الحركة الاتحادية وبيريسترويكا الدكتورة "ميادة سوار الدهب"
بصحيفة (المجهر السياسي) والتي صدرت في صباح (الخميس والذي وافق 17/12/2015م، وتحت عنوان بروفايل “ميادة سوار الدهب”)، كتب الأستاذ “عادل عبده” وهو يعلن لنا بأن هنالك قنبلة سياسية واجتماعية ستنفجر بقوة داخل الكيان الاتحادي العليل أصلاً كنتاج حتمي وطبيعي للانشطارات والانكسارات، وأن زعيمة الحزب (الاتحادي الديمقراطي اليبرالي) الدكتورة إنما تريد تحقيق مشروعها السياسي والحديث والمتمثل في خطوة بيريسترويكا خط الوسط وتصحيح مساره بعد أن اضمحل في أيدي الاتحاديين، وأنها تقول إن الوسط القديم قد مات بفعل التطورات الهائلة في المجالين الفكري والحياتي ولم يعد مدهشاً في الوقت الراهن ويحتاج إلى قراءة مواكبة ومراجعة ذكية، وإن المراهنة على الوسط الحديث والذي يعكس المدرسة الأخلاقية المشحونة بالمضامين العصرية الوطنية الفاعلة والقادرة على فتح مسارات الديمقراطية الصحيحة وبناء المجتمع لأن الوسط القديم قد مات، ولأن هنالك مياهاً كثيرة قد جرت تحت الجسر فجعلت منه نمطاً عجائزياً يتطلب ضرورة القيام بتطويره وإصلاحه وليس إدارة الظهر، حيث إن الوسط لم يعد يذهل الجمهور بـ(بناء الشفخانة) و(البئر الإرتوازية) في عصر السفر بسرعة الصوت و(زراعة الطماطم في المياه).
وتؤكد الدكتورة رئيسة الحزب (الاتحادي الليبرالي) بأن الوسط قد تضرر كثيراً من البكاء على الإرث التاريخي والتقى بالمزاج السوداني، وتقول الدكتورة “بأن (الوسط الحديث) والمشحون بالمضامين العصرية الوطنية الفاعلة إنما هو الذي سيصير مدرسة أخلاقية تعالج سخائم النفوس واعوجاج الذات، وأنه سيكون منارة في الدهليز المظلم لفتح المسارات من أجل الديمقراطية والرفاهية وبناء المجتمع”!؟
هذه هي بشارة الابنة الدكتورة لكم سائر الاتحاديين.. كما وتعلن بأن الدكتور “أحمد الطيب زين العابدين” رئيس الحزب (الاتحادي الديمقراطي السوداني) قد أدمج حزبه مع حزب الدكتورة (الاتحادي الديمقراطي الليبرالي).. انتهى.
وأنا أقول يا أيها الأشقاء الاتحاديون أينما تكونوا وكيفما تكونوا.. ويا كل الفصائل الاتحادية المنشقة والمنشطرة، ويا رفاق طريق الحرية وعُشام الديمقراطية، ويا أبناء “الأزهري” العظيم و”الحسين” البطل الذي لم يبايع ولم يسالم ولم يهادن.. ولم ينحن.
يا ورثة (مؤتمر الخريجين) العظيم ويا حفدة (حزب الأشقاء) والذي تكامل وازدهى بفكر ومبادئ الحزب (الوطني الاتحادي)، نناشدكم كلكم ونستهدفكم جميعاً وبدون عزل لـ(فصيل) أو تفضيل لشريحة من شرائح فصائلنا المنقسمة والمفككة الأوصال، فكل صبح جديد تتولد منكم شريحة صغيرة وتعلن العقوق السياسي في حق حزبنا، والذي كان من أول الأحزاب التحررية في كل قارة أفريقيا وبلاد العرب بل وفي كل منظومة أحزاب العالم الثالث، حيث علم الدنيا كلها مقررات التحرير والانعتاق، من ربقة الاستعمار والاستعباد الثنائي الدخيل.
وأقول لكل أخوتي وأشقائي داخل الحركة الاتحادية، ماذا أصابكم؟ وما هي العلل والأدواء السياسية التي صيرتكم أقزاماً، وتابعين التابعين بعد أن كنتم حداة للوحدة وتروساً وصخوراً تتكسر دونها كل مبررات (الخنوع)، و(الركوع)، والانحناء والتفتت، فأنتم وأنتم وحدكم المطالبون اليوم وبكرة بتحقيق مرحلة (التعمير) والبناء والازدهار للوطن السودان كله بلا (جهوية) أو (عرقية) وبلا (طائفية) تعوق أو (عنصرية) أو (انقسام) يعطل المسار من أجل خلق المجتمع السوداني المتوازن والمتكافئ، والذي تنتفي في داخله مفردات (الأنا) والهُم؟ فتختفي بذلك مبررات (الأصولية) و(الانتهازية)، فيصير السودان دولة اشتراكية، فتتحقق المساواة فتكون المواطنة وحدها هي المعيار بلا تفضيل ديانة على أخرى، لأن الدين لله العظيم وحده سبحانه وتعالى، وأن البلاد كلها للمجتمع السوداني والذي تتنوع فيه السحنات وتتعدد فيه الديانات السماوية والوثنية الأفريقية.
إن الحركة الاتحادية العظيمة قد حققت للبلاد حريتها وأعلنت الاستقلال من داخل البرلمان (وأعلنت الجلاء) ورفعت للسودان علماً للحرية عالياً وخفاقاً، ولكن الطائفية السياسية “ربيبة الاستعمار” ووريثته بعد رحيله مطروداً ومنبوذاً قد ظلت تتعاون وفي دورة خبيثة مع كل الانقلابات العسكرية بدءاً (بنوفمبر) مروراً (بمايو) حتى جاءت الإنقاذ، لأن (الطائفية السياسية) هي المبرر الأساسي (لخنق الحريات) و(وأد) الديمقراطية السياسية.
إنني أهيب بكل الاتحاديين بكل الأرياف والمدن، وأناشد كل الصبيان والصبايا، وأنادي كل طلابنا الاتحاديين المنبثين داخل الجامعات والمعاهد العليا واستصرخ في كل شباب حزبنا والمرأة الاتحادية العظيمة، أهيب بأن ينتفضوا من أجل إيقاف الانقسامات المتكررة داخل الجسم الاتحادي وكونوا أنتم الطلائع المبادرة لفرض التوحد والتماسك وإيقاف عمليات (التمزق) و(التناسل) الذي يقود حتماً لخنق بادرات حزبنا، وحتى نفرض بتماسكنا إيقاف عمليات التقسيم و(التجزئة).
إن الطائفية السياسية لهي المسؤول الأول عن فشل كل الأداء السياسي، لأن السياسة في أعرافهم إنما هي تحقيق المكاسب والامتيازات الطائفية دون الطائفة الأخرى، فيحدث التشابك و(العك) السياسي الفطير، فتأتي الحكومات الانقلابية العسكرية ليصبح (دعاة) الطائفتين هم الذين يتسابقون لرفع آيات الولاء والتبريكات ومطالبة قادة كل انقلاب بضرب العابثين بيد من حديد.
وإنني لم أعد مشغولاً بانشطارات الحركة الاتحادية وتقلبات أفرادها وجماعاتها والتي أصبحت (أضحوكة) في نظر كل أمة السودان، ولكنني أقول وبالصوت المسموع والمدوي بأن (بعث الحركة الاتحادية)، لهو العلاج الشافي لمعالجة أمراض الانقسامات والانقسامات المستحدثة والتي تُصر كل واحدة منها على استعمال كلمات الاتحادي وتضيف عليها تسميات وصفات تفوق أسماء (القط) فهو (السنور) وهو (الكديس) وهو (ابن أوي) وهو (الهر)، وأبادر فأقول لأبنتنا الدكتورة “ميادة” خريجة الدراسات النفسية والاجتماعية، بأن كل التنظيمات التي تتبعين لها لا ولن تجعل منك (قائدة) لفصيل اتحادي مهما (تدثرت) بغطاء (مركز علي عبد اللطيف) أو بعضوية (الهيئة الاستشارية للمنظمة العالمية للعدالة والحرية والسلام) وخلافها من المشاركات المحلية والعالمية، لأنها وبالضرورة سترفعك في نظرنا وتقديرنا وتشرفنا نحن سائر الاتحاديين بأن لنا ناشطة في المجال النفسي والاجتماعي المحلي والدولي وهذا يزيدنا فخراً ورفعة، وإنني قد كنت تواقاً لأن تكون الدكتورة رائدة من رائدات القيادة النسوية الاتحادية بعد التضامن مع شقيقاتها “جلاء الأزهري” و”د.إشراقه سيد محمود” لتقم على أكتافهن تبعة بناء تنظيم المرأة الاتحادية العظيمة وحتى تنظيم الخطوات الجادة والمتسارعة (لبعث الحركة الاتحادية القوية والمتماسكة والموحدة).
واليوم فإن (الحركة الاتحادية) والتي تخلقت داخل (بيوت) و(حواري) المدن والقرى والفرقان السودانية قد جاءت لتصير هي وحدها التي تبقى في تواصل حميم وخلاق مع كل الثورات والانتفاضات الوطنية السودانية منذ عهود المماليك والسلطنات وتصنع القيادات المنتمية والمتواصلة مع بطولات “بعانخي” أو “تهراقا” و”المك نمر” والسلطان “عجبنا” والإمام “المهدي” العظيم و”علي دينار” و”علي عبد اللطيف” و”عبد الفضيل ألماظ” و”ود حبوبة” وبطولات السلطنة الزرقاء وثورات اللواء الأبيض التحررية، واليوم فإن تصدع الحركة الاتحادية قد قاد وبالضرورة الحتمية لتقاصر الدور الاتحادي والذي يقود لتقزيم حجم الوطن وتعطيل عمليات التنمية المتكاملة فيه، الشيء الذي قاد للانقسامات والتمزقات داخل الجسم السوداني الواحد، وكنتاج لغياب (الوحدة الاتحادية) فقد تناسلت الحركة الاتحادية فانقسمت إلى:
(1) الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل – السيد/ محمد عثمان وآل البيت “الميرغني”.
(2) الحزب الاتحادي الديمقراطي المسجل – الدكتور/ جلال الدقير وفصيل الشريف زين العابدين.
(3) الحزب الوطني الاتحادي الموحد – الأستاذة/ جلاء الأزهري والأستاذ/ صديق الهندي.
(4) الحزب الوطني الاتحادي بولاية الجزيرة – الأستاذ/ يوسف محمد زين
(5) الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل – والذي هو في صراع مع القيادة الطائفية – الأستاذ/ علي محمود حسين – مولانا الشيخ أبو سبيب – الأستاذ/ علي السيد/ المحامي.
(6) الحركة الاتحادية المقاومة – الدكتور/ دفع الله محمد دفع الله – الأستاذ/ علي بشير.
(7) الحزب الاتحادي الديمقراطي السوداني – الدكتور/ أحمد الطيب زين العابدين.
(8) الحزب الاتحادي الديمقراطي الليبرالي – الدكتورة/ ميادة سوار الدهب.
علماً بأن كل هذه الأجسام قامت (بروث) وبدون مؤتمرات أو تنظيمات أو كوادر اتحادية تدعمها ما عدا الحزب الوطني (الاتحادي) بقيادة الأستاذ/ المحامي/ علي محمود حسنين، والذي جاء لرئاسة الحزب (بموجب مؤتمر عام) انعقد بعد ثورة أبريل العظيمة مباشرة، ولكنه للأسف قد عاد لحظيرة (الاتحادي الديمقراطي) تحت القيادة الطائفية.
إنني لأناشد كل القيادات أعلاه وأقل لهم بكل الصدق وبحق كل شقيق نحو أشقائه بأن عودوا إلى رحاب (حزبكم القوي والموحد)، لأنه في ذلك وحده ضمانة لرفعة هذا السودان وتقدمه، وعليكم كلكم أن لا تتقوا الله في حزبكم العظيم خاصة وأنتم تستشرفون بأيام التحرر والاستقلال وحتى تكون ذكرى الاستقلال العظيم دافعاً لكم لتفرح بوحدتكم قبور شهداء حزبنا، وتفرح كل القدرات والطاقات الاتحادية والتي تتوق ليوم توحدكم، فهلا كنتم الأبناء البررة للحركة الاتحادية العظيمة؟ وإننا لواثقون من تجاوبكم وتفاعلكم الفاعل للتنادي من أجل الوحدة الاتحادية ونبذ الانقسام والانهزام الذي يميت ولا يحيى.
ولكم الود وكل التقدير
عز الدين عمر مصطفى
مقرر دائرة التنظيم وعضو الدائرة الإعلامية للحزب الوطني الاتحادي
بعيد الثورة أبريل العظيمة