رأي

مسألة مستعجلة

 فواصل من مشكلات السكن في الخرطوم!!
نجل الدين ادم
قيل إن سائق شاحنة بطاح طويلة أراد أن يرجع بها إلى الخلف وطلب من شاب، يبدو (ألعباني)، أن يقوم بتوجيهه، بالفعل وافق وبدأ صاحبنا يقول له (أرجع – ارجع – ارجع) حتى أن دخل صاحبنا في حيطة وطرحها أرضاً عندها قال الشاب: (بااااااااااااااااس كدا)!
هكذا حال المواقع السكنية اليوم في ولاية الخرطوم بعد توزيعها وبيع ما تبقى منها تريد ولاية الخرطوم الآن تنفيذ برنامج السكن الرأسي للمواطن، والاتجاه للشقق والعمارات ذات الطوابق نقول أين هي الأرض التي سيقام عليها هذا المشروع؟ الذي في حقيقة الأمر هو المشروع الذي كانت تحتاجه الولاية لكن ليس بعد نفاد احتياطي الأراضي!
مشروع الإسكان الشعبي رغم أنه بدأ متأخراً إلا أنه كان نقطة تحول لإصلاح مشكلة السكن وخطط إسكانية كثيرة تبقت لأكثر من عشرين عاماً دون أن يقوم أصحاب الأراضي ببنائها، الآن كل الأراضي أو معظمها قد تم التصرف فيها من قبل حكومات الولاية المتعاقبة، لم تفكر واحدة منها بالمرة في أن يكون السكن الرأسي هو الخيار لمعالجة مشكلة الخدمات الأساسية والمواصلات، فقط اعتمدت على مسح الأراضي للمحتاجين ومتى ما تيسر الأمر تبنى! أو متى ما وصلت الخدمات يقوموا بعملية البناء، كم مكث حي الفردوس الراقي الآن من الزمن حتى اكتمل البناء فيه، وكم من الزمن بقيت كافوري أرضاً جرداء بعد توزيعها خطة أعتقد أنها تجاوزت العشرين عاماً ومن ثم بدأ التعمير والبناء فيها، وهذه المشكلة مشكلة حقب متعاقبة وليست مشكلة الوالي الحالي أو الذي سبقه، حيث إنه لم يكن هناك تخطيط بعيد النظر في سكن الناس وتوزيع مساحات السكن وربطها بالخدمات الأساسية.
أمس، استمعت لوالي الخرطوم الفريق “عبد الرحيم محمد حسين”، وهو يتحدث عن اتجاه حكومته لاستحداث خطط سكانية رأسية للمدن القديمة بالولاية، هذا مقترح جيد جداً، فلو أن واحدة من الحكومات المتعاقبة أو الولاة المتعاقبين سارع بتنفيذ هذا المقترح لما وصلنا إلى هذا الحال في مشكلة المواصلات، وكذا الحال في خدمات المياه والكهرباء وغيرها، والأهم أنه لما تبقى شخص يطلب سكناً في صفوف وزارة التخطيط العمراني، يعني كلهم كانوا أخدوا شقق وح تكون في أراضي احتياطية متبقية.
أعتقد أن تبنى الوالي الفريق “عبد الرحيم” للمقترح رغم تأخره أمر جيد ويحتاج لدعم وسند، فحسناً إن اختار البدء بالأحياء الشعبية العريقة مثل الصحافات والدويم الشرقية لموقعها الإستراتيجي وحاجة البعض من أصحاب هذه المنازل إلى سند لتطوير منازلهم وبنائها بشكل جيد.. الولاية في المرحلة المقبلة تحتاج لميزانيات ضخمة خاصة إذا نجح المشروع، وأبدى عدد من المواطنين نية ببيع أراضيها وليس إعادة بنائها، لذلك فإن هذا الأمر يحتاج لخطط إستراتيجية تدخل فيها بيوتات الخبرة والبنوك المخصصة، وبذلك يمكن للوالي أن يسعف مشكلة السكن والخدمات الأساسية على السواء.. وبالتوفيق.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية