رأي

مسألة مستعجلة

احتفالات فوق العادة!
نجل الدين ادم
على غير العادة عند الساعات الأولى من مطلع كل عام تجد شوارع العاصمة “الخرطوم” وبالأخص وسطها، تعج بالمركبات وتصعب عملية انسياب الحركة المرورية بشكل اضطراري حتى على الراجلين من المواطنين، حيث إننا نكون أكثر المتضررين من تداعيات احتفلات رأس السنة التى تنتشر في عدد من المواقع، ذلك لأننا لا نستطيع الوصول إلى منازلنا بعد يوم منهك من العمل إلا بعد ساعتين وربما أكثر نمضيها في شوارع وسط “الخرطوم”، إلا أن هذه المرة وكما أشرت كانت غير، حيث شهدت انسياباً كبيراً في مرور السيارات على الشوارع الرئيسة والفرعية، وعدد كبير من دوريات الشرطة المختلفة تنتشر في الطرقات وعلى رأسها دوريات المرور بضباطهم، الوجود الشرطي الكثيف قلل من الاحتكاكات والممارسات السالبة التى يقوم بها الصبية عند كل رأس سنة من رشق بالبيض ورش بالمياه وغيرها من الأساليب التي كانت معتادة.
لم يسعفنا الوقت لمشاركة الأبناء والأهل في الاحتفال لكن نعمنا بوصول هادئ إلى منازلنا.
التحية لشرطة ولاية “الخرطوم” عبر غرفها المختلفة وهي تهيئ أجواء احتفالية للمواطنين، فقد أظهروا حالة تنظيمية باهرة لا تخطئها العين، لهم منا التحية والتجلة وهم يقومون على خدمة الناس.
مسألة ثانية.. من المظاهر الاحتفالية الراقية أيضاً رغم أنني لم أتمكن من مشاهدة احتفال عيد الاستقلال من داخل القصر الجمهوري، كان ما أقدمت عليه لجنة الاحتفال بأعياد الاستقلال من ترتيب دقيق ومحكم للمناسبة وما قدمه التلفزيون القومي على وجه الخصوص من عمل راقٍ ومميز عبر شاشته، وذاك الفيديو (كليب) الذي حكى قصة وطن عريض من الشمال حتى الجنوب، ومن الشرق حتى الغرب وهو يحمل ملامح ثقافية من الطبيعة والفن والرقص، ويعكس أيضاً جوانب سياحية من الأهرامات، كانت بحق ملحمة مميزة أبدع فيها منتجو هذا البرنامج، وذلك الكورال المميز الذي أبهر أعين الجميع. على أي حال كان شكل الاحتفالية هذا العام مختلفاً عن الأعوام الماضية من حيث الشكل والمضمون.
مسألة ثالثة.. من المظاهر الملفتة هذا العام وبشكل واضح أن احتفائية الاستقلال وبما حملته من مظاهر مختلفة في الشوارع وداخل المدارس والمؤسسات طغت على ملامح الاحتفال برأس السنة، وهذا أمر جيد فيه تعظيم للروح الوطنية كانت تفتقدها الشوارع في الفترات السابقة، أتمنى أن يكون هذا النمط ديدن الاحتفالات في كل عيد استقلال، فهو مناسبة لتعظيم روح الوطنية وإعلاء قيمتها، وكل عام والبلاد تنعم بالخير والرخاء والعزة والسؤدد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية