رأي

عز الكلام

 وأنا أعيط!!
أم وضاح
لأن أحداً ما وصله رأس السوط وتململ في مقعده ولم يعجبه أو لم يرق له ما جاء في السياق الدرامي لمسلسل (بيت الجالوص)، استجاب بكل بساطة ودون حتى أن يبدي قدراً من الرفض أو بعضاً من الدفوعات، استجاب مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون “الزبير عثمان” لوقف المسلسل، ليقدم أسوأ مثال على الرضوخ والاستجابة لأي ضغوط مهما كانت هشاشتها وضعفها.. ويومها أذكر أنني قلت حتى لو افترضنا أن مسلسل (بيت الجالوص) قد بدرت فيه شبهة إساءة لشريحة من الشرائح، أنا شخصياً أنتمي لها، إلا أن ذلك لا يعني على الإطلاق أن يصادر بهذا الشكل الدكتاتوري الذي يفتقر لأبجديات حرية الرأي والرأي الآخر، مما يشكل انطباعاً أن أهل الصحافة أنفسهم الذين هم معنيون في المقام الأول بارتفاع سقف الحريات يضيق صدرهم عنها، وحدث ما حذرت منه وأصبح الموقف (ورقة ضد) يحتفظ بها بعضهم ليبرزها في الوقت المناسب أمام وجوه الصحفيين متى ما تبرموا وتضايقوا من ضيق مساحات الحرية التي يتنفسونها. ولعل الأخ “الزبير عثمان” أصبح ملكياً أكثر من الملك نفسه وهو يلعب دوراً غير إيجابي على الإطلاق ويحرز أهدافاً يظنها تكسب فريقه لكنها للأسف ملعوبة في مرماه، إذ إنه يمارس دوراً رقابياً لا مبرر له إلا أنه يريد أن يقول للجماعة ناس الحكومة ديل أنا زولكم عديل وما برضى فيكم الحبة والبرشكم بالموية أرشو بالدم، وهو دور لا أظنه، وفي ظل مخرجات الحوار الوطني والضمانات التي تقدمها القيادة السياسية والأجهزة الأمنية لكل من يمارس الحرية بمسؤولية ووطنية وخوف على مصلحة البلد أولاً وأخيراً، هو دور لا أظنه يتسق أو يتماشى مع هذا الجو ويصبح كالدبة التي قتلت صاحبها وهي تهش عن أنفه ذبابة لتضربه حتى مات.. ويبدو أن “الزبير” الذي جاءه المنصب (مقشر) لا حاريه ولا طاريه ما ناوي يبتعد عنه بأخوي وأخوك حتى لو مارس قرارات تضر بالحراك الإعلامي نفسه، وإلا رجاءً فليسفر لي ما الذي جعله يصدر قراراً بإيقاف مقدم البرنامج الأشهر على الفضائية السودانية وهو برنامج (خطوط عريضة) ليجلس “محمد الأمين دياب” على الرف وتحل محله المذيعة “إيناس محمد أحمد” وتقوم بتقديمه، التي هي مع كامل احترامي لها لن تصل إلى العمق والتبحر والفهم الذي كان يدير به “دياب” دفة محاوره، وقد شاهدتها أمس تقدم البرنامج بشكل باهت وتقليدي أفقده الحيوية التي كان يتميز بها “دياب” والسخونة التي كانت طابعه.. ورغم ذلك كان الرجل يقدمه بشكل محترف بعيد عن التهاتر أو الانزلاق في تفسيرات وتأويلات غير منطقية.
ولأن البرنامج الذي ارتبط به عدد كبير من المشاهدين ليس ملكاً لـ”الزبير” فهو مطالب بأن يقدم الحيثيات التي جعلته يصدر هذا القرار، وإن كان بالفعل يرى من وجهة نظره أن “دياب” جريء ويقول ويلمس ما لا يستطيع أحد لمسة أو قولة.
في كل الأحوال، فقدت شاشة الفضائية السودانية واحداً من أميز مقدمي البرامج الفضائية بجرة قلم، ليجلس في كرسي اتخاذ القرار واحد من أضعف مديري هذه الهيئة بتاريخها الطويل، وهذا المقعد جلس عليه أساتذة كبار لن ينحازوا لمؤثر أو يستجيبوا لحديث تحمله سماعة هاتف!! لكننا في كل شيء نبدأ كباراً ثم تبدأ رحلة الهبوط!!
{ كلمة عزيزة
أخيراً عاد السودان لموقعه الطبيعي انحيازاً لقضايا الأمة الإسلامية والعربية.. موقف الحكومة السودانية مع السعودية موقف تاريخي وطبيعي، فقط أرجو ألا نتفاجـأ بكرة (بوثبة) من النقيض للنقيض، وقد تعودنا من الإنقاذ فعل العجائب!! لكن أن تأتي متأخراً خيرٌ من أن لا تأتي!!
{ كلمة عزيزة
بعض المسؤولين وما أن يتحدث عن الإنجازات التي تمت في عهده إلا وتبدو ظاهرة للعيان إمكانياته المهولة في الإقناع، لدرجة أنه ينجح بدرجة امتياز في إقناعك أنه قد سوّى وعمل (ونحن نعيط) على قول “عادل إمام”.. لكن طبعاً (هجمني) والي الخرطوم في لقائه التلفزيوني أمس وهو يوجه التحية لطلاب الولاية بالدورة المدرسية، وقال إنهم استحوذوا على كل الميداليات رغم أن افتتاح الدورة سبق اللقاء بساعات (وبرضو أنا أعيط)!!
     

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية