقفها حالة اقتصادية، لا وعي صحي، لا حقيقة أن اللون الذي خلقنا به يناسبنا تماماً، وأن لكل لون سحره.
أغنيات السمار العربي بكل جبروتها الفني وسحرها وإغرائها لم تتمكن من القضاء علي فيروس الفسخ الكارثي ووباء تفتيح لون البشرة والتسمين الاختياري.
 برصيد كل فنان عربي وسوداني أغنيات (سفن ستار) تمجد السمار والطبيعة بكل ألوانها، ومع ذلك كريمات التفتيح تحصد المبيعات الطائلة وكأس قدر ظروفك.
السمار في انحسار يا أخوانا.
شوية وينقرض.
والله جد..
ما هذا ولماذا ولشنو وعشان شنو؟
حلو الاهتمام بالجمال وتهذيبه، بينما المسخ الحاصل دا كارثة والله.
غيري لون شعرك، صورة البروفايل، رقم تلفونك، غيري رأيك ذاتو بينما عاملي جلدك معاملة الأنظمة العربية، ما بتتغير نهائي.
وبعيداً عن الدعم الفني المذكور أعلاه، أين قوات الثقة بالذات عايزة أفهم؟!
فلنفرض أن الأمر انبهار بـ(لوك) النجمات، يعني أمام كل نماذج الجمال الأسمر للنجمات العالميات والعربيات على الشاشة والمجلات، (المقصودات هنا) بشوفن الجانب الأبيض فقط مثلاً؟
 على فكرة في جانب أسمر وأشقر وخمري وخاطف لونين.
جلدك الذي تقع على عاتقه حمايتك (حسنتو القاعد يحميك، الحسنة في المنعول زي الفاصل الإعلاني).
بالنسبة لهذا التشويه الجلدي المقرف، أين جمعيات حقوق الألوان؟!
والرضا عن النفس.
وثقافة الاهتمام الخالي من الأمراض والتغيير.
يا ستي إذا كانت الكيمياء في المذاكرة ضارة بالصحة، كيف في الجسم؟
إذا كان الدماغ الجبار عايز مجهود ودروس إضافية وقهوة تركيز وشاي صبر لفهمها واستيعابها.
من ناحية جلدية ألوان الطيف السوداني صارت كالآتي: (أزرق، أخدر، أسمر، قمحي، حلبي، أبيض وفاسخة).
حيث انضمت (فاسخة) إلى قائمة التعريف اللوني.
يقال هذا (أخدراني مربوع القامة عيونو عسلية) وتلك طويلة القامة (فاسخة) اللون.
المضحك هو أن تجد عشرينية تخبرك عن اجتهادها ومثابرتها في هذا الشأن ومداومتها على الفسخ بضمير، عشان بتها إن شاء الله تُولد بلون أبيض مؤسس.
اتفرجتوا؟!
استغفرتك يا مالك روحي..
ولأن الدنيا دوارة ح يجي يوم وتذهبي من اختصاصي جلدية لاختصاصي جلدية، ومن خبيرة تجميل لبتاع أعشاب ومن “نهلة فضل” لـ”جويل”، من أجل استعادة أمجاد لونك الأصلي وصحتك الجلدية والداخلية.. والمحصلة نفسيات في الحضيض وضياع قروش.
المصيبة إنك عارفة ذلك ومع ذلك…
أقول قولي هذا على سبيل الحب..
و…….
خليك طبيعي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية